قابوس.. الدبلوماسي الأول

 

علي بن بدر البوسعيدي

لم تكن عمان يوما بمعزل عما يدور ويكتنف العالم من أحداث، فقديما تكفلت بحار السلطنة المنفتحة على فضاءات وأنحاء العالم المختلفة؛ ونواخذة عمان بإيصال صوت الحضارة العمانية وإنسانها إلى مختلف بقاع العالم، والآن في ظل عهد باني النهضة العمانية مولاي قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ما زالت عمان تمارس دورها وحضورها العالمي والحضاري القديم؛ وفق مقتضيات العصر الجديد السلطنة، ووفق رؤية وحكمة عمانية مفادها النأي بعمان عن كل أشكال الصراعات سواء العالمية أو الإقليمية، وعدم الزج بعمان أو التدخل في شؤون الآخرين، واستحقت عمان بهذه السياسة المتوازنة وبحياديّتها أن تكون وسيطًا عالميا يحظى بالاحترام والقبول لدى كل الأطراف؛ القريبة والبعيدة.

وأضحتْ بذلك -وبفضل دبلوماسيتها التي يقف على رأسها صاحب الجلالة "الدبلوماسي الأول" ورجل السلام العالمي- لاعبًا أساسيًا في مضمار السياسة الدولية.. لذا لا غرابة في أن تحقق السلطنة كل يوم نصرًا مؤزرًا في ميادين الدبلوماسيّة العمانيّة والعالميّة، بفضل الله ثم بفضل ما يملكه قابوس المفدى من رؤية ثاقبة وسداد رأي وحكمة.

لقد كفى الحضور الفاعل للسلطنة في مسرح السياسة الدولية العالم شر عدد من الحروب والويلات والفتن، ودوننا مساهمة السلطنة في إبعاد شبح الحرب عن المنطقة، ونزع فتيل التوتر بين الغرب وإيران، وتتويج تلك المجهودات بما عُرف بـ"الاتفاق النووي الإيراني".

ولن ينسى العالم كذلك دور الدبلوماسية العمانية في رأب الصدع بين الفرقاء اليمنيين، وتسوية قضيّة الأمريكيين والمواطنين السعوديين والمواطن البريطاني المُحتجزين في اليمن.

وسيذكر العالم أجمع دور عمان في استضافة اجتماعات الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي، بوصفها وسيطا نزيها يحظى بموافقة واحترام كل الأطراف والمنظمات الدولية ذات العلاقة بالأزمة الليبية مع العلم أنّ اجتماعات صياغة الدساتير لا تخرج من بلدانها كما جرت العادة.

لقد آلى جلالته على نفسه منذ أول يوم له في الحكم أن تحجز عمان دولة وشعبا لنفسها مكانا بين مصاف الأمم المتقدمة، ولم يدخر – حفظه الله- جهدًا في سبيل تحقيق ذلك؛ متسلحًا بعزيمته التي لا تلين، ووقوف أبناء وطنه من خلفه مشكلين ملحمة من الولاء والعرفان؛ وبالفعل حققت السلطنة نجاحات وقفزات عدة في مختلف مناحي الحياة والتنمية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية..

سيدي قابوس المفدى، يحق لنا أن نفخر بك دومًا، وأن تكون الدبلوماسيّة العمانية بقيادتك مرجعًا لتحقيق السلام والأمن العالميين..

دمت فخرًا وعزا لنا، وعاشت عمان.