"البرتغال" بطل أوروبا

 

 

محمد العليان

خطف المنتخب البرتغالي لقب بطولة أوروبا وتوِّج بكأسها، للمرة الأولى في تاريخه؛ على حساب المنتخب الفرنسي، بهدف نظيف في الوقت الإضافي الثاني من المباراة، بقدم اللاعب البديل إيدير صانع الفرحة والإنجاز البرتغالي.

وكان الحدث الأبرز في المباراة النهائية إصابة نجم وقائد المنتخب البرتغالي رونالدو في الدقيقه 24، وخروجه من الملعب متأثرا بإصابته. وتوِّج المنتخب البرتغالي باللقب على حساب المنتخب الفرنسي الذي يلعب في أرضه وأمام جماهيره؛ وبذلك تسجل البرتغال إنجازا كرويا بمنتخب من الممكن أن نقول عنه إنه من منتخبات الصف الثاني، وخالي من النجوم واللاعبين المؤثرين، ولكنَّ الظروف والحظ كانا معه ووصل إلى المباراة النهائية بشق الأنفس حتى إنه تاهل من الدور الأول كأحسن فريق ثانٍ ولم يصطدم بالفرق القوية والكلاسيكية في مشواره، ولكن هذا لا يمنع من أحقيته بالبطولة؛ لأنَّ كرة القدم ليس لها منطق ثابت ومعروف، رغم أن منتخب 2004 و2008 كان يضج بالنجوم واللاعبين المؤثرين، ولكنه لم يفز بالبطولة، وهذا مقياس آخر على عدم عدالة كرة القدم ومنطقها.

أما المنتخب الفرنسي، فقد خسر كل شيء وطار اللقب من أرضه ومن بين جمهوره بعد أن كان المرشح الأول للفوز بالبطولة بعدما أزاح المنتخب الألماني من طريقه ووصل للمباراة النهائية.

خيبة أمل كبيرة للمنتخب الفرنسي أن يفقد حلمًا كان في مُتناول يده، وتحقيق إنجاز جديد يضاف لإنجازاته السابقة. أجواء البطولة كانت رائعة والبطولة نجحت بشكل مثالي وكبير من كل النواحي التنظيمية والجماهيرية وحتى الفنية كان المستوى الفني للبطولة فوق المتوسط رغم أنَّ البطولة تفتقد لنجوم الصف الأول؛ حيث غاب النجم رونالدو البرتغالي عن مستواه، إضافة إلى اللاعب الإسباني أنيستا أيضا، وبعض اللاعبين القلائل كذلك، ورغم ذلك بَرَز بعض اللاعبين كجاريث بل الويلزي وكاريزما وبوجبا وبايير الفرنسيون...وغيرهم من اللاعبين الآخرين ولو بشكل متقطع وليس في كل المباريات.

المنتخب البرتغالي خطف اللقب وعرف من أين تؤكل الكتف، ولعب بأسلوب السهل الممتنع، بأسلوب منظم وطريقة دفاعية، وعلى حسب إمكانياته، وكان لمدرب الفريق دور كبير ومؤثر نحو تحقيق اللقب. وفي المقابل، كان المدرب الفرنسي الأسوا تكتيكيا في كل المباريات، ولم يستقر على تشكيلة طيلة مباريات البطولة وافتقد إلى التكتيك في المباريات ولكن الذي أنقذه وأنقذ المنتخب هو إمكانيات بعض اللاعبين والحلول الفردية لهم بترجيح كفة المنتخب ووصوله للمباراة النهائية على أكتاف اللاعبين وليس المدرب.

نعم فرنسا خسرت اللقب والبطولة، ولكنها لم تخسر نجاح البطولة.

----------------------------

آخر الكلمات: "الرجل القوي يعمل، والضعيف يتمنى".