جهاد عقل يُحيي ليلة للكمان في دار الأوبرا السلطانية بمشاركة الفنانة العمانية طاهرة جمال.. السبت المقبل

 

الرؤية - شريف صلاح

تستضيف دار الأوبرا السلطانية مسقط عازف الكمان المُبدع جهاد عقل، بمشاركة ضيفة الحفل عازفة الكمان العُمانية طاهرة جمال؛ حيث سيتم تقديم موسيقى أغاني عمالقة الطرب الأصيل أمثال فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وداليدا والأخوين الرحباني، وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم السبت المُقبل.

الحفل الذي ستكون آلة الكمان هي الفارس الرئيسي فيه بمصاحبة فرقة موسيقية صغيرة العدد، سيقدم فيه الفنانان جهاد عقل وطاهرة جمال معزوفات لأغانٍ عربية كلاسيكية رائجة، منها فقرة "وهابيات" للعازفة طاهرة جمال وتتضمن موسيقى أغنيتيّ (يا ورد مين يشتريك) و (يا مسافر وحدك). أما جهاد عقل فسيقدم لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب معزوفات أغاني (ماليش أمل) و(دارت الأيام). وسيُقدم لفريد الأطرش موسيقى أغاني (ماليش غيرك) و (ليالي الأنس). وللأخوين رحباني سيقدم موسيقى (طريق النحل). ولداليدا نصيب من هذا الحفل عبر تقديم معزوفة أغنية (حلوة يا بلدي)، بينما سيتم تقديم مقطوعتين عن ألحانٍ لمحمد قنديل (أغنية ثلاث سلامات) ورياض السنباطي (مقطوعة لونغا رياض) على مقام نهاوند. إضافة إلى مقطوعة (فرح) وهي من تأليف جهاد عقل نفسه. وفضلاً عن ذلك سوف يقدم جهاد عقل تحية لجمهور الدار تتمثل في مقطوعة من الفلكلور العماني على مقام بيات.

ولد جهاد عقل في بيروت، عام 1968. درس الموسيقى على يد والده أحمد سعيد عقل في ظل الظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان. في العام 1974 حين كان في السادسة من عمره حاز على جائزة تقدير من المعهد الوطني للموسيقى بعد عزف مُميز قدّمه في حفل للمواهب الخاصة في لبنان. واصل والده تدريسه للموسيقى الكلاسيكية بشكل مكثف بلغ العشر ساعات يومياً على مدى اثنتي عشرة سنة، وكان في الرابعة عشرة عندما عُين كعازف في الإذاعة اللبنانية وكان العازف الأصغر سناً في تاريخ الإذاعة، مما أتاح له فرصة العزف بوجود عمالقة الموسيقى كالأساتذة وليد غلمية، سليم سحاب، توفيق الباشا وغيرهم.

قاد جهاد عقل عدداً من الفرق الموسيقية لكبار الفنانين اللبنانيين والعرب كالفنانة فيروز والأستاذ وديع الصافي والفنانة ماجدة الرومي في احتفال ذكرى الحرب اللبنانية في وسط بيروت التجاري، وفي الوقت نفسه سعى للدراسة وتوسيع نطاق التعليم الموسيقي لديه، ليشمل التوزيع والتأليف الموسيقي والعزف المنفرد.

وجد جهاد نفسه في العزف المنفرد، حيث عبّر عن مشاعره وأفكاره وعواطفه من خلال أسلوب فريد في العزف على آلة الكمان بدمج الحس الشرقي والغربي معاً، فحصد نجاحاً كبيراً، فتأثر به رئيس تحرير مجلة الشبكة الرائدة آنذاك السيد "جورج إبراهيم الخوري" ولقبه بـ (ساحر الكمان).

صدر له عدد من الألبومات الموسيقية والفيديو كليبات والألحان الخاصة المتميزة بأسلوبه الفريد من نوعه.

فاز جهاد بكثير من الجوائز بوصفه صاحب أسلوب فريد بالموسيقى والعزف المنفرد، كما عزف المقطوعات الفنية في المناسبات المرموقة في جميع أنحاء العالم مثل: دار الأوبرا المصرية ومهرجانات المغرب وتونس والأردن والقصر الرئاسي اللبناني في القمة العربية في لبنان، وفي الأمم المتحدة وأمام الكثير من الملوك والرؤساء، ولذلك سمي بعازف الملوك والرؤساء.

وتشارك في هذ الحفل الفنانة العمانية طاهرة جمال والتي تعد أحد الأسماء البارزة في الفرقة السلطانية الأولى للموسيقى والفنون الشعبية بدأت طاهرة جمال تعلمها أولى حروف الموسيقى عند التحاقها بالفرقة السلطانية الأولى للموسيقى والفنون الشعبية وكان عمرها آنذاك اثني عشر عامًا، وبعد قبولها كطفلة موهوبة موسيقياً اختارت آلة الكمان لتكون رفيقة دربها في حياتها الفنية مع نُخبة من خيرة الموسيقيين والعازفين على الكمان في السلطنة والخليج حيث قدمت معهم كعازفة في الفرقة الكثير من الحفلات على مستوى السلطنة وخارجها من بعد تخرجها من القسم التعليمي المختص بالدراسات الموسيقية بالفرقة السلطانية وكانت الأولى على دفعتها وتميزت بالإجادة الأسلوب على الآلة والتفوق في مادة الصولفيج (قراءة النوتة) بالإضافة إلى تفوقها بالمواد الموسيقية الأخرى.

ودشنت انطلاقتها الحقيقية مع الكمان حين تمَّ اعتمادها كعازفة منفردة مع الفرقة في الجمهورية العراقية بمهرجان بابل الثقافي سنة 1999م وقدمت فقرة موسيقية خاصة أثبتت جدارتها ولاقت استحسان الحضور وتقدير المختصين من الموسيقيين من دول العالم والزملاء الفنانين العمانيين والعرب، وتوالت فيما بعد الفرص الجيدة بحفلات وفعاليات بأعلى مستوى كعازفة رغم وجود خيرة العازفين على الكمان معها وخاصة أنها أوَّل عازفة عمانية منفردة (صولو) على الكمان الشرقي.

وشهدت جمال محطات مهمة في حياتها الفنية كموسيقية، أثرت عليها وأعطتها دافعا كبيرا كفنانة تخطو بخطى ثابتة على أوتار الانتشار في الساحة النغمية وذلك من خلال مشاركاتها الفنية مع عدة فنانين وموسيقيين مختصين وفرق مختلفة منها إشادة الفنان الكبير محمد عبده والدكتور أحمد فتحي والفنانة نادية مصطفى والفنان كاظم الساهر، وغيرهم من كبار الفنانين والموسيقيين الذين تعاملت معهم في مشوارها الفني حتى الآن. وحصلت على مسمى عازف كمان أول بالفرقة السلطانية ومن ثم كرمت في عام 2012 بديوان البلاط السلطاني على عطائها الفني في مجال وظيفتها كموسيقية متميزة بالفرقة السلطانية الأولى للموسيقى والفنون الشعبية، وأيضاً تمَّ تكريمها كعضوة فاعلة في الجمعية العمانية لهواة العود.

ولا تنسى طاهرة مشاركتها المميزة في حفل دار الأوبرا المصرية في 2005 كعازفة منفردة (صولو) لأغنية الجندول للموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، بالإضافة الى أعمال السيدة أم كلثوم وفريد الأطرش وفيروز؛ حيث لاقت في ذلك الحفل بشكل خاص تقديرا طيبا وتفاعلا من الجمهور المصري المتذوق للموسيقى.

ومن عازفي الكمان الذين تأثرت بهم طاهرة جمال عازف الكمان الراحل محمود الجرشة والفنان أنور منسي وعبدو داغر وعبود عبد العال والفنان سعد محمد حسن ومن الموسيقيين العمانيين الذين لا تنسى دعمهم ووقفتهم معها في مشوارها الفني، مايسترو الفرقة السلطانية نورس الزدجالي والمايسترو علي الهاشلي. ومن الشخصيات البارزة التي ظلت ولازالت تقوم بدور محوري مع الفنانين العمانيين أمثال مستشار دار الأوبرا السلطانية الأستاذ الدكتور عصام الملاح ومدير الفرقة السلطانية قاسم المعيني ومدير الجمعية العمانية لهواة العود فتحي محسن.

تعليق عبر الفيس بوك