بين "كوبا" و"يورو 2016"!

ضربة حرة

مُحمَّد العليان

قطعت بطولتا كوبا أمريكا ويورو شوطا كبيرا حيث دخلت الأولى أدوارها الحاسمة بنصف النهائي، أما "يورو" فأوشكت على الانتهاء من أدوارها الأخيرة من الدور الأول، وبدأت تتضح معالم المنتخبات المتأهلة للدور الثاني، خاصة وأن منتخب فرنسا -الدولة المضيفة- حسمَ تأهله بصعوبة بالغة، إضافة إلى منتخبات إسبانيا وألمانيا وسويسرا وإيطاليا والبرتغال...إلخ.

ورغم ذلك، إلا أنَّ المنتخبات الكلاسيكية لم تظهر قوتها وتاريخا ومعظمها تأهلت أو فازت بشق الأنفس، إضافة إلى أنَّ البطولة افتقدتْ للنجوم الذين هم دوما فوق العادة؛ حيث اعتزل أو ابتعد نجوم الجيل السابق، وبدأت هذه البطولة بلاعبين أغلبهم مازالوا في طريق النجومية، ولكنهم بالطبع ليسوا بوزن النجوم كزيدان وكلوزه وفيجو وراؤول وبيكهام...إلخ. والشيء اللافت للنظر في البطولة هو ارتفاع المستوى الفني للمنتخبات الجديدة، أو منتخبات الصف الثالث، ومقارعتها لمنتخبات الصف الأول؛ مثل منتخبات ويلز وألبانيا وسويسرا والتشيك...إلخ. كلُّ شيء جميل في البطولة من الناحية التنظيمية والملاعب والمدن والجماهير، سوى النقطة السوداء الوحيدة حتى الآن وهي حادثة الشغب بين الجماهير الروسية والإنجليزية في البطولة، والتي ألقت بظلالها على البطولة.

وإذا عُدنا إلى الحديث حول بطولة "كوبا أمريكا"، فسنجد أنَّ أول مفاجآتها هو خروج المنتخب البرازيلي بخُفى حنين من الدور الأول مع مدربه الفاشل دونجا، وثانيا خسارة منتخب المكسيك بسُباعية مذلة من صاحب اللقب منتخب تشيلي. أمَّا المنتخب الأرجنتيني؛ فالفرصة أصبحت سانحة له في البطولة للتتويج بها، خاصة للنجم ميسي، لتسجيل إنجاز لأول مرة له مع المنتخب الأرجنتيني يُصالح به مشجعو المنتخب وبلاده حيث ينتظرون منه الكثير. وفي المقابل، المنتخب التشيلي -حامل اللقب- ما زال يدافع وبكل قوة عن لقبه ويسير في الطريق إلى التأهل إلى المباراة النهائية، خاصة بعد أن سحق المنتخب المكسيكي بسباعية نظيفة.

البطولتان مازالتا لم تبُح كلاهما بكلِّ ما لديهما من مفآجات وأسرارـ وحتى من مستوى فني وظهور نجوم جدد.. فالأيام والأدوار القادمة كفيلة بذلك.

----------------------------

آخر الكلمات: "ليس المرء حرًّا عندما لا يملك زمام أمره".

تعليق عبر الفيس بوك