إشراقة جديدة لبلد السَّلام

آمال الهرماسية

 

بأبهى حللها، وجميل تضاريسها وروعة طبيعتها، وكرم أهلها، تفتح عُمان اليوم أبوابها بثقة وثبات معهودين، لتستقبل ضيوفها المقبلين بشوق ولهفة وحسن نوايا، من أجل يوم يتوج فيه العلم والمعرفة وأسمى قضايا الإنسانية، لتتداولها وتناقش حيثياتها في بلد الأمن والأمان. اليوم، يجتمع وزراء الصحة بإقليم الشرق الأوسط، وبحضور كوادر منظمة الصحة العالمية؛ من أجل اجتماع وزاري رفيع المستوى موضوعه "التغطية الصحية الشاملة في إقليم الشرق المتوسط"، والذي يمتد من 3 إلى 5 من الشهر الجاري.

اختيار عُمان لاحتضان هذا الحدث ليس بالأمر الاعتباطي، وإنما هو شهادة مضمنة بألا مساحة مثل بلد السلام تحتضن هذه الكوادر اللامعة من أجل التباحث في قضايا صحة الإنسان ورعاية المرضى ومناقشة الأساليب، وإيجاد الحلول من أجل غدٍ أكثر صحة، وشعوب أكثر رفاهة واطمئنانا.

نقطة إشعاع وتميز جديدة تسجل اليوم، وبثقة أجمع عليها أعضاء المنظمة دون تردد بأن عُمان الأكثر أهلية لاستقبال هذا الحدث غير الاعتيادي، والذي يُثبت مِرَارا أنَّ هذا البلد لن يشع إلا بالخير وحسن النوايا ومساندة القضايا الإنسانية، ودعمها، والحرص على إيجادها، وتذليل الصعاب نحو تحقيقها.

شهور مضت ووزارة الصحة تنظم بدقة لا متناهية لاستقبال هذا الحدث، موزعة كوادرها من أجل إشراكها بمختلف تخصصاتها لتكون جُزءا من هذا الهدف، بعزيمة ودقة عالية، وبحرص لا متناه تم التنظيم لهذا الحدث في صَمت كما علَّمنا قائد البلاد المفدى دومًا، أنَّ الضجيج لا يصنع أوطانا ولا يثبت وجودا، وأن بالصمت والحكمة والثقة في الموارد المتاحة تتم أصعب الأعمال وأجودها، وتتحقق عظيم الغايات وأنبلها، تضافرت الجهود من مختلف الجهات لتسير أعمال الاجتماع بسلاسة، حري بنا أن نفخر ونعتز بها.

ونحن نشاهد مهنية التنظيم لهذا الحدث منذ استقبال الضيوف إلى تحقيق المحاور وأهلية الكوادر واختيار المساحات، وتوفير الإمكانيات، لا يسعنا إلا أن نقول بكل فخر: هنيئا لكِ عُمان هذه المكانة المشرفة، وهذه الكوادر الغيورة والمتمكنة بمهنية عالية، والساعية بحرص وثبات من أجل رفع راية عُمان وإثبات موقعها مرة أخرى، بل ومرارا بين نظيراتها من إقليم الشرق الأوسط، بل على مستوى العالم بأسره، وكما أراد لها القائد الأب، وكما خطط، وكما وعد، ها هم رجالك اليوم يحملون راية عمان عالية، ويثبتون أنهم على نهجه ماضون وسائرون، بعزيمة وثبات، واضعين نصب أعينهم قوله السامي: "إن ثقتنا كبيرة بلا شك في أنكم أهل لحمل الأمانة، وأملنا عظيم في أنكم ستؤدون مهامكم الجسيمة بكل اقتدار وبروح الانتماء والوفاء لهذا الوطن العزيز" (18 نوفمبر 1997 - العيد الوطني السابع والعشرين)

بُشرَى لكم أبناء عمان الأوفياء، فما خيَّبتم له أملا، ولا أسأتم له ظنا....،

ويعتبر هذا الاجتماع -الذي ينظمه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة في سلطنة عمان، وبمشاركة 22 بلدا من بلدان الإقليم، والتي يمثلها وزراء الصحة، ومن يهمهم الأمر من مختلف الكوادر- ذا أهمية بالغة؛ كونه يتبع منظمة الصحة العالمية، ولطبيعة المواضيع التي سيتم مناقشتها خلال فترة انعقاده، والمتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة في الإقليم ولطبيعة الوفود المشاركة من كبار القادة الصحيين واضعي السياسات والمسؤولين عن النظم الصحية الوطنية في دول الإقليم، علاوة على المشاركين المحليين والدوليين والتوصيات المهمة، المتوقع أن ينتهي لها الاجتماع، والدليل العام لمسارات تنفيذية تُعنى بالتغطية الصحية في إقليم شرق المتوسط.

ولا يفوتنا أن نذكِّر بفوز أحد أبناء عمان من وزارة الصحة بمنصب المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، في الانتخابات التي أجريت بجنيف بمقر الصحة العالمية؛ حيث أكد معالي وزير الصحة في تصريحه أنَّ هذا الفوز ليس إلا امتدادا لاهتمام الحكومة وعلى رأسها مولانا صاحب الجلالة المفدى بالخدمات الصحية، وما وصلت إليه عمان من مكانة عالية في هذا المجال.

إنجازات رائعة، وهِمَم عالية، وطموح لا متناه، هذا ما تعكسه عُمان اليوم باحتضانها إحدى أهم الفعاليات على الساحة الإقليمية والدولية.. أزهري عُمان وأشرقي، وافخري بإنجازات أبنائك، وبسعيهم الدؤوب من أجل إبقاء اسمك شامخا، وصِيتك عاليا، ونبضك مدويا، بين نظرائك وأشقائك، واهنأ سيِّدي، فلا خاب لك أمل، ولا انطفأ لأملك بعُمان نور، فكُلنا لك فداء، وكلنا لك دماء تفديك وسواعد تؤيدك، وفكر يسعدك وعمل يُرضيك.