يُقدِّم نسخة من أسطورة أورفيوس ويوريديس الإغريقية القديمة

دار الأوبرا السلطانية تنتج أول عمل درامي غنائي عن فن الأوبرا في العالم.. والبرازيل تستضيف بداية العروض الدولية

...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

 

≤ الديكورات المسرحية تعود لأوائل القرن التاسع عشر

≤ أشهر الأغاني والمعزوفات الأوبرالية تصاحب العمل الفريد

 

 

 

كَشَف أمبرتو فاني مدير عام دار الأوبرا السلطانية مسقط، أنَّ عَرْض "الأوبرا" الذي ستُنتجه الدار يعدُّ الأول من نوعه في العالم؛ حيث إنَّه أوَّل عَمَل دِرَامي غنائي حول العالم يدُوْر بأكمله حول فن الأوبرا. وقال فاني -في مُؤتمر صحفي، أمس- إنَّ "الأوبرا" عَرْض فني ضَخْم يتتبَّع تاريخ الأوبرا عبر مجموعة من الأغاني الشهيرة، يتم تقديمها عبر العصور، وفي مُختلف الأماكن، وعلى لسان شخصيات عديدة ابتكرها أشهر مُؤلِّفي النصوص الأوبرالية، ويُصاحب العمل موسيقى أعظم المؤلفين الموسيقيين.

 

الرُّؤية - شريف صَلاح

 

 

وأوْضَح فاني أنَّ قصة عمل "الأوبرا" تقدِّم نسخة جديدة من أسطورة أورفيوس ويوريديس الإغريقية القديمة؛ حيث تعود الحياة إلى قصة العاشقين سيئي الحظ بعد أكثر من 400 عام على العرض الأول للأوبرا الغنائية "أورفيوس" التي قدَّمها الموسيقار كلاوديو مونتيفيردي عام 1607، والتي تجسِّد موت "يوريديس" يوم زفافها، ورحلة "أورفيوس" إلى العالم السفلي "هاديس" لإعادة "يوريديس" إلى عالم الأحياء. وأكَّد فاني أن إدارة دار الأوبرا السلطانية ستسعى لتقديم هذا العمل المميز على أكثر من خشبة مسرح في أكثر من دار أوبرا حول العالم؛ علما بأنَّ المحطة التالية للعرض خارج السلطنة ستكون البرازيل؛ حيث من المقرَّر تقديم العمل على خشبة مسرح الأوبرا هناك.

من جانبه، قال دافيد ليفرموري مُؤلِّف ومُخرج العمل: إنَّ عَرْض دار الأوبرا السلطانية مسقط يَمْزِج بين عِدَّة عناصر مُختلفة؛ مثل: الديكورات المسرحية التي ترجع لأوائل القرن التاسع عشر لأوبرا مونتيفيردي، وصور فيديو مُتحرِّكة هائلة، وعروض تفاعلية، وفرقة أوركسترا تقدم عزفًا حيًّا، ولغة موسيقية أوبرالية كلاسيكية، كلُّ ذلك أثناء سَمَاع مجموعة من أشهر الأغاني بصوت مطربين شباب موهوبين من مركز "سنتر دو برفكسيونامين بلاسيدو دومينجو".

وعرض "الأوبرا" هو أوَّل عَمْل أوبرا غنائي في تاريخ الدراما يبثُّ حياةً جديدة في ميراث فن الأوبرا من خلال عرض غنائي فريد، يَسْرِد نسخةً عصريةً من قِصَّة أورفيوس ويوريديس، بمساعدة مجموعة من أشهر أغاني الأوبرا في أجواء تُقدِّم "هاديس" بوصفه ردهة فندق فسيحة مزخرفة بديكورات من طراز آرت ديكو.

ويعكسُ العملُ رحلةً في عالم الأوبرا الساحر العجيب؛ حيث تُصْبِح كلمات الأغاني جزءًا من القصة في محاولة مستمرة للإشارة إلى العاشقين في أشهر أعمال الأوبرا. يقدِّم العرض فن الأوبرا لكلِّ من لا يعرف عنه شيئًا، ويزيد متعة وإثارة أولئك الذين يعرفون هذا الفن ويقدّرونه. ويُسهم الإخراج المسرحي في جعل "الأوبرا" عملاً عالميًّا يسهل استيعابه وتجربة ممتعة للكبار والصغار على حد سواء.

 

أحداث الأوبرا

وتدُوْر أحداثُ عَرْض "الأوبرا" حَوْل عاشقيْن يافعيْن؛ هما: "أورفيوس" و"يوريديس". وتتعرَّض "يوريديس" للاختطاف يوم زفافهما على يد "بلوتوني" الذي يأخذها إلى "هاديس". يلحق بهما "أورفيوس" ويبحث عن "يوريديس" بكلِّ ما أوْتِي من قوة، لكنه لا يصل إليها. أثناء ذلك، ينشد العاشقان مجموعة من أشهر وأجمل أغاني الأوبرا. نسمع أغنيتهما المؤثرة المحركة للمشاعر التي تملأ القلب بمشاعر دافئة لا تُنسى.

و"بلوتوني" حاكم "هاديس" هو البطلُ الثانويُّ الحقيقيُّ لهذه القصة. فهو يُعارض الزواج بكل قوَّته ويقف بمنتهى الجرأة بين العريس وعروسه. نُشاهد الشخصيات على مدار ساعة ونصف الساعة تعيش ملحمة مدهشة ومغامرة مثيرة مذهلة.

وتُضْفِي الديكورات والمناظر طابعًا سحريًّا على المكان؛ بحيث تأخذ الشخصيات إلى عوالم مسحورة وبلدان مختلفة وأجواء غير معتادة. كما تعتمدُ الشخصيات على كلمات أغاني الأوبرا الشهيرة لسرد قصصهم الشخصية، التي ينجح عرض "الأوبرا" في نسجها معًا لتكوين قصة عالمية عظيمة.

ويعدُّ هذا العرض بمثابة تعبير صادق عن الحب لجميع المطربين، والمؤلفين الموسيقيين، وقادة الأوركسترا الذين أرسوا تقاليد فن الأوبرا الرفيع على مدار القرون الماضية، وهدفنا من هذا العرض أن نحتفي بهذه التقاليد. لقد ولد فن الأوبرا في نهايات القرن السابع عشر. وجاء أول نص أوبرالي مستوحى من أسطورة أورفيوس ويوريديس، من رجل استطاع هزيمة الموت وإله العالم السفلي "هاديس". ويُمكن اعتبار هذه الفكرة أو المفهوم بذرة كل الحبكات التي ظهرت خلال الـ400 عام الماضية.

إنَّ استحالةَ عَيْش "أورفيوس" و"يوريديس" حياتهما، والاستمتاع بحبهما، هي النسخة الأصلية لقصص جميع الأبطال والبطلات العظماء في عالم الأوبرا. ففي أوبرات استثنائية مثل أوبرا "لا ترافياتا" وأوبرا "توسكا" وأوبرا "البوهيمية"...وغيرها الكثير، نجد أنَّ الخلفية الدرامية ما هي إلا تطوُّر طبيعي للنص الأوبرالي الأول في تاريخ هذا الفن الرفيع؛ أسطورة أورفيوس ويوريديس. القدر في وجه الحب.

ويُحاول عرض "الأوبرا" سرد القصة بمساعدة أروع الأعمال في تاريخ الإنتاجات الأوبرالية. ففي نفس الحبكة المثيرة، تتعرَّض "يوريديس" للاختطاف على يدِ "ظلال هاديس"، ونَسْمَع أنجح أغاني الأوبرا في أثناء رحلة "أورفيوس" لإنقاذها.

 

عرض أسطوري!

وعَرْض "الأوبرا" رحلة داخل أسطورة أورفيوس وداخل تاريخ فن الأوبرا. وتعتمد هذه الرحلة على أحدث التقنيات البصرية، والعروض المذهلة، ومطربي الأوبرا الشباب، ونجوم الأوبرا الجدد، وتمزج كل ذلك بطريقة عصرية حديثة لتحكي قصة القصص وأقدم نص أوبرالي على الإطلاق. قصة رجل يبذل كل ما بوسعه ليطلب من الحياة والموت أن يعيش بسعادة وهناء مع محبوبته.

ويُشار إلى أنَّه تمَّ تعيين دافيدي ليفرموري يوم 26 يناير عام 2015 في منصب المدير العام والمدير الفني لدار أوبرا، ومركز "قصر الفنون رينا صوفيا"، وهو فنانٌ إيطالي وُلد في تورينو عام 1966. واستطاع دافيدي على مدار اثنين وعشرين عامًا أن يصنع لنفسه اسمًا مرموقًا ومسيرة مهنية زاخرة سواءً على المسارح الكبرى في أوروبا أو على المسارح الصغيرة المنتشرة في مسقط رأسه إيطاليا، وقد عمل خلال هذه الفترة في وظائف عديدة على غِرَار مُدير مسرحي، ومُصمِّم مناظر، ومُصمِّم ملابس، ومُصمِّم إضاءة، ومُطرب، وراقص، ومُمثل، وكاتب سيناريو، ومُعلِّم. وبداية من العام 2002، يشغل دافيدي منصب المدير الفني لمسرح "باريتي" في تورينو.

وعَمِل ليفرموري مُخرجًا مسرحيًّا في أكبر المسارح الإيطالية؛ مثل: مسرح "ماجو موزيكالي فيورينتينو"، ومسرح "ريجيو" في تورينو، ومسرح "سان كارلو" في نابولي، ومسرح "كارلو فيليتشه" في جنوا، ومسرح "لا فينيتشه" في البندقية، إضافة إلى التعاون مع مهرجان "أوبرا روسيني" في بيزارو. كذلك عمل دافيدي خارج إيطاليا في دار أوبرا "فلادلفيا" في الولايات المتحدة الأمريكية، ودار أوبرا "مونبلييه"، ودار "أفينيو" في فرنسا، ومسرح "ديلا زارزويلا" في مدريد، ودار أوبرا "قصر الفنون" في فالنسيا.

وقد أثْنَى النقَّاد على مَوْهِبة دافيدي ليفرموري، ووصفوه بأنَّه أحد الوافدين الجُدد المميزين على ساحة الأوبرا. كذلك شغل دافيدي منذ العام 2013 منصب المدير الفني لمركز "برفكسيونامين بلاسيدو دومينجو"، وهو العمل الذي استطاعَ أن يُؤدِّي مهامه بنجاح، إلى جانب منصبه الجديد في "قصر الفنون" في فالنسيا؛ حيثُ أخْرَج أوبرا "البوهيمية" لبوتشيني، وأوبرا "عطيل"، وأوبرا "قوة القدر" لفيردي، وأوبرا "إدومينيو" لموتسارت مُؤخرًا.

تعليق عبر الفيس بوك