خالد الخوالدي
أيام هذا الشهر الفضيل تنصرم وتنقضي ويودعنا الضيف الكريم الذي ترتاح معه النفوس وتتصالح فيه القلوب وتكون قريبة من الله خالقها ومقدر مكنوناتها، أيام قليلة وتغادر البركات والرحمات والخيرات فهنيئا من استغل أوقات هذا الشهر الفضيل واستمتع بلحظاته في الخير والعمل الصالح والخسران من سيخرج من هذا الشهر بدون أعمال صالحة تقربه إلى الله زلفى، والفرصة لا تزال مواتية لكل من يرغب في الخير والأجر والثواب فهذه الأيام المتبقية من أعظم أيام الله وفيها ليلة من أعظم الليالي (ليلة القدر) والسعيد والمحظوظ من عاش أوقاتها ولحظاتها فهي خير من ألف شهر.
ومع إنّي تعوّدت خلال العام الماضي والعام الحالي أن يكون عمودي الأسبوعي في هذا الشهر عن كل ما يتعلق بالصوم والشهر الفضيل وتسجيل بعض الملاحظات والمحطات الرمضانية إلا أني في هذا الأسبوع أجدني مجبرا أن أتطرق إلى أمر في غاية الأهمية وبه الخير والثواب، والخير في هذه البلد موجود ومتواصل وإن شاء الله لن ينقطع، وقد يجعل الله هذا الخير في شخص أو مجموعة أشخاص فيعملون على بذل الغالي والنفيس والتطوع لعمل المعروف والخير والنجاح والفلاح، وحديثي هذا الأسبوع سيكون عن شخص (أحمد بن حمد الخروصي) والذي لم أقابله ولم أتحدث معه ولكن سُمعته وخبره واجتهاده وعمله الخيري يسبقه في كل محفل حيث يعد من أكثر المتبرعين في الدم بالسلطنة والداعم الرئيس لكثير من الحملات التي تنفذها بنوك الدم في السلطنة والساعي طوعًا لحضور هذه الحملات في مختلف محافظات وولايات السلطنة متبرعا ومشجعا وحاثا الناس على أهميّة التبرع في إنقاذ أرواح بريئة من الهلاك، ونال على إثر ذلك الكثير من الألقاب والأوسمة وشهادات التقدير، وألف كتبا في العطاء والبذل وزرع هذا الحب في عائلته وأقربائه ومن حوله وسيظل هذا مسجلا له في حياته وبعد مماته.
وبعد تاريخ طويل من التطوّع والركض وراء كل حملة للتبرع بالدم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا متبرعا ومؤازرًا تبرع فيها بأكثر من (115) مرة، وبعد مشوار طويل استمر لأكثر من (30) سنة يجد هذا الهمام أنّ السن والصحة وكثرة التكاليف المادية ترهق ظهره وتقلل من العزيمة الذهبية التي يتمتع بها فيقرر السبات والهدوء والراحة التي لم تدخل قاموسه ولن تدخل إذا ما وجد من يقف بجانبه ويشد من أزره ليس من أجله فقط وإنّما من أجل أبناء عمان، فنحن جميعا نحتاج إلى مثل هذا العطاء والتضحية والفداء خاصة فيما يتعلق بإنقاذ أرواح تكاد تموت لو لم تحصل على قطرة دم.
ومع هذه الأهمية لفعل الخير هل سنجد في المقابل فعلا موازيا من شركة أو مؤسسة خاصة أو رجل شهم من الأثرياء يعمل على انتشال هذه الهامة والرمز في مجال التبرع بالدم بمساعدته ودعمه في تسهيل حركته في الذهاب والإياب لتشجيع الناس على التبرع بالدم في مختلف ولايات السلطنة كان تدفع عنه تكاليف المشتقات البترولية لهذا المسير وإقامته في سكن مريح عندما يحتاج الأمر إلى إقامة وغيرها من تكاليف السفر المرهقة والتنقل من ولاية إلى ولاية ومن محافظة إلى أخرى.
إنني أكتب هذه الكلمات وربي يعلم أنّها من طيب خاطر وأناشد الوقوف معه دون علمه وبدون توجيه منه أو من أهله وإنّما لوجه الله، وأكاد أجزم بعد هذا المقال بأنّ أحمد الخروصي لن يتوقف عن فعل الخير وعمله التطوعي لأنّه سيجد من الدعم والإعانة والمساعدة من مختلف الجهات والمؤسسات والأفراد لأنّ عمان بها من الخير المدفون ما تعجز عنه الأذهان وتحار معه الألباب وإلى أن أسمع الخبر السعيد أقول لكم: دمتم ودامت عمان بخير.