مركز عمان للمعارض وراجحة عبد الأمير

 

حسن بن جامع الإسحاق

 

خلال جولتي في الأيام الماضية في معرض مسقط الدولي للكتاب، حقيقة أبهرتني روعة الإنجاز ليس في المعرض من حيث الكتب والمواد المعروضة فيه والتي لها وعليها ، بل أبهرني روعة الإنجاز في مركز عمان للمعارض الجديد الذي أخذ أو سيأخذ عمان إلى عصر المشروعات العملاقة إذا أحسن استغلاله والاستفادة منه، وحقيقة من لا يشكر الناس لا يشكر الله، رغم أننا تعودنا في عصر السماوات المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي على النقد الآثم والجحود فلا يُطربنا غيره، بعد أنا كنُّا لعصور نرزح ولا نزال في معظم دولنا العربية تحت عباءة التمجيد الفاجر من مؤسسات الإعلام الحكومية ومن يدور في فلكها من الجامية والمطبلين، فماتت الحقائق بين الإغراق في المدح والإغراق في الذم كما قال المنفلوطي .

إلا أنني سوف أحاول أن اتفكك من مقتضيات الحال والأحوال، وأرجع بكم إلى جولتي التي حدثتكم عنها في المعرض، حيث أجد نفسي مجبرا على أن أشكر الحكومة على إنجازها، لمركز المعارض ذلك الصرح الرائع، الذي رحمنا من خيم ومواقف المركز السابق وأرضيته الرثة، وساعات الانتظار الطويلة فقط لدخول أرض المعارض، ووفرت الإمكانيات لهذا المشروع الذي وفر وسيوفر عشرات بل مئات الوظائف بشكل مُباشر وغير مُباشر بإذن الله وسيكون أساساً لقيام صناعة مؤتمرات مميزة، وتستحق الحكومة وذراعها الاستثماري السياحي التجاري عمران الإشادة أيضاً حسب وجهة نظري، لأنها نفذت وأنهت الجزء الأكبر من المشروع دون ضجيج أو منة .

ومن الوفاء الترحم على رائدة هذه المشاريع العظيمة الدكتورة المرحومة راجحة عبد الأمير التي بحق كانت عراب تلك المشاريع ومنفذة تلك الرؤية، راجيًا أن تكون تلك الصروح مثل مركز صلالة جاردنز ومركز المعارض وغيرها في ميزان حسناتها، ونسأل الله أن يتغمَّدها بواسع رحمته ويغفر لها، وبالتأكيد لا ننسى أنَّ هذه المشاريع هي من إنجاز الحكومة السابقة التي كنُّا نكيل لهم النقد والاتهام، فحان الوقت أن نقول لهم شكرًا من باب الإنصاف على الأقل بعد أن رأينا بعض إنجازاتهم وأحلامهم التي أصبحت حقيقة.

وعودًا على بدء ولأنَّ (أبو طبيع ما يجوز عن طبعه) ولأنَّ الإنسان ابن بيئته كما قال ابن خلدون، فلابد من النَّقد بعد المدح والثناء، فوجود مشروع كبير مثل مشروع مركز المعارض والفنادق المرفقة به وشبكة الطرق المليونية المؤدية إليه، بجوار المجمع الرئيسي للصرف الصحي وخزاناته وسيارات نقله التي تقف في طوابير صفراء طويلة ،أمر يستحق المراجعة، بنقل تلك الخزانات إلى منطقة أخرى، حماية لهذا المشروع الكبير.

والأمر الآخر تسويقي بحت، حيث إنَّ المركز لازال يحتاج إلى إضافة خدمات أكثر مثل المقاهي والمطاعم وحتى بعض المحلات المتخصصة ولا أرى ضرورة احتكار فندق واحد لهذه الخدمات وإن كان ملكاً لعمران، وأيضاً يمكن إضافة شاشات ووسائل إعلان داخل المعرض وحتى في المواقف، والتي بالتأكيد سوف تدر دخلاً أكبر على المركز وإدارته.

عمومًا وبغض النظر عن النقد أو المدح فلا يسعنا إلا أن نُردد قول الحق " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ " 17 سورة الرعد.

@alHassanalmdat

تعليق عبر الفيس بوك