ساعة في صلالة

 

يوسف البلوشي

أكثر من عقد من الزمان مر عندما كانت أمانينا تستحوذ هام السحاب لبلوغها، عندما كانت الكتابة عبر الصحف والمجلات لتكون صلالة وجهة ذات مواصفات استثنائية بقدر ما يعطيها الجو من استثنائية.
التقدم في صلالة - إن صح التعبير- أبطأ من الأموال التي دفعت وسخرت، ومن الكم الهائل الذي نادى به العديد من الكتاب والإعلاميين والناس.
ساعة في ربوع صلالة كافية أن يتلمس أي زائر القصور والنقص في صلالة كوجهة عمانية استثنائية، طبعا المشاريع الواقفة حدث ولا حرج، الآمال التي تعانق هامات السحاب في أن تكون صلالة بؤرة السياحة الإقليمية ولا تنافسها أي مدينة أخرى؛ حتى وإن كان يمر عليها هذا الطقس الاستثنائي، فنحن كبلد خليجي كان يضع موازناته التنافسية لنمو المدينة السياحية دعما للاقتصاد وجذبًا للزوار.
ورغم تعثر بعض الدول الواقعة على مسار هذا الطقس الاستثنائي في تنمية مناطقها لضعف التمويل المالي إلا أن بعضها وبأفكار بسيطة استطاعت أن تنمي هذه المناطق لجذب السياح بوسائل ميسرة وسهلة وفتحت الآفاق لقاصديها.
لو أمعنا النظر إلى بعض دول شرق آسيا التي طالما نقارن بيئاتها الاستثنائية أو بيئتها الأساسية الممطرة والغائمة طوال العام لوجدنا أنها تتمتع بمشروعات صلبة كالجسور والأنفاق ومسارات الصرف المائي وغيرها.
الشاهد في حديثي أننا بحاجة إلى انجاز المشاريع المتعثرة في جسر أم الغوارف وجسر ايتين وما جاورها، الذي يأتي الزائر ليصعب بعض الشيء سلك المسار الذي يرغب فيه إلا إذا أخذ في الالتفاف العسير بين الأزقة والحارات لكي يصل لمبتغاه، بالإضافة إلى الطابور الطويل للمركبات التي كان من المؤمل كل عام أن تتجاوز محنة الزحام لتظل هذه المسألة عالقة وزادها هذا العام ازدواجيّة طريق ايتين من الجسر الحديد بطول٥٠٠ كيلومتر.
إنّ التنظيم الذي يجب أن تجده صلالة في الطرقات والخدمات رغم أن بعض الجهات تسعى جاهدة في ذلك إلا أنّه يجب أن يكون أكثر دقة ومستوى.
إن الزحام على المزارات الحالية يفتح الآفاق لأن تكون هذه المواقع أكثر تنظيما من خلال تسويرها وتبليطها وأيضا إيجاد مواقف للسيارات بشكل منتظم، وفرض الرسوم عليها لتصب هذه الرسوم في خدماتها، إنّ تهيئة مزار عين واحدة كاف لأن يجعل هذه العيون وجهه سياحية ولو فرضت الرسوم عليها وسورت وجعل الدخول لها أكثر تنظيما لكانت أكثر جاذبية وفعالية في استقطاب السواح؛ بدلا من العشوائية في الطرقات الواصلة إليها والزحام غير المنتظم والطرقات غير المهيأة والمواقف البسيطة.
إن أكثر ما يرجوه القاصدون في موسم يمتد لثلاثة أشهر من العام تجاوز أزمات كل عام وعثرات المشاريع التي طالت مددها والمشاريع الضخمة الترفيهية الموعودة، وأيضا مراعاة الغلو في الأسعار التي تنفر الزوار هي الأخرى سواء في الأسواق العامة أو بين جنبات المهرجان الذي يجد القاصد إليه ارتفاعا في أسعار الألعاب والمأكولات بشكل كبير وغير مناسب.
كما أنّ المنظومة يجب أن تكتمل بسهولة توفير الطيران وانتظام تواقيته، بالإضافة إلى توفر الشقق الفندقية الملائمة والتي أجد أنها أصبحت كثيرة ولكن الإعلان عنها والتيسير في الحصول عليها يحتاج هو الآخر إلى عملية ترويج ميسرة للسائح، وتمكين المكاتب العقارية من العمل بيسر وتسهيل ذلك للسائح القادم من الخارج.
ومع هذا وذاك تعتبر أيضا المحافظة على سهول وجبال ومزارات صلالة أمرا واجبا وضرورة الاكتراث بنظافة المكان بعد استخدامه، وعدم رمي ما تبقى من الأكل والاستخدامات إلا بعد جمعها ووضعها في الحاويات الخاصة، ولم تألُ بلدية ظفار جهدا في توفير عمال بكل سهول ظفار لجمع هذه البقايا خلف كل مرتاد للمكان؛ وهو ما يحتاج إلى شكرها على هذا المجهود الجبار.


usf202@yahoo.com