المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني يدشن "قسطرة كهربائية لقلب الأطفال"

خدمة علاجية نادرة على مستوى دول الخليج بنسبة نجاح تتجاوز الـ95%

مسقط - الرُّؤية

دشَّن المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني، مؤخراً، خدمة علاجية تعدُّ الأولى من نوعها بالسلطنة في مجال علاج أمراض القلب؛ تتمثل في إجراء "قسطرة كهربائية لقلب الأطفال" بطاقم طبي متخصص يرأسه الدكتور إسماعيل بن عبدالله العبري استشاري أمراض قلب أطفال وكهربائية القلب بالمستشفى؛ وذلك في إطار حرص وزارة الصحة على الارتقاء بجودة الرعاية الصحية النوعية في مجال أمراض القلب والشرايين، ومن منطلق إيمان الوزارة ممثلة بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني بأهمية تعزيز الخدمات العلاجية النوعية بالمؤسسات الصحية بالسلطنة، لاسيما أمراض القلب والشرايين؛ باعتبارها المسبب الأول للوفيات على مستوى العالم؛ حيث ابتعثت الوزارة طاقم مكون من أطباء وفنيين إلى أرقى الجامعات والمراكز التخصصية بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا للدراسة والتدريب التخصصي في مجال كهربائية القلب، بهدف تدشين خدمة "قسطرة كهربائية القلب" في السلطنة عوضاً عن إرسال المرضى لخارج السلطنة من أجل تلقي العلاج.

وأوضح الدكتور إسماعيل العبري استشاري أمراض قلب أطفال وكهربائية القلب والمشرف العام على الطاقم الطبي لقسطرة كهربائية القلب للأطفال بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني، أنَّ تدشين خدمة قسطرة كهربائية القلب للأطفال يُعد تتويجاً لجهود الوزارة -ممثلة بالمستشفى السلطاني- حيث أسهمت الخدمة في تعزيز الرعاية الصحية النوعية في مجال أمراض القلب والشرايين بالسلطنة واستغناء المرضى وذويهم عن تكبد عناء السفر للخارج لتلقي هذا من النوع من العلاج، فضلا عن رفع مكانة خارطة السلطنة الصحية على مستوى الشرق الأوسط، نظراً لندرة المراكز التخصصية بالعالم لهذه التقنية العلاجية، وكون السلطنة تعد ثاني دولة خليجية وعربية تقدم هذا النوع من التدخل الطبي.

وأضاف العبري: أجرى فريق قسطرة كهربائية القلب منذ تدشين خدمة كهربائية القلب للأطفال وحتى الآن حوالي 20 قسطرة، بمعدل حالتين في الأسبوع الواحد، وأن نسبة نجاجها تجاوزت الـ95%، معتبراً أنَّ ذلك الإنجاز تحقق بفضل الله وجهود الكوادر الطبية العاملة في مجال كهربائية قلب الأطفال، ونوه بأنَّ الإنجاز نفسه يعدُّ مفخرة لموظفي المركز الوطني لطب وجراحة القلب؛ نظراً لأنَّ النسبة العالمية لنجاح قسطرة كهربائية القلب للأطفال تتراوح ما بين 80 % إلى 90%.

وأشار العبري إلى أنَّ طريقة قسطرة كهربائية القلب تتمثل في إجراء تخدير موضعي للمريض، ومن بعد يقوم الكادر الطبي بإجراء رسم تخطيطي داخلي للقلب بواسطة أربع مجسات دقيقة، يتم إدخالها عبر أوردة الفخذ، ثم تأخذ هذ المجسات مسارها حتى تصل لموقع القلب، ويتم تحليل الإشارات الكهربائية لمختلف غرف القلب، لتحديد العصب المسبب لتسارع كهربائية القلب، وفي المرحلة الأخيرة يتم كيّ العصب عبر مجس يحتوي على موجات الراديو أو التبريد التجميدي، علماً بأنَّ هذه القسطرة تستغرق ما بين 2-4 ساعات. مشيرا إلى وجود مزايا لهذا التدخل العلاجي تتمثل في نسبة النجاح العالية للقسطرة الكهربائية، التي قد تصل لأكثر من 90 %، واستغناء المريض عن أستخدام أدوية منظمة لكهربائية القلب، وقدرته على مزاولة الأنشطة الحياتية بشكل أفضل مقارنةً بالسابق.

واستطرد الدكتور إسماعيل: هنالك مجموعة من التحديات واجهت المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني من أجل تدشين خدمة قسطرة كهربائية القلب تمثلت في ندرة الكوادر الطبية المتخصصة في كهربائية القلب على مستوى العالم، كما تعد كهربائية القلب من التخصصات الطبية الدقيقة التي تستدعي الاطلاع على أسس تنظيم كهربائية القلب والألمام بمسارات إضطربات القلب المختلفة، إلى جانب الحاجة الماسة لكادر طبي متخصص يمتلك الدقة المنتاهية عند أجراء هذا النوع من القسطرة؛ نظراً لصغر حجم قلب الأطفال؛ مما يزيد من صعوبة وضع وتحريك القساطر داخل القلب.

وحول التطورات التي يشهدها المركز الوطني لطب وجراحة القلب ومنها استخدام جهاز التخطيط ثلاثي الأبعاد "3D mapping system"، قال العبري إنه يغني عن استخدام الأشعة السينية؛ حيث إنَّ تعرض جسم الإنسان للأشعة بشكل مستمر يسبب آثار جانبية على الصحة، إلى جانب وجود دراسات طبية دولية تفيد بأن كثرة التعرض للأشعات قد تزيد فرص احتمال الإصابة بالأورام السرطانية، ويذكر أن الجهاز يعد الأحدث في على مستوى العالم حيث ساهم في رفع نسبة نجاح قسطرة كهربائية القلب.

ويُشار إلى أنَّ قسطرة كهربائية القلب عبارة عن قسطرة تداخلية بهدف رسم نبضات القلب من داخل الجسم، ومعرفة توزيع كهرباء القلب من الداخل. كما أن كهربائية القلب تلعب دور مولد داخلي لنبضات القلب والمسؤول عن انقباض وانبساط القلب، ويبلغ عدد المعدل الطبيعي لعدد نبضات القلب حوالي 60-100 نبضة بالدقيقة في الراحة، لكن أحياناً يحدث اختلال لنبضات القلب، وهو ما يتسبب في ارتفاع عدد النبضات من 180-260 نبضة بالدقيقة؛ فيؤدي لحدوث مشكلات صحية عديدة للمريض؛ أبرزها: حدوث إغماء للمريض، واضطرابات لوظائف القلب الحيوية، ونوبات خفقان حاد للقلب، أو توقف كلي مفاجئ لوظائف القلب. ويعزى اضطراب نبض القلب لمشكلات خلقية في عضلة القلب أو وجود عصبين ثنائي للقلب؛ بحيث تتسبب بمجموعة أعراض؛ منها: حدوث تسارع مفاجئ لنبضات القلب، وهبوط معدل لضغط الدم بالجسم، وإغماء المريض في بعض الأحيان، إلى جانب خطر حدوث الوفاة المفاجئة.

وللسيطرة على هذه الأعراض، يتوجَّب على المريض تناول جرعات من الأدوية بشكل يومي، كما يتوجب مراجعة أقسام الطوارئ في حال حدوث نوبات اضطراب نبضات القلب، من أجل تهدئة النبضات بواسطة طريق الحقن الوريدية أو الصعق الكهربائي، أما بالنسبة للطريقة الأخرى والأحدث للعلاج فتتثمل في قسطرة كهربائية القلب التي غالباً ما تمنح المريض شفاء تاماً. وتفتح هذه الخدمة الطبية النوعية آفاقا علاجية للأطفال المرضى الذين يعانون من مشكلات صحية في كهربائية القلب، كما ستسهم في رفع مكانة خارطة السلطنة الصحية على مستوى الشرق الأوسط، نظراً لندرة المراكز التخصصية بالعالم لهذه التقنية العلاجية.

تعليق عبر الفيس بوك