"هيومن رايتس ووتش" تتهم موسكو باستخدام أسلحة حارقة في الهجمات

طائرات روسية تشن غارات من إيران على سوريا.. وبكين تعزز علاقاتها العسكرية بدمشق

 

 

 

عواصم - الوكالات

قال رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني أمس إن طهران فتحت منشآتها أمام موسكو في مجال محاربة الإرهاب بعد أن أكدت روسيا أن قاذفاتها طويلة المدى في إيران قصفت أهدافا داخل سوريا.  ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن علي شمخاني قوله "التعاون الإيراني الروسي في محاربة الإرهاب في سوريا تعاون استراتيجي ونحن نشارك بإمكانياتنا ومنشآتنا في هذا المجال".  ونشرت روسيا قاذفات توبوليف-22 في قاعدة جوية قرب مدينة همدان الإيرانية لتنفيذ ضربات جوية على متشددين في سوريا.

وذكرت قناة روسيا 24 التلفزيونية المدعومة من الدولة أمس إن روسيا نشرت قاذفات توبوليف-22 في قاعدة جوية بمدينة همدان الإيرانية للاستعانة بها في توجيه ضربات للمتشددين في سوريا.

وقالت القناة نقلا عن تقارير إعلامية إيرانية وعربية إنّه من غير الواضح عدد القاذفات التي أرسلتها روسيا للقاعدة. ونشرت القناة لقطات غير مصحوبة بعبارات توضيحية تظهر ثلاث قاذفات على الأقل وطائرة نقل عسكرية روسية وإن لم يتضح أين أو متى التقطت هذه اللقطات.

وفي سياق مواز، نقلت وسائل إعلام رسمية أمس عن ضابط كبير بالجيش الصيني قوله إن بكين تريد علاقات عسكرية أوثق مع سوريا وذلك خلال زيارة نادرة للبلد الذي تمزقه الحرب.

وتعتمد الصين على المنطقة للحصول على إمدادات النفط غير أنها تميل لترك دبلوماسية الشرق الأوسط لغيرها من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا. وتحاول الصين الاضطلاع بدور أكبر يشمل إرسال مبعوثين للمساعدة في السعي للتوصل لحل دبلوماسي يوقف العنف هناك واستضافة شخصيات من الحكومة والمعارضة السورية.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن قوان يو في مدير مكتب التعاون العسكري الدولي باللجنة المركزية العسكرية الصينية اجتمع مع وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في دمشق.

وقال قوان إن الصين لعبت دوما دورا إيجابيا في السعي إلى حل سياسي في سوريا. ونقلت الوكالة عنه قوله "يرتبط جيشا الصين وسوريا تقليديا بعلاقات ودية ويريد الجيش الصيني مواصلة تعزيز التبادل والتعاون مع الجيش السوري." وأضافت الوكالة دون إسهاب أن المسؤولين تحدثا أيضا عن تدريب الأفراد "وتوصلا إلى توافق" بشأن تقديم الجيش الصيني مساعدات إنسانية.

وقالت الوكالة إن قوان اجتمع أيضا مع قائد عسكري روسي في دمشق دون ذكر تفاصيل. ورغم أن الصين لم تبد استعدادا للمشاركة عسكريا في سوريا أشاد مبعوثها الخاص المعني بالأزمة هناك في أبريل بدور روسيا العسكري في الحرب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للحكومة السورية، ومقره بريطانيا، إن غارات جوية قصفت اثنين من أحياء مدينة حلب، يسيطر عليهما متمردون، أسفرت عن مقتل 19 شخصا، كما اسفرت عن اصابة عدد كبير من الأشخاص. وأضاف المرصد أن الطائرات إما أن تكون روسية أو تابعة للقوات السورية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت في وقت سابق إن طائراتها الحربية الموجودة في إيران قصفت عددا من الأهداف في سوريا. وأضافت أن القاذفات بعيدة المدى أغارت من قاعدة همدان الجوية في إيران لشن ضربات على جماعات متشددة من بينها تنظيم الدولة الإسلامية، في حلب، وإدلب ودير الزور.

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا شن غارات من قاعدة في إيران، منذ بدء الحملة الروسية في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الأسد في سبتمبر.

وجاء في بيان أن الغارات أدت إلى تدمير "خمسة مستودعات كبيرة للأسلحة والذخيرة والوقود"، ومراكز تدريب قرب حلب، ودير الزور، وقرية سراقب في إدلب وبلدة الباب التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حلب.

واستهدفت الغارات أيضا ثلاثة مراكز قيادة قرب قرية جفرة ودير الزور، وقتلت - بحسب البيان - "عددا كبيرا من المسلحين".

وتؤيد إيران وروسيا الرئيس الأسد، وتعارضان المطالب الدولية بتنحيه عن السلطة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، التي قتل فيها حتى الآن أكثر من 290,000 شخص منذ اندلاعها في مارس 2011. وتوفر إيران للحكومة السورية الدعم العسكري والمالي والسياسي.

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قال في تعليقات بثت الإثنين إن روسيا والولايات المتحدة على وشك الاتفاق على شن هجمات مشتركة على حلب. وقد تكثف القتال في المدينة بعد سيطرة قوات الحكومة على خط الإمدادات الأخير المؤدي إلى مناطق سيطرة المعارضة في منتصف يوليو. وأثارت شدة القتال القلق على المدنيين في المدينة الذين يقدرون بحوالي مليون و500 ألف شخص، من بينهم 250,000 شخص لا يزالون في مناطق سيطرة المسلحين.

والتقى غوان يوفاي، مدير مكتب التعاون العسكري الدولي التابع للجنة المركزية العسكرية الصينية، مع وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في دمشق، بحسب وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا.

وقال غوان إن الصين كانت تلعب دائما دورا ايجابيا في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي للموقف في سوريا، "القوات المسلحة في الصين وسوريا كانتا دائما على علاقة طيبة، والقوات المسلحة الصينية ترغب في تعزيز التبادل والتعاون مع القوات المسلحة السورية." واضاف غوان أن الطرفين تباحثا بشأن تدريب الأفراد "وتوصلا إلى توافق" على أن تقدم القوات المسلحة الصينية المساعدات الإنسانية. كما التقي غوان بجنرال روسي في دمشق، إلا أن وكالة الأنباء لم تعط المزيد من التفاصيل حول اللقاء.

وعلى الرغم من اعتماد الصين على نفط الشرق الأوسط، إلا أنها كانت تميل لترك المسائل الدبلوماسية والسياسية لغيرها من دول مجلس الأمن في الأمم المتحدة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.

وتسعى الصين مؤخرا إلى دور أكبر في سوريا. فقد أرسلت مبعوثين لها إلى سوريا للمساعدة في التوصل إلى قرار دبلوماسي لوقف العنف الدائر هناك، كما استضافت عددا من المعارضين وكان المبعوث الصيني إلى سوريا قد امتدح، في ابريل ، الدور الروسي في سوريا.

وتشعر الصين بالقلق من سفر مواطنين من أقلية الإيغور المسلمين من منطقة زنجيانغ غربي الصين، إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف الجماعات المقاتلة هناك،بعد سفرهم بشكل غير شرعي عبر جنوب شرق أسيا وتركيا.

وفي الوقت ذاته وجهت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان، أمس، اتهاما إلى الطائرات المقاتلة الروسية والسورية باستخدام أسلحة حارقة في هجمات وصفتها "بالمشينة" شمالي سوريا.

وقالت المنظمة إن لديها وثائق عن استخدام تلك الأسلحة 18 مرة منذ شهر يوليو وإن تلك الهجمات أسفرت عن أكثر من 10 اصابات. وقالت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، إن لديها "أدلة حاسمة" على أن روسيا قدمت دعما للطائرات التابعة للحكومة السورية في هذه الهجمات.

وتؤدي القنابل الحارقة، عن اسقاطها من الطائرات، إلى التسبب في حرائق محدودة لكنها قوية بالأماكن التي تصيبها. وتحظر الأمم المتحدة استخدام تلك القنابل. وتقول المنظمة إنها تراقب استخدام تلك القنابل منذ مطلع يونيو وإنها استخدمت مرتين في 7 أغسطس في مديني حلب وأدلب.

وقال أحد سكان أدلب واسمه محمد تاج الدين عثمان، وهو الذي زود المنظمة بالصور التي أدعى إنها للهجوم "خلال 10 دقائق كان هناك المزيد من الهجمات. كانت النيران مذهلة، وتحول الليل إلى نهار."

كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن لديه أيضا وثائق عن استخدام الطائرات الروسية لمادة الثرمايت وهي إحدى المواد الحارقة، في أدلب، وحلب، ودير الزور، والرقة. وتتبادل جميع الأطراف المتورطة في الحرب في سوريا الاتهامات باستخدام أسلحة محظورة دوليا وبقتل المدنيين بما في ذلك غاز الكلورين والخردل القاتلين.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة