تطوير خدمة الإسعاف

 

علي بن بدر البوسعيدي

تشهد السلطنة في ظل عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- نهضة نوعيّة في القطاع الصحي، حيث تسعى وزارة الصحة من خلال إستراتيجيتها إلى توفير كافة خدمات الرعاية الصحية الأولية للمواطن والمُقيم على السواء. وقد انعكس هذا الاهتمام والتطور الإيجابي على جميع المؤشرات الصحيّة التي بمقتضاها ارتفع تصنيف السلطنة حتى صارت ضمن أفضل الدول في مجال تقديم الخدمات الصحيّة على مستوى العالم.

وتشهد خارطة توزيعات المرافق الصحية من مستشفيات ومستوصفات – على مستوى السلطنة - توسّعا أفقياً ورأسيًا كبيرًا، بجانب إيلاء الوزارة اهتماماً أكثر بمكافحة الأمراض والأوبئة الوافدة وفق إجراءات غاية في المهنية والعلمية، بالإضافة إلى العناية بشريحة الطفولة والحوامل وفئة الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري الذي خصصت له مراكز علاجية جديدة مزودة بأفضل الأجهزة والكوادر الطبية المدربة؛ وكلها جهود يُشكر عليها المسؤولون لا سيّما معالي وزير الصحة الموقر؛ إلا أنَّ هناك ملاحظات يجدر بالوزارة وضعها تحت مجهر الفحص والتطوير؛ مثل مواعيد المراجعة الشهرية التي تستغرق شهورًا أحيانًا؛ الأمر الذي ربما يُؤدي إلى نتائج عكسية كتفاقم المرض أو الوفاة.

أيضًا ينبغي على الوزارة التركيز والعمل أكثر على تطوير خدمة الإسعاف، فكلنا يعلم أهميّة العملية الإسعافيّة والفاصلة من حيث الزمن والسرعة بين الحياة وبرزخ الموت؛ فكم من إسعاف تأخر في الوصول أو ثقب إطاره ففارقت روح المريض أو المصاب جسده..

لذا أُناشد الوزارة والجهات المسؤولة بأن تُخضع خدمة الإسعاف لمزيد من التطوير، وأن تسعى لتجهيز أسطول كبير من سيّارات الإسعاف الحديثة المزودة بالأجهزة الحديثة المنقذة للحياة، علاوة على ضرورة إقامة البرامج التدريبية والتأهيلية في مجال الإسعافات الأولية وعمليات إنقاذ الحياة، ونشر هذه الثقافة وغرسها بين جميع فئات المجتمع لاسيما النشء؛ لتصبح ثقافة مجتمعيّة عامة، يغدو المواطن فيها أحد تروس عجلة تطور الخدمات الصحية في بلادي.. واغتنم هذه السانحة لأُحيي شُرطة عمان السلطانية ممثلة بقطاع الدفاع المدني الذي شهد قفزة كبيرة في نشر مظلة الإسعاف في مُعظم ولايات السلطنة.

 ودام عز عُمان،،،