تحية لحماة الحق

 

ناصر العبري

وصل جهاز شُرطة عُمان السلطانية اليوم وبعد هذه السنوات من العطاء الزاخر إلى مصاف الأجهزة الأمنية ذات المستوى المتطور والمكانة المرموقة فهو يحظى بالتقدير المتنامي والإعجاب الكبير على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وذلك نظرًا لما يتمتع به من أداء متميز وأسلوب حضاري بالغ الدقة في التعامل مع الأمور التي تناط إليه، وما أنجزته شرطة عُمان السلطانية خلال سنوات مسيرتها الماضية يُعد بحق وسام شرف لكل مُنتسب إليها، وما الإنجازات الأمنية التي تتوالى بين حين وآخر إلا شاهد ساطع على ما وصلت إليه الشرطة من تطور وكفاءة أهلتها لأن تتحمل مسؤوليات أكبر وأشمل.

ولأنَّ الإعداد البدني والذهني يُعدان مطلبين ضروريين لرجل الشرطة فقد جاء إنشاء أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة في عام 1980م، ومقرها في نزوى لتكون صرحاً تدريبيًا تصهر فيه طاقات الرجال البواسل ممتزجة بفيض العلم والمعرفة ليتخرجوا منها أبطالاً أفذاذاً نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم العزيز حيث تضطلع الأكاديمية بإعداد الكوادر العسكرية المدربة التي تنضم إلى حقل العمل الميداني في جهاز شرطة عُمان السلطانية بكل كفاءة واقتدار، فهذا الصرح الشرطي الكبير لا يهتم بالتدريب العملي فقط وإنما يضطلع بالتدريب العلمي كذلك، من منطلق أن ارتباط العمل بالعلم والمعرفة واجب إلزامي لرجل الشرطة حتى يؤدي عمله بكل كفاءة واقتدار.

وقد جاء المرسوم السلطاني السامي بتاريخ 16 ـ 7 ـ 2000م تتويجاً لحقبة من العمل الشرطي الأكاديمي توَّجها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله- بإصدار المرسوم السلطاني السامي الذي قضى بتعديل مسمى أكاديمية الشرطة ليصبح أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة، وكذلك إصدار نظام كلية الشرطة.

وجاء صدور هذا المرسوم في سبيل الارتقاء بمستوى التأهيل والتعليم والتدريب في جهاز الشرطة وتخريج ضباط أكفاء يحملون درجات علمية عالية خاصة في مجال القانون وعلوم الشرطة تجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية في المراحل القادمة من عمر النهضة المباركة المديد بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه-. كما أوجه كلمة شكر وتقدير لقيادة شرطة محافظة الظاهرة والعميد سالم الحارثي قائد شرطة المحافظة وكل فرد في هذه القيادة والمراكز المنتشرة في الظاهرة عبري وينقل وضنك. على الدور الفعال الذي نلمسه منهم في حفظ الأمن والانتشار المروري وتقديم المساعدات للمواطنين في حال طلبها وإلى رجال الدفاع المدني والإسعاف. إنَّ ما نلمسه في محافظة الظاهرة من تقديم الخدمات سواء الأحوال المدنية أو المرور ومن سرعة ودقة الإنجاز في المعاملات يبعث بالفخر لنا كمواطنين كما أننا نحس بالراحة والأمان عندما نشاهد رجال الشرطة وهم يباشرون واجبهم الوطني في الدوريات الراجلة في الأسواق وعلى الشوارع العامة التي تبعث على الارتياح لدى المواطن والمُقيم والمسافر عبر طرق السلطنة ومحافظة الظاهرة خاصة. وكم نشعر بالسعادة عندما نرى الدوريات المرورية أمام المدارس والمستشفيات والطرق الخارجية وهم على أهبة الاستعداد لتقديم أي مساعدة تطلب منهم من المواطنين أو المقيمين على حدٍ سواء فتحية شكر وتقدير لحماة الحق في كل رقعة من السلطنة الحبيبة.