زمان الوصل

 

 

المعتصم البوسعيدي 

 

في زمان الوصل يتساقط الغيث؛ فتخضر الأرض وتتباهى البساتين بنضارتِها، وكذا العشاق يحلو بهم السهر في ليلة يؤنسها ضوء القمر المنير، وقد عايشنا مع نهاية الأسبوع المنصرم وبداية هذا الأسبوع زمان الوصل العُماني والمصري والسويسري!!.

 

لقد عاد النبض الواحد من مدرجات الفرح بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر؛ حيث توج منتخبنا العسكري بكأس العالم العسكرية الثانية لكرة القدم وسط حضور قُدر بـ35 ألف متفرج عاشوا لحظات من الزمن الجميل إباّن الفوز بخليجي 19، البطولة العسكرية سجلت مؤشرات إيجابية يجب استغلالها لمستقبل الكرة العُمانية، ولعلَّ الجهاز الفني والإداري للمنتخب كان قريبًا من البطولة ويعول عليه الكثير في قادم الاستحقاقات.

 

زمان الوصل الآخر الذي عاد كان صوت زئير "أبو الهول" في "الجابون" ومنتخب الفراعنة الباحث عن زعامة مستمرة لإفريقيا، رفقاء القائد المخضرم عصام الحضري حتى كتابة هذه السطور  على موعد جديد مع التاريخ حين يلتقون في نصف النهائي مع منتخب بوركينا فاسو، والحظوظ تبدو وافرة بنهج "تكتيكي" للثعلب الأرجنتيني "كوبر" ومهارة "الذئب الروماني" محمد صلاح، فهل تستمر أيام الوصل المصرية العربية ويتربع أبناء النيل على عرش القارة السمراء للمرة الثامنة؟

خرج من تصنيف العشرة الأوائل، توقف لمدة ستة أشهر أثر إصابة لمت به، اشتعل الرأس شيبا وغدا في الخامسة والثلاثين من عمره، هو الأفضل لكن عصره أنتهى أو هكذا خُيلَ للجميع، الموعد بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، "واثق الخطوة يمشي ملكا" ذلك السويسري روجر فيدرر حتى بلغ المجد ظافرًا بالبطولة الافتتاحية لهذا الموسم والتي منحته "كومة" عصافير بكأسها العريق؛ حيث عزف "المايسترو" زمان وصله من جديد وحطم رقمه السابق باللقب الثامن عشر في  بطولات الجراند سلام، وعاد للعشرة الأفضل بعد نهائي حلم مع غريمه وصديقه "الماتادورالإسباني نادال، والإحصائيات تزايدت مؤكدة على أفضلية السويسري عبر كل العصور.

 

نتمنى ألا يكون زمان الوصل هذا - خاصة العماني والمصري - قصيرًا نرثي فيه ما كنا عليه وننعي ما سنصير إليه، وألا يكون حال لساننا كحال الشاعر الأندلسي أبن زيدون "أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا

ألا وقد حان صبح البين صبحنا

حينٌ فقام بنا للحينِ ناعينا