ألا دموع العين كفى

 

آمال الهرماسية

هل تظمأ العين كما القلب والوجدان؟ وهل يدمع القلب لرؤيا العين وانكسارها؟ وهل يفرح الفؤاد كما تزهر الورود والأقاحي فتنثر أريجها لتنعش قلوب العاشقين من حولها؟

لله درك سيدي عندما تتبدى لأعين تعلقت بلمح محياك، وبتلك الطلّة البهية الآسرة وتلك الخطوة المتواضعة الواثقة وذاك الوجه المبتسم النقي.

لله درك، وتاريخ مجيد يرتسم على وقع سيرتك الكريمة، وأمجاد تؤرخ على نفحات التفاتات وجهك المشرق المضيء.

لله درّك وصوتك بالحق ينادي وبالعدل يصدح وبالسلام يتوشّح، لله درك ونوايا الخير تنبعث من شفاهك وابتساماتك، حتى تختلط بها أنفاسكم الطاهرة العذبة الصادقة، لله درك، وقد خلقت بين البشر قابوسا يضيء ظلام الفتن ويبدد ظلمات الشر ويخترق زوايا الظلم، لله درك، ونحن برؤيتك ونهجك الحكيم نستدل، وبحكمة وسداد رأيك نستظل، وبمنهاجك العادل الحكيم نستظل.

رافعين الهامة، تعلو وجوهنا بشائر الافتخار وتلوح في أعيننا أشرعة الأمان. نسير بين الجموع رافعين في قلوبنا راية الاعتزاز بالانتماء لوطن لا يعرف الحقد طريقا إليه، ولا أمل للفتنة في الوصول إليه، ولا تقرع طبول الحروب ونزف الدماء جنبات أبوابه.

أبواب تفتح مصراعيها لاحتضان الكون من أجل الحب والسلام، فلا اختلاف الدين ولا اللون ولا العقيدة ولا المذهب تحول دون نشر مبادئ أغمضت عينيها عن البغضاء والكراهية والشر والمكيدة، واتسعت لنشر السلم والسلام وإعلاء صوت الحق، في زمن تداخلت فيه الحقوق، وتشابكت فيه الحقائق، والتبست فيه الوقائع، فباتت عمان ملجأ المظلوم وملاذ الغريب بين أهله وراحة المهموم، منارة تضيء سرادق الظلام وتشع آمالا من أجل عالم من السلام.

بالحب والحفاوة وكرم العروبة استقبل عاهل البلاد المفدى ضيفه الكريم، القادم من إيران، في يوم أبت فيه السماء إلا أن تبارك تلك المساعي فظللت أرجاءها بسحب مبشرة بطيب المزون، وكأن لسان حالها يقول، زيدي عمان جمالا، واستأنسي روعة وتيهي دلالا، فالله في عالي سماواته يبارك يد الخير الممتدة للعالم صدقا وصفاء.

وبلهفة العاشق المشتاق تاقت أعيننا إلى جميل محياك سيدي، واستبشرت قلوبنا بروعة ظهورك الذي زاد قلوبنا اطمئنانا وروى ظمأ شوقنا واشتياقنا، فعمّت الفرحة أرجاءنا، ورددت قلوبنا، قبل شفاهنا، بشراك سيدي، أرواحنا لك فدى، ونحن على خطاك ونهجك لن نحيد، أبدا،

خطوة أخرى نحو السلام تسجلها عمان بحرص وذكاء، وبحب وطيب نوايا، فليت العالم من حولنا على درب السلام الذي رسمتم يسير، وعلى نهج الأخوة الذي أشعتم يستقيم، ليتحول العالم بعدها إلى حديقة غناء مكللة بورود المحبة، زاهية بأنوار المودة، خضراء تجمع الأخوة والأحبة، من أجل دنيا لا تعرف كرها ولا بغضاء ولا تسيل فيها دماء الأبرياء، ولا يتقاتل فيها الإخوة والأشقاء.

ليت، وليت، وليت كل القادة قابوس لكان كل العالم عمان، ولوجد التائه طريقه في كل مكان، ولشعر الشيب والشباب في أقاصي الدنى معنى ولذّة وصدق الأمن والأمان.

وأعود لأقول، ألا دموع العين كفى، فإن لم تدمعي فرحًا وفخرًا وابتهاجًا فلا حق لمحاجرك بسكب مياه تسقي ألمًا وأوجاعًا.. يكفيك فخرًا أن تنسكبي على أرض عمان.