هموم سكان العاصمة المصرية في رواية "104 القاهرة"

 

 

القاهرة - العُمانيَّة

ترصُد ضُحى عاصي في روايتها "104 القاهرة" الصادرة عن دار الياسمين، حقبة تاريخية مرت بها العاصمة المصرية تمتد لعقود. وتحكي المؤلفة في روايتها عن الغربة والبعد عن الوطن، حيث درست الطب في موسكو، وعاشت سنوات مع بشر من جنسيات مختلفة، لتعود من جديد إلى مدينتها الأثيرة "القاهرة" لتكتب عن سنوات الخمسينيات وحتى العقد الأول من القرن الحالي، في لوحة اجتماعية شديدة التشابك والكثافة.

وتعاين عاصي الحياة الاجتماعية بالعاصمة المصرية، وتصهر ثقافات الأولياء والمتصوفة مع عالم الحكمة والفلسفة اليونانية، والغناء والحكي مع حضارات التبت ووصفات السحر الشعبي، تلك العوالم، التي تقود القارئ إلى فلسفة تمزج بين الخرافات وأرض الواقع، وين المتمنَّى والمتاح.

وتتمركز أحداث الرواية حول شخصية "انشراح عويضة"، وتتطرق للتخبط السياسي والأيديولوجي الذي عاشته مصر، وتأثير هذا التخبط على نفسية وشخصية الإنسان المصري، وعلاقته بذاته ورؤيته للعالم والآخرين، من خلال شخصية بطلة الرواية الفقيرة غير المتعلمة، ولكنها ربما هي الأكثر تماسكا ووضوحا مع عالمها وذاتها.

وتحاول الرواية تجسيد التفاصيل العادية والمعاشة من حياة البشر القاهريين، في محاولة لتأمل المدينة وسكانها من خلال قدراتهم الإنسانية وقدراتهم النفسية بعيدا عن التصورات النمطية وفقا للتقييم الطبقي والاجتماعي.

وحظيت الرواية بإشادات روائيين مثل إبراهيم عبد المجيد، الذي قال إن ضحى عاصي كتبت روايتها وتمردت على أي شكل من أشكال الجمود، وإنها تحرر السرد والبناء من البلاغة التقليدية، لتبني روايتها بناء مدهشا من اللغة التي تتجاوز الكاتبة إلى أرواح البشر والمكان.

تعليق عبر الفيس بوك