ضمن فعاليات ملتقى "التفاتة" بجامعة السلطان قابوس

د.عُمر عبد الكافي: الأمان النفسي في البيوت يتحقّق بأدب الحوار وتقبّل الآخر وتفهّمه

 

 

 

مسقط – الرؤية

ضمن فعاليات الملتقى التنموي السابع "التفاتة "الذي تنظّمه جماعة صوت التنمية بعمادة شؤون الطلبة في جامعة السلطان قابوس استضافت الجامعة الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبد الكافي، وذلك بالمسرح المفتوح، وألقى محاضرة بعنوان "الأمان النفسي"، برعاية الدكتور سيف بن سالم الهادي وبحضور مجموعة من الأكاديميين والموظفين والطلبة من داخل الجامعة، بالإضافة إلى عدد كبير من المهتمين من خارج الجامعة.

تضمنت المحاضرة عدّة محاور، من بينها تعريف الأمان النفسي والتعرّض لتاريخه، كما تطرّقت للأمان النفسي في البيئة الجامعية لدى كل من الطلبة والطالبات، وعرضت تفصيلًا للطرق التي يتحقّق بها الأمان النفسي للأمة كافة.

بدأ الدكتور بالإشارة إلى أنّ الإنسان يتكون من إيهابان، أولهما الإيهاب الترابي المظلم المعتم حتى يستطيع الفرد العيش على الأرض والإيهاب النوراني الذي يصله بقيم السماء، وقال إنه كلما أضاء الإيهاب النوراني داخل الإيهاب الترابي رقّ هذا التراب أو صار نقيًا معطاءً. وأضاف بعدها أن كل الناس جذورهم من الأرض أي من التُّربة، لكن المؤمن يختلف فجذوره سماوية.

وأضاف أنه عندما يقتنع المؤمن أن رزقه يأتيه من عند الله فقط يعيش في حالة من الأمان النفسي. فيما يعتلي الإنسان التعب والوهن إن هو باعد بينه وبين الله خالقه، مؤكّدًا أنّه يجب على الإنسان أن يُعلِّق أسباب ما يحدث في حياته على عالم الغيب الواسع وليس على عالم الشهادة الضيق، وضرب بذلك مثلًا قصّة رسول الله – صلى الله عيه وسلم- مع أبي بكر في الغار وقصة أم موسى –عليه السلام- عندما أمرها الله بأن تُلقيهِ في اليم.

وأكّد الدكتور أن الأمان النفسي لا يُؤخَذ بمادّيات الأمور فقط لأن الماديّات تتبخّر ولكن الأمان النفسي يأتي عندما يستمدّ الإنسان قوّته وطاقته من عند الله عزّ وجلَّ.

وفي معرض حديثه عن تحقيق الأمان النفسي بتوثيق الصلة بالله تعالى أوصى الدكتور عبد الكافي الأمهات والآباء بأن يحبّبوا أبناءهم وبناتهم بالالتزام بالفرائض ولا يجبروهم بالقوة عليها حتّى لا يُماطلوا في آدائها في حالة غيابهم، كذلك أوصى بضرورة التدرّب على اتقان فنّ الإنصات مع الأبناء للتقرّب منهم ومن ثمّ الأخذ بأيديهم نحو الطريق القويم.

ذكر أيضًا أن أفضل الناس في الأمان النفسي هم من يُعطون مما أعطاهم الله ويجدون لذّةً في العطاء.

وعن الجيل الجديد يقول: "إن دين الله سينتصر على أيدي هؤلاء الشباب لأنهم جيل التساؤلات وجيل الفهم وجيل العقل"، مشيرًا إلى أنّ تساؤلاتهم ستُؤهِّلهم لأن يكبروا على دين الله بقناعة قوية لا تتزعزع.

ويُشدّد على ضرورة أن تتواصل الأجيال مع بعضها البعض ولا يحدث ذلك إلا عن طريق إلغاء الدكتاتورية في البيوت. كما يقول إنّه يتوجّب عليهم كجيل أكبر مع الأجيال التي تصغرهم أن يوسعوا لهم مجالًا للقيادة وقدّم عدّة اقتراحات تُعين على ذلك ونماذج مما حفظها التاريخ ويمكن أن يحتذى بها.

ونبّه إلى أنّ الأمان النفسي داخل البيوت يتحقّق بتحقّق أدب النقاش والحوار وتقبّل الآخر وتفهّمه. وقال إن من الأمان النفسي أن نهيّئ أبناءنا وبناتنا للزواج بتبصيرِهم لفهم الطرف الآخر، وأنّ ترتيب أولويات الذكر يختلف عن ترتيب أولويات الأنثى، وعليه فإنّ طريقة تفكيرهم ستختلِف تباعًا لاختلاف التركيب الدماغي للإثنين. وبالتالي فإنَّ وجه الأمان النفسي يتلخّص هنا في أن تفهم الزوجة كيف يفكر الزوج وكيف يتصرّف وخاصة في حالة الغضب.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك