قراءة في نصف نهائي الأبطال

 

حسين بن علي الغافري

دخلت بطولة أبطال أوروبا مراحلها الأخيرة بعد آخر قُرعة أُعّلن فيها عنُ مواجهات مُثيرة مُنتظرة .. الأولى بلقاء ديربي مدريد بين حامل اللقب ريال مدريد ومنافسه "الطموح" أتلتيكو مدريد في آخر نهائيين حقق فيها الملكي اللقب. في المُقابل تبدو موقعة يوفنتوس الإيطالي وموناكو الفرنسي بها من المفاجآت الشيء الكثير. كيف لا وموناكو فرض نفسه كحصان أسود للبطولة الحالية وتجاوز عقبات كثيرة أوصلته لنصف النهائي وعلى بعد خُطوة وحيدة يصطدم فيها بالعملاق الإيطالي يوفنتوس الحاضر فنياً بدرجة عالية، كما شاهدنا قوة خطوطه الثلاثة أمام برشلونة والتي لم يستطع فيها النادي الكتلوني التسجيل طيلة 180 دقيقة كاملة.

 

وصول الأندية الأربعة لهذا الدور مُستحقاً بما تعنيه الكلمة. فريال مدريد تفوق على بايرن ميونخ في لقائي الذهاب والإياب رغم الجدل التحكيمي الكبير الذي أعقب لقاء الإياب خصوصاً. وتبدو حظوظ العملاق الملكي تتناصف مع أتلتيكو مدريد في مسألة العبور والوصول إلى النهائي. الريال يملك قوة عناصر في القائمة الأساسية وفريق لا يقل مستواه في قائمة الاحتياط. وشخصياً أرى أنَّ قوة ريال مدريد هذا الموسم تمكن بدرجة كبيرة في لعبه بشكل منظومة واحدة مُترابطة الخطوط بالإضافة إلى مساندة الأطراف في بناء الخطط الهجومية وهو أمر يُفسّر الحضور الفني الجيد لمارسيلو وكارفخال في تسجيل وصناعة الأهداف كما شاهدنا في الكلاسيكو ولقاء فالنسيا الأخير وما قبلها من لقاءات. النقطة السلبية الوحيدة في مراحل الحسم للملكي كانت بسقوطه أمام برشلونة في الكلاسيكو شكلت ضغوطات عليه محلياً، ولو فاز لأنهى الأمور حسابياً في لقب الدوري ولما وضع برشلونة ينتعش ويطمح بلقب الدوري وهو أمر سيشكل إرهاقا بدنيا ونفسيا في قادم اللقاءات وسيضع مصير التتويج في كف عفريت بأيّ سقوط في اللقاءات القادمة. أتلتيكو يدخل لقاءه أمام ريال مدريد بأريحية بدنية .. فمشروع الحلم بتتويج محلي أمر بعيد. لقاؤه أمام ريال مدريد في لقاءين بنصف نهائي الأبطال سيجعل أبناء سيميوني حذرين وقتاليين كما عُرف عنهم. الثأر رياضياً حديث الجمهور ولكن قيمة الملكي وحضوره الكبير في المحافل الكبيرة يجعلنا نؤمن بمباراة مثيرة سنعيش كل أجزائها بشغف.

 

في المُقابل، لا يُمكن وضع حظوظ كبيرة ليوفنتوس في تجاوز موناكو النادي الفرنسي الذي سجّل مُفاجأة بتأهله إلى دور نصف النهائي. موناكو يتصدر الترتيب المحلي بلاعبين شباب أثبتوا إمكانيات كبيرة. موناكو لن يكون الصيد السهل ليوفنتوس الإيطالي ولربما يخلق متاعب لليوفي. من جانبه يبدو يوفنتوس أمام خطوة كبيرة لتحقيق حلمه والوصول إلى النهائي. يوفنتوس يُمني النفس بالظفر باللقب الذي عانده في أكثر من نهائي آخرها قبل عامين عندما سقط أمام برشلونة. اليوفي يملك تشكيلة مُرعبة ويبدو أنّه جاد جداً في عدم التفريط بلقب هذا العام. إجمالاً، تنتظرنا مواجهتان من العيار الثقيل والمستفيد الأوَّل هو المُتابع، والإثارة الكبيرة مرتقبة بدون أدنى شك. دعونا نستمتع.