الكالتشيو.. "يوفي" ثم البقية!

 

 

حسين الغافري

إِقالة الهُولندي دي بوير من مهامه الفنية لنادي إنتر أبرز حدث رياضي في إيطاليا خلال الفترة الماضية. كُنا قد تحدثنا في مقال سابق عن أن إنتر لا يملك أكثر من خيارين أحلاهما مُر: إما تجديد الثقة ومنح المُدرب الهولندي صلاحيات أوسع في محاولة تشكيل أسلوب لعب وزرع أداء بالسمة الهولندية والكُرة المفتوحة الشاملة ذات الطابع الهجومي في أرضية مُغايرة تختلف كُليًّا وترتكز على الصبغة الدفاعية اللامُندفعة، والتركيز على الهجمات المعاكسة بشكل واضح. أو الخيار الآخر وهو الأسهل والأشهر عند كل إخفاق والتضحية بالمُدرب وإنهاء خدماته. إجمالاً، فالإنتر وإدارته الصينية الجديدة غير واضحة ويبدو أنها حتى الآن لم تستقر بخطط مدروسة في مسألة الطموح المنشود حتى نِهاية الموسم على الأقل، وبناء خطط مُستقبلية واسعة تُعيد الإنتر لجادة الطريق قبل الأزمة الاقتصادية، ومُجاراة يوفنتوس العملاق الإيطالي الثابت، وبعبع الدوري المحلي.

 

***

أمَّا عن حُظوظ ميلان وروما ونابولي من المتوقع أن لا تتجاوز مركز ثاني وثالث ورابع، ومُؤمل منها أن تتسم بشراسة؛ لأن الطموحات لا تُشير إلى احتمالية المنافسة على اللقب، وهو أمر مفروغ منه في ظل تواجد يوفنتوس والأسماء التي يملكها، وإنما الأمل بمقعد أوروبي في دوري الأبطال العام المُقبل. ميلان بدوره مع مونتيلا أبرز ما يشد الانتباه، وقد ذكرته في مقالٍ سابق هو أداؤه الجماعي الذي يُميزه ووضعه في المراكز الأولى، وطريقة كسبه للقاءات بواقعية وبفهم صحيح لقدرات المجموعة وتطويعها لخدمة الفريق. أما روما مع سبالتي فالتذبذب والاستمرارية حتى الآن مفقودة، ولربما في حال ثبات مستواه قد يُزعج يوفنتوس ويستمر مُطارداً له هذا الموسم. أما نابولي فعلى غير العادة يُواصل الفريق ضياع بوصلته محليًّا، ولا يزال بعيدًا جدًّا عن نابولي خلال المواسم الماضية، والمعاناة قائمة في إيجاد النسق، رغماً عن أننا نقترب من إكمال ثلث الموسم!

 

***

من جانب آخر، فلا خِلَاف على أنَّ الدوري الإيطالي يسير كالمُعتاد إلى العملاق يُوفنتوس. الأُمور لا تحتاج إلى مقالات وحديث طويل لتعليل الأمر. كُل مُتطلبات ومُقومات النجاح والإستمرارية تتواجد في حامل اللقب، وقد أعاد ترميم صفوفه هذا الموسم بشكل كبير من أجل تقوية الخيارات المُتاحة للمدرب لضمان الحفاظ على اللقب المحلي، والمنافسة على لقب دوري الابطال الأوروبي. يوفنتوس سفينة عاتية واجهت الصِعاب في العقد الماضي خصوصاً بعد فضيحة "رشاوى التحكيم" التي راح ضحيتها إلى دوري الدرجة الثانية وتجريده من أحد ألقابه. لكن العودة جاءت مُثلى وعاد بعد موسم واحد لمكانه الطبيعي ولسيادته للدوري. يوفنتوس هذا العام لن يختلف عمَّا كان عليه في الأعوام الماضية فالكالتشيو أصبح "يوفي" ومن ثم البقية.. بطل مُنتظر محليًّا، ورهان قوي لمنافسة أوروبية يطمح من خلالها مُحبوه في كسر عقدة البطولات الأوروبية والتتويج.