بمشاركة واسعة من رائدات العمل النسائي بظفار ودول عربية

جلسات حوارية حول التكامل بين الفكر والمظهر ضمن فعاليات ملتقى ظفار الثقافي للمرأة

...
...
...
...
...

 

صلالة – الرؤية

 

أكد المشاركون في ملتقى ظفار الثقافي للمرأة أنّ صناعة الجمال لدى المرأة تحتاج إلى عناية خاصة يعكسها المظهر ويترجمها المنطق والعمل من خلال الفكر الراقي والرضا عن الذات من خلال صقل مهارات التطوير الذاتي لفكر المرأة من خلال تطبيق الفكر الإيجابي ومبادئه، وتطويع الأفكار السلبية وإعادة تدويرها في أفعال وأنشطة فاعلة ومفيدة، وتوضيح علاقة المظهر بالتأثير الإيجابي عند التواصل مع الغير وكيفية تحقيق التوازن المطلوب بين الجوهر والمظهر للمرأة، وذلك من خلال جلسات تفاعلية وورش تدريبية ناقشت السلوك الإيجابي وتأثيره الفكري على المرأة، وفكر وإطلالة المرأة.

وشهدت جلسات الملتقى مشاركة عربية مميزة ووجود شخصيات نسائية هامة نقلت تجاربها وفكرها ومفهوما للجمال منها الإعلامية سهير القيسي مذيعة أخبار رئيسية في مجموعة MBC وشريك برنامج الغذاء العالمي بالأمم المتحدة، ونورة الشعبان سفيرة الإبداع والرئيس التنفيذي لملتقيات إبداع بالمملكة العربية السعودية، وروز عربجي خبيرة مظهر وإطلالة من لبنان، والفنانة التشكيلية عالية الفارسية عضوة مجلس إدارة النادي الثقافي بالسلطنة، وشريفة البرعمية مستشارة تطوير ريادة الأعمال وسفيرة مبادرة الأمم المتحدة لدعم رائدات الأعمال بالسلطنة.
وبدأت فعاليات الملتقى بكلمة ترحيبية قدمتها شريفة بنت مسلم البرعمية قالت فيها إن الإنسان يتأمَّل إشراقة الشمس، حتَّى يدرك معنى الجمال الموسوم في لوحات النَّفس، بألوان حيويَّة متدفِّقة، الجمال ينبلج مِن كوَّة النُّور والضِّياء؛ لتُحيل الحياة إلى ظلِّ لحظات يتَّحد فيها القلب مع القلب، فيستحيل إلى فيض مِن معانٍ متلألئة. وإذا كانت الرِّياضة تغذِّي الجسم، والعبادة تقوِّي الرُّوح، والعلم ينمِّي العقل، فإنَّ الجمال يُحيي الوجدان، ويَسمو بالإنسان إلى أرقى المراتب.
وأشارت البرعمية إلى أن الجمال، ينقسم إلى جمال روحي متصلا اتصال وثيقا بجمال الفكر، وآخر مادِّي، فالجمال الرُّوحي راحة وسكينة؛ حيث تكون النَّفس كالسَّماء الزَّرقاء، وقد انقشعت عنها سحائب القلق والحيرة، وهذا الإحساس الجميل، يعبِّر عن خلاص الإنسان مِن مؤثِّرات الحياة السَّلبيَّة، ويُنقِّيه مِن الأحقاد، فلا يفعل إلا ما يُمليه عليه ضميره، فهو صاحب خُلُق جميل، الجمال إذن "مقدرة على مقاومة النَّفس الَّتي تأمُر بالقبح، فهو يقترن بالفضيلة وصدْق المشاعر. أمَّا الجمال المادِّي، فهو منحوت على صفحات الطَّبيعة وسطورها، يُعلن عن نفسه دون مشقَّة أو أقنعة زائفة، يعبِّر عن ذاته بذاته.

وأضافت البرعمية أنه إذا كان الإنسان خليفةً في الأرض في صورة تقويميَّة، فإنَّه مِن مُنطلق الواقعيَّة، أن يَحرص على جمال الرُّوح والعقل والوجدان، والأحكام الرُّوحيَّة في مجملها تستهدف تغيير مفاسد الأخلاق إلى محاسنها، وهذا هو محور ملتقانا اليوم وغداً، وربنا عزَّ وجلَّ يقول (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ).
وفي ختام كلمتها وجهت الشكر للمشاركات في الملتقى وخصت بالشكر الراعي الحصري لهذا الملتقى الرئيس التنفيذي لشركة المبادرة القابضة على اهتمامه بالتطوير الثقافي للمجتمع المحلي من خلال سلسلة فعاليات صالون ياسر البرعمي.

وحملت الجلسة الحوارية الأولى عنوان (تطويع الفكر من السلبية إلى الإيجابية) أدارتها شريفة البرعمية وشاركت فيها كل من الإعلامية سهير القيسي، والفنانة عالية الفارسية استعرضت خلالها المشاركات تجاربهن في الحياة والعمل، وأوضحن أهمية السعي لتحقيق الذات من خلال تطويع الظروف المحيطة وعدم الاستسلام للتحديات لأنّ الفكر السلبي في ذاته يعد تحدياً خطيراً لابد من مواجهته بالنظرة الايجابية التي يمكن من خلالها الوصول للغايات وتحقيق الطموحات في الحياة، وأوضحن أنّ النجاح طريق مليء بالتحديات التي لابد من أن تصنع خطوات أسرع لتحقيق الطموحات.
وتناولت الجلسة الثانية التي أدارتها نورة الشعبان وشاركت فيها خبيرة الجمال والمظهر روز عربجي أهمية الانسجام بين الجمال والجوهر وتطرقت إلى عدد من المحاور منها أسرار الجمال والعناية، وكيفية تسخير الجمال الخارجي والداخلي في بناء أفق حدوده العمل والعائلة، كما تطرقت إلى الإطلالة والانطباع الأول، والموضة وتغيير المظهر واختيار المناسب منها، وتتحدثت أيضا عن التجميل ومكانته اليوم كونه من ضروريات المرأة العصرية والأنيقة.
وتتضمّن فعاليات الملتقى ورشة تدريبية قدمتها نورة الشعبان سفيرة الإبداع، وخبيرة الإطلالة استعرضت فيها مفاهيم الجمال وأهمية الرضا عن الذات وأثر ذلك على الجمال لأنّ الجمال الخارجي هو مرآة عاكسة لجمال الداخل ونقائه وركزت على فكر المرأة كونه أنّه لا يمكن الحكم على المرأة من خلال مظهرها الخارجي حيث إنه يمكن أن لايخفي سوى عقل خاو وهنا تكمن المشكلة، لهدا نسعى من خلال هده الورشة إلى الدفع بالمرأة للعناية بالفكر بشكل متواز مع عنايتها بالمظهر الخارجي لاسيما في هذا العصر الذي تنافس فيه المرأة على إظهار الجمال ومتابعة الموضة.


وقالت بُشرى الكنديّة المشرفة على تنظيم الملتقى: سعينا من إقامة الحدث إلى تقديم الصورة الأجمل للمرأة وغرس مفهوم جديد للجمال بأساليب مناسبة والاستفادة من التجارب الناجحة، والحمد لله لمسنا التجاوب الكبير والتفاعل من قبل المرأة في محافظة ظفار من خلال ما قدمه الملتقى خلال يوميه من جلسات حوارية وورش تدريبية، وهو في حد ذاته يعكس حرص المرأة العمانية وسعيها للارتقاء بذاتها دائما والمنبثق من إيمانها العميق بفكرة الجمال التي يجب أن تسير بشكل متواز بين جمال الفكر والمظهر.

 

تعليق عبر الفيس بوك