طالب المقبالي
يعد طريق الرستاق/ العوابي من الطرق المهمة التي تربط ولاية الرستاق ببقية ولايات ومحافظات السلطنة، إضافة لربطه بين جميع ولايات المحافظة.
إلا أنّ ما يعيب هذا الطريق هو التعرجات والانحناءات القاتلة خاصة من دوار المرباء وحتى منطقة العلاية، وهناك ثلاثة مثلثات كل منها يعقب انحناءة كبيرة في الطريق، وهي مثلث الحلة ومثلث طوي الوادي ومثلث المغدر.
فقد شهد هذا الطريق حوادث مميتة راح ضحيتها عشرات الأرواح البريئة.
وعلى لسان سعادة ناصر بن راشد العبري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الرستاق فإنّ إحصائيات شرطة عمان السلطانية تشير إلى أنّ هناك 12 حالة وفاة و180 مصابا في 120 حادثا وقعت خلال عام واحد في هذا الطريق، والذي تعتبره الشرطة نقاطا سوداء.
ويعتبر الأهالي هذا الطريق مجزرة تحصد العديد من الأرواح بسبب السرعة العالية، والتهور من قِبل بعض قائدي المركبات.
ويرى الأهالي أنّ الحل الأمثل لمنع حدوث مثل هذه الحوادث المميتة هو عمل ازدواجية لهذا الطريق.
ففي تقرير سابق طالب الأهالي الجهات المعنيّة بالتعجيل في عمل كاسرات للسرعة عند مثلث الحلة ومثلث طوي الوادي ومثلث المغدر، وذلك للحد من السرعة المتهورة لبعض قائدي المركبات الذين يتسببون في هلاك الآخرين كحل سريع إلى أن تتم ازدواجية الطريق.
وقبل أيام قليلة وقع في هذا الطريق حادث مروع بين ثلاث مركبات نتج عنه وفاة شاب في مقتبل العمر.
ويعتبر هذا الطريق من الطرق الحيوية، حيث يربط ولايات الرستاق والعوابي ووادي المعاول ونخل وبركاء بعضها البعض، كما يعتبر من الطرق الرئيسية التي تربط محافظة جنوب الباطنة بمحافظة مسقط وبقيّة محافظات السلطنة.
ونظرًا للتسارع في التوسع العمراني وإنشاء مناطق جديدة فإنّه بات من الضروري اتخاذ تدابير سريعة من قبل جهات الاختصاص لضبط السرعة ولوضع حد للمتهورين في القيادة.
فكاسرات السرعة هي واحدة من الحلول المزعجة، إلا أنّها الحل الأسرع لحقن الدماء. وليس بعيداً عن هذا الطريق فإنّ مثلث قرية المسفاة أحد النقاط السوداء في طريق الرستاق ـ الحزم الذي شهد حوادث قاتلة.
فقبل أسابيع نشرت جريدة الرؤية تقريراً أعددته لصفحة صوت المواطن نقلت فيه صوت المواطن ورأي المسؤول معاً عن هذا المثلث الذي يطلق عليه الأهالي مسمى مثلث الموت أو مثلث الرعب لما حصد من أرواح بريئة.
لم أقل رأيي بإسهاب في التقرير حتى لا أشوش صوت المواطن الذي عبّر فيه عن المرارة التي ذاقها البعض في هذا المثلث.
فمن بين المتحدثين من فقد عزيزا عند هذا المثلث، وقد عبّر عن معاناته الحقيقية والنار التي اكتوى بها في هذا المكان. هذا المثلث زهق أرواحًا بريئة منهم من خرج إلى عمله صباحاً، ومنهم من حمل مريضاً إلى المستشفى وعاد إلى منزله جثة هامدة ملطخة بالدماء.
يجب أن تضع الجهات الرسمية معياراً منصفاً بين الإمكانيات المالية وبين حياة الإنسان التي لا تساويها كنوز الدنيا، فالإنسان هو الثروة الحقيقية لأي وطن.
كما كثر الحديث وكثرت الشكوى حول تهالك وتقادم طريق الرستاق /الحزم، الذي شُيِّد أوائل سبعينيات القرن الماضي، وقد طالب الأهالي بتأهيل الطريق، وكانت هناك وعود بتضمينه ضمن الخطة كونه أصبح متهالكاً وتظهر به حفر كثيرة أدت إلى أعطال في المركبات.
فإذا كانت الإمكانيّات المادية تحول دون تنفيذ أعمال الصيانة الضرورية لهذه الطرقات؛ فمتى سنرجّح كفة الإنسان على كفة الماديات؟ فالمال يُعوَّض ولكنّ الإنسان لا يُعوَّض.