فايزة الكلبانية
انتابتنا حالةٌ من السَّعادة الغامرة خلال الأيام الماضية، عندما احتفلت "الرُّؤية" بتتويج الفائزين بجائزة الرؤية الاقتصادية في نُسختها السادسة، والتي كرَّمت نُخبةً من المُبدعين العُمانيين نظير إنجازاتهم وجهودهم المُميزة التي عملوا عليها خدمةً للوطن، ونال الجائزة أفراد ومؤسسات حكومية وخاصة، وهذا يدل على روح المُنافسة وحب التميُّز وتوظيف الفرصة حتى يعانق الحلم منصة التتويج.
ومما يُثلج الصدر أنَّ جائزة الرؤية الاقتصادية شهدت هذا العام إقبالاً لافتاً من المُشاركين، إذ بلغ عدد المشارَكات في الجائزة لهذا العام 179 مشروعًا ومُبادرة، من مختلف ولايات السلطنة، تأهل منها للمرحلة النهائية 73 مشروعًا، وتمَّ تكريم 26 مشروعاً في نهاية الأمر، وهي المشاريع التي جرى اختيارها وفق معايير صارمة وشفَّافة من قبل لجنة التَّحكيم. غير أنَّ الحدث الأبرز وغير المسبوق في النسخ المُتتالية للجائزة، هو تكريم رجل الأعمال الكويتي عصام عبد الرحمن البحر رئيس مجلس إدارة مجموعة عبد الرحمن البحر الكويتية، وذلك عرفاناً لجهوده في تعزيز الاستثمار الكويتي في السلطنة.
لقد ساهمت الجائزة في تسليط الضوء على عددٍ من قصص النجاح لأولئك المُبدعين الذين وضعوا بصمات بارزة على الساحة الوطنية في شتى مجالات العمل، آخذين على عاتقهم دفع مسيرة التنمية الاقتصادية إلى الأمام. ومن المشاهد التي لن تغيب عن الذاكرة كذلك الجمهور الذي أضاء الحفل بمُشاركته المُميزة وحرصه الأكيد على الحضور دعماً ومؤازرة للفائزين.. إنِّه احتفال بالإنجاز، بالاتقان، بالتميز، بالنبوغ، احتفال لا تتسع الكلمات لوصفه، فقد تجسدت الروح العمانية في شتى الأركان.
كل ما سبق يُؤكد لنا كفريق عمل في مُبادرات "الرؤية"، أننا نمضي على الطريق الصحيح ودرب التميز والنجاح؛ حيث أخذنا على عاتقنا أن نواصل المسير على نهج إعلام المُبادرات الذي أطلقته الرؤية قبل سنوات، لتطرح العديد من المُبادرات المجتمعية، ومن مُنطلق مسؤوليتها الاجتماعية تجاه أبناء الوطن المُخلصين.
لذا عندما يأتي البعض ويُهاجم مبادرات الرؤية، بناءً على حجج غير منطقية تجافي الحقيقة، فلن نقول إلا "سلام". لقد كانت الرُّؤية ولا زالت في مُقدمة المؤسسات الإعلامية التي تُطلق المُبادرات البناءة تعزيزًا للمناخ الاقتصادي في السلطنة، ومسيرة التنمية الشاملة.
الواقع يُبرهن أنَّ "الرؤية" طرحت العديد من المُبادرات، ونؤكد أنَّها مُبادرات، حيث لم يسبقنا أحد في طرحها بالكيفية التي طرحتها الرؤية، بل إنَّ الرؤية تعمل على تطويرها سنويًا، وتُسلِّط عليها الأضواء الكاشفة لتميز عناصرها وفرادة محتواها.
إنِّما أولئك الذين يشوهون عن عمدٍ جهود الآخرين وينتقصون من أقدارهم، لا لشيء سوى اختلاف في وجهات النظر، نقول لهم أعيدوا النظر في حججكم، تمعنوا قليلاً في كل كلمة تلقونها في مؤتمر صحفي أو حديث إعلامي، فمن غير المعقول أن يكون الجزاء منافيًا لجنس العمل، فلا جزاء للتميز إلا القول الحسن، ولقد تميزت الرؤية على الساحة الإعلامية منذ صدور العدد الأوَّل منها، لتكون منبرًا إعلامياً للجميع، ومنصة لطرح الأفكار التنويرية في المجتمع، بما يدعم مسيرة النهضة الشاملة والتنمية المُستدامة.
إنَّ مسيرة عطاء الرؤية حافلة بالإنجازات التي صنعها فريق عمل متآلف ومُتجانس ومُتحد يضم العديد من شباب وفتيات يجتهدون جميعهم للوصول إلى أعلى مراتب التفوق والنجاح. هي سنوات 7 مشرقة بالإنجاز والعطاء رغم التَّحديات والمصاعب التي ألقتها الظروف والمُتغيرات على عاتق كل فرد في هذه المؤسسة الإعلامية.. إنِّها رحلة كفاح بدأت من الصفر وتدرجت حتى بلغت القمة، صعدت سلم النجاح بمُثابرة شباب وأستاذة في المهنة أدركوا مفاتيح النجاح، وقبضوا عليها بالنواجذ حتى لا ينفك العقد، كل ذلك خلف قيادة رئيس تحرير أثبت نجاحًا في إدارة فريق عمل متنوع الأجناس والأعراق، كثيرون شهدوا له بقُدرته الفريدة والإصرار على النجاح.
إنَّ "الرؤية" وهي تواصل المسير في نهج إعلام المُبادرات، تسعى للانتقال إلى تطبيق مفهوم أكثر رحابة وأوسع أفقاً وهو "الإعلام التفاعلي"، فلا ينبغي لنا كوسائل إعلام وكعاملين في هذه المهنة البالغة الأهمية في أيّ مجتمع، الوقوف عند مستوى مُعين، بل علينا مواصلة التطلع إلى سماء العطاء وقمة المجد الوظيفي، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال التفاعل الحقيقي لنا كوسائل إعلامية مع المُجتمع وقضاياه وهمومه وتطلعاته وأحلامه، حتى تتحول إلى حقيقة وواقع مزدهر.
نُواصل الجهد لإعلاء شأن الكلمة الحُرة المسؤولة، التي تبني الوطن، وفي الجهة الأخرى نطرح مُبادرات تقدم الحلول للمُجتمع وقضاياه، سواء كان ذلك من خلال تقديم أفكار ومُقترحات وتنظيم مُنتديات وجوائز عديدة وندوات، لا هدف لها سوى دعم الشباب ورواد الأعمال ومُختلف فئات المجتمع، ولم ولن تهدف الرُّؤية من وراء ذلك لأمر آخر، ومن يلمز بأكاذيب في هذا السياق، فلينظر إلى نتائج هذه المُبادرات وما حققته من أصداء واسعة بلغ مداها الآفاق.
لسنا في حالة من الصدام أو الخلاف مع أيّ من كان، بل إنَّ جل ما نطمح إليه ألا ينتقص البعض من جهود المُخلصين أو يوجه سهام الإحباط والنَّقد والهدام إلى صدور المُتميزين، وإنما توجيه الدعم والتشجيع ورفع الروح المعنوية لأصحاب الهمم الوقادة والعقول النيرة.
أيُّها الأصدقاء الأعزاء شركاء العمل الوطني.. إنَّ "الرؤية" بطاقمها وما تقدمه ما هو إلا حصيلة عمل دؤوب وجهود واعية يبذلها نخبة من الشباب العُمانيين والعرب الأشقاء، وأنتم شركاؤنا في النجاح أيضًا، ونطمح لأن نكون إضافة حقيقية في العمل الإعلامي، ومُختلف القطاعات لاسميا الجانب الاقتصادي منها
faiza@alroya.info