تركي البلوشي: التمويل الإعلاني التحدي الأكبر لتطوير المشروعات الإعلامية على الإنترنت

 

 

أسس مشروع صحيفة البلد الإلكترونية اليومية بتكلفة 385 ريالا عمانيا

 

 

 

 

 

المشروع تطور تدريجيا في ظل الاستفادة من طاقات الشباب المتطوعين والمتخصصين في الصحافة

"البلد" تستهدف صناعة محتوى وسائط متعددة مدعوم بـ"الإنفوجرافيك" والفيديو  

 

 

 

 

روادنا- خاص

 

تُعد صحيفة البلد الإلكترونية أوَّل صحيفة إلكترونية في السلطنة، وتأسست عبر شركة البلد للحلول الرقمية في 7 مايو 2012، وجاء مشروع الصحيفة لتقديم خدمات إخبارية عبر الإنترنت. ويرى فريق العمل في الصحيفة أن المجتمع العماني بدأ يفكر بالأخبار السريعة الموثوقة، التي لا تكلفه الكثير من الوقت، ولهذا السبب جاءت فكرة تأسيس الصحيفة الشابة. ويجد فريق العمل في صحيفة البلد أن صحافة الإنترنت هي صحافة أكثر سرعة وتنوعاً في الأدوات والوسائط في تقديم المحتوى الصحفي. وما ركزت عليه الصحيفة منذ تأسيسها هو العمل على تقديم محتوى إخباري محلي يهتم بالقضايا العامة وشؤون الناس، وأيضاً القضايا التي لا يتم تغطيتها بموارد محدودة.

 

ويترأس تحرير صحيفة البلد الإلكترونية تركي البلوشي، وهو أحد المشاركين في برنامج مركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين بنسخته العربية بهدف تطوير مشروعه الإعلامي من ضمن مشاريع أخرى في الشرق الأوسط. ويؤكد البلوشي أنّ هذا المشروع يؤكد أن الشراكات مع المؤسسات الإعلامية تساهم في تقوية مشروع الصحيفة في التوسع  للوصول إلى جمهور أكبر، وتقديم محتوى إخباري أو تحليلي صحفي يساعد في رفع المنافسة مع المشاريع الأخرى. وهو يرى كذلك أن الصحيفة استطاعت في وقت قياسي أن تغطي الكثير من الأخبار والموضوعات والأحداث، وأن تصل إلى الجمهور، فأكدت للمؤسسات والصحافيين العاملين في وسائل الإعلام التقليدية أن الإعلام الجديد قادر على لعب دور أكبر في سلطنة عُمان، في الوقت ذاته رسّخت إمكانية تقديم محتوى إخباري جيد، بأقل الموارد والإمكانات البشرية.

ويقول البلوشي إنّه قبل مايو 2012، لم يكن في السلطنة، صحيفة إلكترونية يومية تنتج محتوى إخباري قادر على أن يضع نفسه في منافسة الإعلام المحلي بالسلطنة. وقتها قرّرت مع مجموعة من الزملاء الدارسين للصحافة تأسيس موقع إخباري مستقل، حتى ظهرت صحيفة البلد الإلكترونية في 7 مايو 2012 لتسجل نفسها كأول صحيفة إلكترونية في سلطنة عُمان. وجاءت صحيفة البلد الإلكترونية، لتواكب التغيرات التي حدثت في المجتمع العماني، من مجتمع يعتمد على الوسائل التقليدية في الإعلام، إلى مجتمع يعتمد الإنترنت ويختار وسائل الإعلام الجديدة في تلقي الأخبار ومتابعة القضايا والمستجدات، لا سيما عبر فيسبوك وتويتر ويوتيوب وإنستجرام. غطت الصحيفة منذ ظهورها الكثير من الأخبار التي لم تكن الصحافة المطبوعة أو المرئية أو المسموعة تغطيها سابقاً، واستطاعت أن تجذب الجمهور، خاصة فئة الشباب عن طريق التواجد في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشير رئيس تحرير "البلد" إلى أن الموقع تبنى إستراتيجية متابعة القضايا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما ساهم في جذب الصحيفة لفئة الشباب. كما أنّ بعض الأقسام التي وجدت في الموقع مثل (أرسل خبراً)  و(صحافة المواطن) ساعدت في جذب الشباب للتواصل مع الصحيفة لنشر مقالات وآرائهم. ومن أبرز التحديات التي واجهت الصحيفة في البداية كان التمويل، حيث بدأ المشروع برأسمال لا يزيد على385  ريالاً، استطاع من خلاله أن يؤسس موقعاً بسيطاً وهوية بصرية صحفية.

ودخلت الصحيفة في سوق إعلامي لا يزال يهتم بنشر الإعلانات في وسائل الإعلام التقليدية، حيث تخصص أكثر من 90% من الإعلانات للصحافة الورقية والتلفزيون والإذاعة، وما يقارب 10% للإنترنت ويشمل ذلك الترويج في مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث. ورغم ذلك تمكنت الصحيفة أن تؤسس لثقافة نشر إعلانات في صحف إلكترونية، ورغم وجود مجلات إلكترونية سبقت صحيفة البلد إلا أنّ الإعلان فيها كان وما يزال ضئيلاً جداً. واستطاعت الصحيفة أن تبني الثقة مع المعلنين، في وضع إعلاناتهم على مواقع إخبارية إلكترونية.

ومن أبرز النقاط التي ركز عليها المشروع، بحسب البلوشي، الاستفادة من طاقات الشباب المتطوعين والمتخصصين في الصحافة، حيث بذلوا الكثير من الجهد والوقت للعمل على استمرارية الصحيفة ليكوّن لها حضور في المشهد الإعلامي. واستفاد المشروع من مواقع النشر مثل wordpress، حيث عزز خاصية النشر الأسرع والأسهل، خاصةً وأن العمل كان بمعظمه خارج المكتب.

ويُشير تركي البلوشي إلى أنّ المشروع تمكن من إنتاج صحافة الفيديو وتقارير مرئية مصوّرة، لم تكن الصحف تنتجها، الأمر الذي ساهم بامتلاك مشروعنا قدرة تأثيرية أكبر. وتركز الصحيفة دائماً على جودة الكتابة، ورغم أنّ الشباب لم يقضوا سنوات طويلة في العمل الصحفي إلا أنّهم التزموا بكتابة صحفية سليمة ومهنية. وتسعى الصحيفة لأن تواكب جانبين مُهمين الأول هو صناعة محتوى وسائط متعددة من ضمنها (الإنفوجرافيك، والفيديوهات) مع التركيز على محتوى إخباري سريع وجذاب. يرافق ذلك، تطوير فني للموقع يساهم في سهولة التصفح والانتشار، ورفع حجم إيرادات المشروع لاستمرار تطويره في المستقبل.

وعلى مستوى الشراكات، يوضح البلوشي أن الصحيفة تمكنت من أن تقيم شراكة إنتاج برنامج إذاعي أسبوعي يحمل عنوان (#حوار_البلد)، أنتجته لعدة أشهر مع إذاعة محلية في سلطنة عُمان، حيث يبث مُباشرة إذاعياً ويوثق بالفيديو لاحقاً، والبرنامج سيعود من جديد للبث كتفعيل للشراكة من جديد.

تعليق عبر الفيس بوك