الكليات التطبيقية تشارك في منتدى الازدهار الوظيفي بالبحرين

 

 

الرؤية - خالد الخوالدي

 شاركت كليات العلوم التطبيقية في السلطنة بمنتدى الازدهار الوظيفي الخامس الذي نظمته جامعة بوليتكنيك البحرين بالمنامة، والذي عقد بمشاركة خبراء وأكاديميين معنيين بالتوظيف وريادة الأعمال على مستوى مؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورعى حفل الافتتاح سعادة أسامة العبسي الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل وحمل المنتدى في هذه الدورة عنوان "فرص العمل في دول الخليج العربي".

 وقد جاءت مشاركة الكليات من خلال عمادة كلية العلوم التطبيقية بصحار حيث قدم د. علي بن حسن اللواتي عميد الكلية ورقة عمل بعنوان "المورد البشري والتنويع الاقتصادي بين التمكين والاستشراف" واستعرض خلالها التحديات التي تواجه التعليم في الواقع الاقتصادي الراهن وارتباط ذلك بالاستدامة والتنفيذ والتوطين للمعرفة والصناعات القائمة عليها، وتطوير الابتكار بالتركيزعلى المورد البشري من خلال التعليم  النوعي ودوره في توجيه الاقتصاد، والتمكين للمورد البشري عبر حزمة من المهارات الوظيفية التي يتطلبها الاقتصاد المتغير بوتيرة غير مسبوقة؛ مع التأكيد على توجهات الريادة في الأعمال التجارية والريادة الرقمية كموجهات لفتح مساحات جديدة في الفضاء الاقتصادي المعاصر، وأنّ الخريجين والطلبة على مقاعد الدراسة يجب أن يتحولوا من الطريقة التقليدية في البحث عن وظيفة إلى استكشاف الفرص والريادة وتوظيف الإمكانات في اغتنام الفرص بمزيد من الابتكار والإبداع في تطوير أفكار ومبادرات رائدة وخلاقة للفرص والأعمال.

 كما استعرضت الورقة مبادرات رائدة في تجسير العلاقة بين النظام التعليمي والاقتصاد القائم عبر تعزيز المهارات الجوهرية المطلوبة في اقتصاد عالمي متنوع بطبيعته وسريع التغير وتفعيل التوجيه الوظيفي والتدريب الفعّال وتعزيز المحتوى العملي وتطعيم البرامج الأكاديمية ببرامج احترافية وتطوير التعاون بين القطاع الأكاديمي والصناعة إلى شراكة حقيقية وتكاملية على مستوى الخطط الاستراتيجية والتنفيذية للمنظومتين تجنبا للهدر الحاصل في التعليم والتدريب الذي تنفق عليه الحكومات وإعادة التدريب الذي تنفق عليه مؤسسات القطاع الخاص والصناعة.

وتتبع مقدم الورقة بعض التجارب الرائدة في السلطنة مثل مشروع مسح الخريجين؛ الذي تنفذه وزارة التعليم العالي على مستوى الخريجين وأرباب العمل وأثر ذلك في تكوين خريطة لمخرجات التعليم تساعد متخذ القرار على تطوير البرامج والخطط، وتطرق لممارسات تم تطبيقها في كليات العلوم التطبيقية مثل أستاذية الممارسة والتدريب التعاوني، وملتقى إدارة البيانات، وتطوير الرحلات الطلابية إلى برامج تدريبية وإكساب الأنشطة الطلابية البعد التخصصي والعملي.

 وفي محور المورد البشري القادر تشكيل الفضاء الاقتصادي أكدت الورقة على أهميّة تعزيز اتجاهات ريادة الأعمال واغتنام القيمة الاقتصادية للفرص الكامنة في قطاعات الاقتصاد الكامنة وضربت مثلا بالمخترع نيك سوملي ذو الـ ١٧ عاما الذي طور تطبيقاً إشترته ياهو بـ٣٠ مليون دولار واستعرض مشاركة بعض المتميزين بالكليات بتطوير تطبيقات الكترونية على المستوى الدولي مثل حفصة الأنصاري في مسابقة الجدران المتساقطة في برلين، وأكدت الورقة على الريادة الرقمية من خلال التقارير الدولية التي تتحدث عن ٣٦٣ مليار دولار فرص غير منظورة في الاقتصاد الرقمي خلال ٩ سنوات قادمة في الشرق الأوسط، والتي يجب أن يتلاقى الاقتصاد والصناعة مع التعليم حولها لفتح فضاءات جديدة تعزز الاقتصاد القائم، وتتجه به نحو التحول إلى الوجهة الرقمية. واستعرض هنا تجربة حاضنات ريادة الأعمال ساس وبرامج التمويل والدعم للرواد لتأسيس مؤسسات صغيرة ومتوسطة، ومشروع ترقية مشاريع التخرج الى شركات طلابية الذي تبناه مجلس البحث العلمي، ومصنع الأفكار بكلية العلوم التطبيقية بصحار؛ وأضاء على بعض التجارب الناجحة لرواد أعمال عمانيين تم احتضانهم وشقت مؤسساتهم ومنتجاتهم طريقها وتمكنت من خلق فرص للباحثين عن عمل، مؤكدا على ضرورة تطوير المنظومة التشريعية والقوانين وتسهيل الإجراءات بشكل نوعي وإيجاد منصات خاصة للتعامل مع أفكار المبتكرين والرواد، وتكييف القوانين والإجراءات لتستجيب للحاجة لإفساح المجال إمام هذه الرؤى المتقدمة والمستشرفة للمستقبل بأن تشق طريقها نحو فتح نوافذ جديدة في الاقتصاد.

واختتم المشارك ورقته بتأكيده أنّه بمقدور مؤسسات التعليم توجيه الاقتصاد من خلال رؤية استشرافية موجهة لبناء القدرات الوطنية تتكيف مع الاقتصاد الجديد وأن يتم التناغم مع الاتجاهات الابتكارية لصناعة المستقبل المتوقعة والتي تتمحور حول الذكاء الاصطناعي التواصل بين الدماغ والحاسوب العلاج الجيني الطاقة البديلة. إدارة البيانات الضخمة والمعاملات المالية الدولية وتجارب تطوير المواصلات والاتصالات وأن تتجه المؤسسات الأكاديمية لتطوير قدراتها البحثية في هذه المجالات.

تعليق عبر الفيس بوك