مواطنون: رمضان فرصة ذهبية لصلة الأرحام وتجاوز الخلافات العائلية.. وتماسك المجتمع يبدأ من الداخل

الرؤية - محمد قنات

أكد مواطنون أنّ شهر رمضان الفضيل، يمثل فرصة ذهبية لجميع أفراد المجتمع لنبذ الخلافات العائلية وصلة الأرحام، داعين الجميع إلى التعاضد والتلاحم ونشر التسامح فيما بينهم، مشيرين إلى أن تماسك المجتمع الداخلي يعزز قوته الخارجية في مواجهة التحديات والصعاب.

وقال الدكتور نبهان بن سهيل المقرشي إنّ صلة الأرحام في رمضان تعد توطيدًا للأواصر ودعما لمشاعر الأخوة، كما أنّها من الضروريات التي ينبغي على المسلمين القيام بها، لكونها خطوة حقيقية في إزالة الخلافات وتعزيز العلاقات ودعم الأخوّة بين المسلمين؛ مستشهدا بقوله تعالى " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن اللّه كان عليكم رقيبا". وأضاف المقرشي أنّ قلب الصائم ينكسر وتذل نفسه وتزداد رحمته وشفقته، وأحق الناس برحمته وبره وصلته هم أقاربه وأرحامه، كما أن رمضان يُذكِّر المسلم بأنّ له أقارب وأصهارًا وأرحاما فيزورهم ويصلهم ويبرهم ويتودد إليهم. وتابع أن صلة الرحم عند المسلم‪ الحق الواعي لهدي دينه لا تكون ببذل المال فحسب، بل هي أعم من ذلك وأوسع إذ تكون ببذل المال للفقراء من ذوي القربى، وتكون بالزيارة التي توطد أواصر القرابة وتوثق وشائج المحبة، وتكون بالتناصح والعون والإيثار والإنصاف وبالكلمة الطيبة والوجه الطلق والابتسامة. ‎وتابع: "لا شهر أفضل من شهر الرحمة من أن يتقدم المسلم فيه لربه بصلة رحمه ابتغاء لمرضاته وعظيم ثوابه وإزالة لما قد يقع في النفوس من شحناء، فالمبادرة بالزيارة والصلة وإن كانت شاقة على النفس فهي عظيمة القدر عند الله، فحري على المسلمين أن يتفقدوا أرحامهم في هذا الشهر المبارك بالزيارة والصلة والسؤال والصدقة وإصلاح ذات البين، ولا يتعذر أحد بانشغاله، فلا أقل من أن يصل أحدنا رحمه بمكالمة تزيل ما علق في النفس، وتدحر الشيطان وتفتح أبواب الخير فرمضان فرصة عظيمة لفتح صفحة جديدة مع الأرحام".

وزاد المقرشي أنه يجب على الجميع الالتفات إلى صلة أرحامهم، وتجاوز ما قد يحدث أحياناً من سوء فهم يؤدي إلى القطيعة والتدابر؛ حيث إن شهر رمضان المبارك فرصة رائعة لصلة الأرحام، وتقوية الأواصر العائلية وحل الخلافات بالتواصل والتزاور والانفتاح والمبادرات الأسرية والعائلية مطلوبة، ولو بأقل ما يمكن فدعوة على إفطار أو سحور ستزيل الكثير من أجواء الشحناء والبغضاء في حال وجود خلافات عائلية، وستقوي اللحمة العائلية في حال عدم وجود خلافات داخلية. وأكد أنّ المطلوب هو إحداث تغيير حقيقي في التواصل العائلي في هذا الشهر المبارك، بالمزيد من التزاور؛ حيث لا يجب ألا تشغلنا همومنا وأعمالنا اليومية عن صلة أرحامنا والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يرشدنا إلى أقل ما يوصل به الرحم وهو السلام إذ ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "صلوا أرحامكم ولو بالسلام".

فيما قالت زكية بنت مسعود بن سعيد الشهيمي إن رمضان هو شهر عبادة وطاعات وصلة أرحام لا تنقطع؛ سواء في رمضان أو ما بعد رمضان، لكن في رمضان يمكن للشخص أن يَصِل رحمه بصورة أكبر وأن يتفقدهم ما أمكن، كما يجب عليه ألا يفعل ذلك خلال شهر رمضان وحسب، إذ أن صلة الرحم لا تعرف أياما وشهورا بعينها؛ وينبغي على كل شخص أن يصل رحمه متى ما وجد الفرصة إلى ذلك. وأضافت أن الله أمر بصلة الأرحام والبر والإحسان إليهم، ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم، وعدّ صلى الله عليه وسلم قطيعة الأرحام مانعاً من دخول الجنة مع أول الداخلين. وتابعت أنّ الإسلام اعتبر صلة الرحم من الحقوق العشرة التي أمر الله بها أن توصل في قوله تعالى "واعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى"، إلا أن البعض أضاع هذا الحق مما جعل الحقد والبغضاء والشحناء تنتشر بين الأقربين.

وأكد محمد درويش خادم أنّ رمضان شهر للخير والمحبة والرضا والقناعة والقرب إلى الله تعالى بفضائل الأعمال والبعد عن الإسراف والتبذير، باعتبارها صفات للمؤمن الذي يطلب رضا الله ويسعى له، خاصة وأن التبذير والإسراف وما يحدث في رمضان من البعض ليس له علاقة برمضان، وللأسف الكثير من الأسر تحمل فوق طاقتها من مصاريف وشراء ملتزمات وغيرها لرمضان ناهيك عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في ظل الأزمة الحالية.

وتابع أنّ صلة الرحم تتم بصور شتى، فتكون بزيارتهم وتفقد أحوالهم والسؤال عنهم والإهداء إليهم وإنزالهم منازلهم والتصدق على فقيرهم والتلطف مع غنيهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم، والدعاء لهم وسلامة الصدر نحوهم وإصلاح ذات البين إذا فسدت بينهم.

وقال أحمد بن سالم زيدان جعبوب إنّ صلة الرحم في شهر رمضان تقرب كثيرا من الله، وتوظيف جيد لفضائل هذا الشهر، داعيا الجميع إلى المحافظة على علاقات ذوي القربى، وعدم قطع الأرحام.

تعليق عبر الفيس بوك