أنقرة - رويترز
قالتْ مَصَادر في وزارة الخارجية التركية، أمس، إنَّ وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أطلع نظيره الروسي -هاتفيًّا- على العملية العسكرية التي تنفذها تركيا في سوريا. وأبلغ تشاووش أوغلو وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأحدث المستجدات المتعلقة بالتقدم الذي أحرزته المعارضة السورية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت المصادر إنَّ الوزيرين بحثا أيضا المعونات الإنسانية والجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي في سوريا.
من جانبها، قالتْ المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات صحفية، أمس، إنَّ روسيا تدعو تركيا لتجنب قصف الجماعات المعارضة والعرقية بما في ذلك الأكراد التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. وقال الكرملين، أمس، إنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتبادل وجهات النظر مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن سوريا على هامش قمة العشرين التي تنعقد في مدينة هانغتشو بالصين.
وذكر ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين -في مؤتمر صحفي- عبر الهاتف: "يمكننا أن نعتقد أنه بطريقة أو بأخرى سيحدث تبادل سريع أو مفصل لوجهات النظر بشأن الأزمة السورية بالتأكيد." وتعقد القمة يومي الرابع والخامس من سبتمبر. وقال المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس، إن التوغل التركي الذي بدأ قبل أسبوع في شمال سوريا يهدف إلى تطهير شريط طوله 90 كيلومترا على الحدود التركية من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف ابراهيم كالين في مؤتمر صحفي أن من المتوقع أن يجري أردوغان محادثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال قمة مجموعة العشرين في سبتمبر لبحث طلب أنقرة من واشنطن تسليم رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن والذي تتهمه بالتخطيط لمحاولة الانقلاب الشهر الماضي.
وميدانيا، قالت روسيا إنها قتلت أبو محمد العدناني،القيادي البارز في ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" خلافا لبيان وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" التي قالت إن العدناني قتل في غارة أمريكية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في موسكو إن العدناني كان بين مجموعة كبيرة من مسلحي التنظيم قتلتها غارة جوية روسية في محافظة حلب. لكن وزارة الدفاع الأمريكية قالت في وقت سابق إن الولايات المتحدة استهدفت العدناني، ووصفته بأنه مهندس العمليات الخارجية الرئيسي في التنظيم، الذي كان يجند الأعضاء الجدد، ويدعو مؤيدي التنظيم إلى شن هجمات فردية في دول الغرب أو ما يعرف بـ"هجمات الذئاب المنفردة".
وقال متحدث باسم بنتاغون إن الولايات المتحدة لا تزال تراجع نتائج غارة جوية شنتها الثلاثاء على محافظة حلب. وقال مسؤول أمريكي لبي بي سي إن غارة جوية أمريكية استهدفت سيارة كان يستقلها أحد قادة التنظيم في حلب. وأضافت أن إبعاده عن ساحة القتال - إن تأكد قتله - سيكون ضربة قاصمة للمسلحين المتشددين.
وكانت مصادر مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية هي التي أفادت بمقتل العدناني، المتحدث باسم التنظيم في حلب وقائد عملياته الخارجية. وذكر موقع "وكالة أعماق" التابع للتنظيم أن "الشيخ أبو محمد العدناني المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية قتل خلال متابعته للعمليات العسكرية لصد الهجمات على حلب". وولد العدناني، واسمه الأصلي طه صبحي فلاحة في بلدة بنش شمالي سوريا في عام 1977. ويعتقد أنه كان العقل المخطط للهجمات التي شنها التنظيم في أوروبا. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة 5 ملايين دولار أمريكي مقابل أي معلومات تفضي إلى قتل العدناني أو القبض عليه. وكانت آخر رسالة صوتية بثها العدناني في مايو الماضي دعا فيها "المسلمين إلى شن هجمات على الغرب".
ويقول مسؤولون أمريكيون إن العدناني كان من بين المتشددين الذين عارضوا الوجود الأمريكي في العراق عقب غزوه عام 2003. ويقول فرانك غاردنر محرر شؤون الأمن والدفاع في بي بي سي: "إن مقتل القيادي في التنظيم المحظور يعتبر ضربة قوية وموجعة له". وأضاف غاردنر أن "التنظيم يمكنه بسهولة تعويضه بشخصية أخرى، لكن سيكون من الصعب أن يجد بديلا مناسبا له، نظرا لتمتعه بمزيج من الخبرة العسكرية والقدرة على الخطابة، فقد كان معروفا ومسموع الكلمة بين أنصار التنظيم والمتعاطفين معه".