مناقشة التحديات التي تواجه أطراف الإنتاج في مختلف المؤسسات

وفد "الغرفة" ينظم جلسة حوارية في سنغافورة لاستعراض تجربة السلطنة في العمل النقابي

 

 

سنغافورة - العُمانيَّة

عَقَد وفدُ غرفة تجارة وصناعة عُمان -الذي يضمُّ أطرافَ الإنتاج الثلاثة، أمس، جلسة حوارية جمعتْ سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان رئيس الوفد، ونبهان البطاشي رئيس الاتحاد العام لعمال السلطنة، وخالد الرواحي مدير عام القوى العاملة بمحافظة ظفار، مع مديري الموارد البشرية ورؤساء النقابات للشركات المشاركة بالوفد. وشهد اللقاء استعراض الكثير من الايجابيات في العمل النقابي بالسلطنة ومناقشة التحديات التي تواجه الطرفين (اصحاب الاعمال والعمال)، وكيفية ايجاد علاقة حقيقية بين أطراف الإنتاج في المؤسسات، وأهمية التعاون والتقارب بين الموارد البشرية والنقابة بكل شركة.

وجرى التأكيد على أهمية نشر ثقافة العمل النقابي بحسن المعاملة وأهمية الحوار الاجتماعي الذي يسوده الألفة والأخوة، والبُعد عن التطرق إلى الماضي والقوانين والتشريعات للتغلب على أي تحدٍّ، وكذلك أهمية إعداد المحاضرات التعريفية عن العمل النقابي، وأهمية وجودها في كلِّ شركة، مع تطوير قدرات النقابي وتأهيله وتثقيفه.

وأكَّد سعادة سعيد بن صالح الكيومي أنَّ ملف الحوار الاجتماعي بالعمل النقابي والتقارب الاتحاد العام لعمال السلطنة مع النقابات من الملفات التي أولتها غرفة تجارة وصناعة عمان أهمية قصوى؛ حيث عملت الكثير من البرامج المشتركة مع الاتحاد؛ إيمانا منها بأنَّه لابد من أصحاب الأعمال أن يكون لهم دور إيجابي في مساعدة النقابيين في أداء دورهم بشكل إيجابي. مشيرا إلى أنَّ نجاح تجربة العمل النقابي بالسلطنة يرجع إلى إيمان أطراف الإنتاج الثلاثة بأهمية هذه الفلسفة التي من شأنها إنجاح المؤسسة واستمرارية العمال والإنتاج. مؤكدا أنَّه بسبب التقارب والفلسفة الجديدة أصبحت السلطنة يُضرب بها المثل في نجاح تجربتها في منظمة العمل وباقي المنظمات ذات الاختصاص، كما أنَّ هناك الكثيرَ من الدول التي طلبت تسيير الوفود إلى السلطنة للاطلاع على تجربة نجاح السلطنة في العمل النقابي.

وأضاف سعادته بأنَّ الغرفة رسمتْ من خلال الوفد فلسفة تعد تجربة جديدة تتمثل في إيجاد الألفة وعلاقة الصداقة والتقارب خارج إطار العمل؛ حيث اعتمد في تشكيل الوفد على مشاركة كل شركة ممثلة بمدير الموارد البشرية ورئيس النقابة بها. مؤكدا على أهمية قبول بين الطرفين (الشركة والنقابة) من أجل تخطي جميع التحديات التي يواجهونها. وثمن سعادة رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان دور الاتحاد العام لعمال السلطنة وتقاربه وتنسيقه المستمر مع الغرفة كمؤسسة معنية بإصحاب العمال الذي يعد طرف من الاطراف الثلاثة للإنتاج.

من جانبه، قال نبهان البطاشي رئيس الاتحاد العام لعمال السلطنة: إنَّ الاتحاد يؤكد أهمية تقارب العلاقة بين ممثلي المؤسسة وممثلي العمال، وهو ما يعكس دور غرفة تجارة وصناعة عمان في الإدارة الحالية، الذي يؤسس لتكامل وتشارك في كافة المستويات الحوارية سواء على المستوى الفردي او الجماعي. وقال إنَّ هذه الفلسفة فرضت هذا التكامل مع الادارات الحالية مع الاتحاد العام لعمال السلطنة وغرفة تجارة وصناعة عمان لإيمانهم بأنَّ الأساس هو الهدف المشترك والمصلحة واحدة؛ وبالتالي فلا نجاح لمؤسسة دون عمال ولا عمال بدون مؤسسة قوية. مشيرا إلى أنَّ التوجه الحالي للمؤسستين (الغرفة والاتحاد) أن يكون هذا الفكر مؤسسيًّا ويستمر بشكل منتظم للإدارات القادمة.

وثمَّن خالد الرواحي مدير عام القوى العاملة بمحافظة ظفار، دور غرفة تجارة وصناعة عمان والاتحاد العام لعمال السلطنة في إنجاح الحوار والشراكة بين أطراف الإنتاج الثلاثة وهو ما يعكسه بوضوح تسيير الوفد من قبل الغرفة لهذا الوفد الذي يتوافق مع أهمية ملف الحوار الاجتماعي من قبل كافة الأطراف.

وقال ان تجربة مشاركة رؤساء النقابات ومديري الموارد البشرية من كل شركة هي تجربة جديرة بالتقدير، وسيكون لها آثار إيجابية ونتائج ستعود بالنفع العام على منشآت القطاع الخاص العماني والعاملين بها. مؤكدا أن وزارة القوى العاملة تدعم وتشجع تسيير مثل هذه الوفود للاطلاع على تجارب الدول التي نجحت في العمل النقابي والحوار الاجتماعي بين اصحاب الاعمال والعمال.

وقال يحيى بن عبدالله الحارثي مستشار العلاقات الصناعية بشركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك): إنَّ الشركة تعد من الشركات الرائدة في العمل النقابي في السلطنة، وقد عملت خدمات الموارد البشرية بالشركة على مر السنوات الماضية على وضع الأطر الضرورية للنهوض بالقوانين والاجراءات التي من شأنها تسهل من تقديم خدماتها للعمال والمستفيدين الآخرين كما صقلت مهارات القياديين من خلال برنامج "الريادة" للارتقاء بمستوى التعامل بين الرؤساء والمرؤوسين وهو ما ساعد على التقريب بين وجهات النظر. وأشار إلى أنَّ العمل النقابي في "أوربك" وصل إلى مراحل متقدمة من النضوج والتفاهم بين خدمات الموارد البشرية والنقابة بفضل العوامل المحيطة التي تم اتخاذها من قبل الفريقين ومن خلال المشاركة الفعالة للنقابة في دراسة البرامج وتقديم المقترحات التي من شأنها تساعد في تطوير البرامج والنظم في اعمال الموارد البشرية وتؤدي إلى الاستقرار وبناء الثقة بين الطرفين.

وقال يحيى الحارثي إنَّ الطرفين (الموارد البشرية والنقابة) يبذلان جهودا حثيثة في الاعداد لاتفاقية المفاوضة الجماعية التي من شأنها تقوية العلاقة بين الادارة والنقابة تؤدي في نهاية المطاف الى تطور وتقدم الشركة في مجال الموارد البشرية. وأوضح أن العمل النقابي الواعي والعقلاني يخدم منظومة العمل الجماعي ويعطي حافزا للفريقين للعمل معا لأداء الواجب والارتقاء بمستوى العمال وبما يخدم المصلحة المشتركة، معربا عن أمله في الاستفادة من الخبرات الجيدة من الدول التي سبقتنا في العمل النقابي، ونقل هذه النماذج إلى بلدنا وتطويعها بما يتماشى مع ثقافة المجتمع العماني.

وقال بدر الشندودي رئيس نقابة عمال صحار ألمنيوم: إنَّ جلسة الحوار كانت مثرية والنقاش المحوري سيكون أحد الدعائم التي ستوصل الاقتصاد العماني لان يكون احد الروافد المهمة التي يشار لها بالبنان وستكون التجربة العمانية هي الفريدة من نوعها مشيرا الى ان الهدف الاسمى من الجلسة هو اسم عمان وتحقيق الرؤيا الحكيمة التي رسمها حضر صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه. وأضاف بأنَّه من واقع تجربته النقابية يرى أنَّ الثقافة هي الحافز الذي يجب العمل عليه في قادم الايام ويجب على كل نقابي مطلع على ما يساعده في أداء مهامه كممثل للعمال من خلال الاطلاع وفهم القوانين ومواصلة البحث عن مجالات التطوير وكذلك قيام صاحب العمل بتطوير ذلك الجانب لانه سيعود بالنفع له، وبدور النقابي أن ينشر ثقافة وأن يؤدي العامل ما عليه حتى يستحق ما له من حقوق تنطلاقا من قول رسولنا الكريم (اعطوا الأجير اجره قبل أن يجف عرقه). وأشار الشندودي إلى أنه يجب توفير الثقافة الكافية للعامل عن قانون العمل العماني بحيث لا يقع في المطبات التي قد تكلفه الكثير وان يكون شديد الحرص على أداء مهامه بكل حرفية واتقان مطالبا استمرار مثل هذه الزيارات التي تساعد على ايجاد العلاقة والصداقة بين ممثلي اصحاب الاعمال والعمال.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك