ندوة "الدور الإعلامي في نشر الثقافة التأمينية" تناقش إدارة السمعة المؤسسية وبناء الصورة الذهنية

بمشاركة واسعة من الإعلاميين والخبراء والمختصين

الرؤية - نجلاء عبد العال

رعى سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر الندابي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون الخدمة المدنية أمس الثلاثاء، حفل افتتاح الندوة الدورية الثانية عشرة لأجهزة التقاعد المدني والتأمينات الاجتماعية، حول "الدور الإعلامي في نشر الثقافة التأمينية" والتي استضافتها الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية خلال الفترة من 24 وحتى 25 من الشهر الجاري، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بفندق كراون بلازا-مسقط.

وتضمن حفل الافتتاح كلمة الهيئة ألقتها حمدة بنت سعيد الشامسية، القائمة بأعمال المدير العام للهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية، قالت فيها إنّ التأمين الاجتماعي يعتبر مفهوما قديما ، إذ سعى له الإنسان البدائي الأول من خلال عيشه في التجمعات التي كانت توفر شكلا من أشكال الحماية له، وهو قائم على مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، من هنا نستطيع القول بأن الإسلام كان رائدا في ترسيخ هذا المبدأمن خلال تخصيص معاش للأرامل والأيتام والعجزة، أما التأمينات الاجتماعية بمفهومها الحديث فلم تظهر على مستوى العالم إلا بعد الثورة الصناعية في أوروبا، وذلك لتغطية العمّال من مخاطر التعامل مع الآلات التي لم تكن مألوفة من قبل.أما دول الخليج العربي فقد دخلت فيها هذه النظم بعد ظهور النفط وازدياد عدد العاملين في المجالات التي تتعلق بصناعة النفط، وما ترتب عليه من ضرورة توفير أنظمة حماية سواء عن طريق قوانين العمل أو التأمينات الاجتماعية التي انبثقت منها.

وأشارت إلى أنّ التأمينات الاجتماعية في السلطنة تطورت شأنها شأن التأمينات على مستوى العالم على شكل مراحل، وقد اتبعت الدولة سياسة التدرج في تطبيق قانون التأمينات الاجتماعية ذاته، حيث تمت تغطية نوع أو اثنان من المخاطر، بعدها اتسعت الحماية لتشمل تغطية بقية الأخطار والفئات التي لم تكن خاضعة لأيّ نظام تأميني أو تقاعدي.

وأضافت أن أنظمة التأمين الاجتماعي والتقاعد في العالم تشهد تحديات ديموغرافية واقتصادية تستدعي من القائمين على أنظمتها وضع السياسات اللازمة لمعالجة آثارها المتوقعة على ديمومة تلك الأنظمة، وإلى وفائها بالتزاماتها المستقبلية نحو الأجيال القادمة باعتبار أن نظم التأمين الاجتماعي نظم ذات تأثير مباشر على الفرد والأسرة والمجتمع ومسؤولة عن توفير الحماية الاجتماعية، وبالتالي فإنّ الحاجة تستدعي بأن يتم مراجعتها بشكل دوري وتعديلها بما يتوافق مع المتغيرات، وبما يحقق لها الاستدامة على مدى المستقبل البعيد، وهذا أمر يستلزم من القائمين على هذه الأنظمة تمرير هذه التعديلات للمجتمعات وذلك من خلال الوسيلة الإعلامية المناسبة، على اعتبار أن الإعلام هو همزة الوصل، وجسر التواصل بين المؤسسات والمجتمع وبلا شك تلعب وسائل الإعلام بمختلف أنواعها دورا كبيرا في ترسيخ المعلومة وتنوير المجتمعات بالمعرفة التي تتيح للمؤسسات تأدية واجبها على أكمل وجه من أجل مستقبل الفرد والأسرة والمجتمع.

وأكدت أن المنظومة الإعلامية بدورها تشهد كذلك تطوراً متسارعاً في أدواتها، ولعل أحدث ما استجد في هذا الشأن، هو توظيف التقنية من قبل مختلف المؤسسات الإعلامية والتي باتت تستحوذ اهتمام المؤسسات والأفراد في المجتمعات، وأصبحت ذات تأثير مباشر، والهيئة ليست بمنأى عن هذه المستجدات وتواكب كل جديد، هادفة إلى تعزيز ثقافة التأمين الاجتماعي في المجتمع العماني بما يتوافق مع توجهاتها واستراتيجياتها المستقبلية.

وأشارت إلى أنّ الندوة والمناقشات والتوصيات التي تشهدها يؤمل منها أن تدعم ثقافة التأمين الاجتماعي داخل دول مجلس التعاون وتوثيق أواصر التعاون بين إدارات الإعلام، إلى جانب الحرص على أهمية وضع خطط استراتيجية إعلامية قادرة على مواجهة المتغيرات القادمة، واختتمت بالقول "إننا على يقين تام بأننا سنحقق الأهداف المرجوة من هذه الندوة التي يثريها نخبة من المحاضرين والإعلاميين والمهتمين والمختصين بمجال التأمين الاجتماعي".

وناقشت الجلسة الأولى محور الصورة الذهنية والسمعة المؤسسية وبناء الصورة الذهنية، والتي بدأت باستعراض تجربة الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية حول تعزيز ثقافة التأمين الاجتماعي لدى المجتمع، والتي قدمها فيصل بن عبدالله الفارسي، مدير دائرة التخطيط، ومدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة المكلف، وتحدث خلالها عن دور دائرة الإعلام والعلاقات العامة كنافذة الهيئة على المجتمع وحلقة الوصل بينها وبين المجتمع الخارجي، وعن ارتباط معظم الأعمال الكبيرة بالدائرة بمشاريع الخطة الاستراتيجية التي تقع تحت محور (الثقافة التأمينية).

وقال إن جميع السياسات والإجراءات المعمول بها في دائرة الإعلام والعلاقات العامة ترتكز على التوجيهات المستمدة من دليل السياسات والإجراءات الخاص بالدائرة الذي تتم مراجعته وتحديثه بصفة دورية، كما استعرض رؤية ورسالة دائرة الإعلام والعلاقات العامة، بما تتضمنه من أهداف لتأصيل ثقافة التأمين الاجتماعي لدى المجتمع، والإسهام في تعزيز الشراكة بين الهيئة والأطراف ذات العلاقة من خلال أداء عالي الكفاءة والفاعلية، مع الاهتمام بمواكبة وسائل الاتصال المتجددة عبر سرعة الاستجابة ودقة المعلومة والشفافية، مشيراً إلى أنّ أدوار الإدارة تشمل إعداد وتنفيذ خطة للأنشطة الإعلامية والعلاقات العامة بالهيئة في ضوء التوجيهات الصادرة في هذا الشأن.

أما الدكتور عادل علي عبد الله-مدرب ومحاضر معتمد -مملكة البحرين فقدم ورقة عمل حول الصورة الذهنية لمؤسسات التأمينات الاجتماعية والتقاعد ، كما استعرض اختصاصي الإعلام التأميني عبدالله إبراهيم الداحس تجربة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالكويت، فيما تناول الأكاديمي بجامعة السلطان قابوس- قسم الإعلام الدكتور عبيد الشقصي التخطيط لإدارة الأزمات إعلاميا (التأمينات الاجتماعية والتقاعد) وأدار الجلسة الإعلامي أحمد الهوتي.

أما محور الجلسة الثانية فهو عبارة عن جلسة نقاشية حوارية حول ثقافة التأمينات الاجتماعية والتقاعد (التحديات والواقع) وأدارها الإعلامي الجزائري ورئيس القسم الاقتصادي بقناة الجزيرة حاتم غندير، واستضافت الجلسة كلا من: صالح العريمي مدير عام الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية سابقا، والخبير الاقتصادي والإعلامي أحمد كشوب، وحنان السهلاوي مديرة إدارة الإعلام والتوعية بالهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث طرحت الجلسة العديد من علامات الاستفهام حول المرحلة الحالية والمستقبلية لمسار ثقافة التأمين الاجتماعي.

فيما تناقش الندوة اليوم منصات التواصل الاجتماعي والأمن الإلكتروني وإدارة الأزمات، حيث سيتحدَّث خالد الأحمد مستشار ومدرب إعلام اجتماعي عن العائد على الاستثمار في استخدام منصات التواصل الاجتماعي (أنظمة التأمينات الاجتماعية والتقاعد نموذجاً) فيما تُقدِّم زوان السبتية مديرة البوابة الرسمية في هيئة تقنية المعلومات ورقة عمل حول دور هيئة تقنية المعلومات في تمكين الجهات الحكومية لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي، كما سيستعرض أنس المرعي مدير تدريب في أكاديمية فوكس للتدريب الاستشاري للإعلام الاجتماعي ورقة عمل حول إدارة الأزمات في منصات التواصل الاجتماعي، وسيتناول حسن بن علي العجمي مؤسس إسناد ومُتخصص في أمن المعلومات ورقة بعنوان الأمن الإلكتروني في منصات التواصل الاجتماعي.

وتأتي هذه الندوة انطلاقاً من أهمية التأمينات الاجتماعية ودورها المجتمعي وإدراكاً من ضرورة إيجاد شراكة واقعية تتمثل في وضع استراتيجية إعلام التأمينات الاجتماعية والتقاعد لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بهدف تعزيز الثقافة التأمينية داخل دول المجلس، وتوثيق التعاون بين أجهزة الإعلام التابعة لمؤسسات التأمين الاجتماعي والتقاعد في دول المجلس مع وسائل الإعلام المحلية والخليجية، إلى جانب إبراز مكانة وثقافة التأمينات الاجتماعية والتقاعد، والتأكيد على المرحلة المُتقدمة التي وصلت لها إعلاميًا، كذلك تهدف إلى التعاون مع المؤسسات الإعلامية، والمواقع الإلكترونية واستثمارها في إعلام التأمينات الاجتماعية والتقاعد. وتوسعت الندوة في فئاتها المستهدفة لتشمل العاملين في مؤسسات وأجهزة التأمينات الاجتماعية والتقاعد، والعاملين في الاتحادات العمالية والنقابية، كذلك العاملين في المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة (صحافة، إذاعة، تلفزيون، ووسائل التواصل الاجتماعي)، إلى جانب المنظون تحت مظلة مؤسسات المجتمع المدني الإعلامية (الجمعيات والنقابات الصحفية)، والكُتِّاب والمهتمين بالشأن التأميني والتقاعدي، بالإضافة إلى العاملين في القطاع الأكاديمي.

تعليق عبر الفيس بوك