سوريا: الأكراد يحتفظون بأراض انتزعت من القوات الحكومية بموجب هدنة القامشلي

أوباما ضد إر سال قوات برية للإطاحة بالأسد.. والتحالف الأمريكي يشن 28 غارة ضد "داعش"

عواصم - الوكالات

عبّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس عن "قلق عميق" بشأن تفاقم العنف في سوريا في الآونة الأخيرة مشددا على ضرورة التوصل لحل سياسي داخل البلاد. وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مضيفته المستشارة أنجيلا ميركل "لا نزال نشعر بقلق بالغ حيال تفاقم القتال في سوريا في الأيام الأخيرة الماضية ولا نزال متفقين على أن الحل الوحيد القابل للصمود هو حل سياسي من شأنه نقل سوريا باتجاه حكومة تضم كل الأطراف وتمثل جميع السوريين".

واستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال قوات برية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن أوباما قوله في مقابلة أمس "سيكون من الخطأ أن ترسل الولايات المتحدة أو بريطانيا العظمى أو مجموعة من الدول الغربية قوات برية للإطاحة بالأسد." لكنه قال إن على الولايات المتحدة ودول أخرى أن تستخدم نفوذها الدولي لإقناع حلفاء الأسد مثل روسيا وإيران بالعمل على التوسط في عملية انتقال سياسي في سوريا.

وأعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في أن تشهد الشهور الباقية على نهاية ولايته تقليص نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وقال "أعتقد أننا نستطيع رويدا رويدا تقليص البيئة التي يعملون بها والسيطرة على معاقلهم مثل الموصل والرقة التي تعد المعقل الرئيسي لحركتهم.

وفي سياق متصل، أظهرت وثيقة هدنة أن قوات أمن كردية إقليمية سوف تحتفظ بأراض انتزعتها من القوات الموالية للحكومة السورية خلال قتال استمر ثلاثة أيام في شمال شرق البلاد على أن يطلق الجانبان سراح أسرى احتجزوا خلال الاشتباكات.

ونشب القتال بين قوات الأمن الداخلية الكردية (أسايش) وقوات الأمن الموالية للحكومة السورية يوم الأربعاء في مدينة القامشلي القريبة من الحدود التركية. ودخل اتفاق للسلام حيز التنفيذ الساعة 3.30 عصر يوم الجمعة (1230 بتوقيت جرينتش) والهدنة متماسكة يوم الأحد.

وقال مسؤول في وحدات حماية الشعب الكردية إن الاشتباكات تعتبر ثاني أكبر مواجهة بين القوات السورية والقوات الكردية في المنطقة منذ نشوب الحرب الأهلية في البلاد عام 2011. وخلال القتال انتزعت قوات أسايش السيطرة على عدد من المواقع الخاضعة لسيطرة الحكومة في القامشلي الواقعة بمحافظة الحسكة بالإضافة إلى السجن الرئيسي في المدينة.

وينص اتفاق الهدنة على بقاء الوضع العسكري كما هو مما يعني أن الأراضي التي فقدت الحكومة السيطرة عليها لن ترد. وذهب كنعان بركات وزير الداخلية في مقاطعة الجزيرة بالمنطقة الكردية في سوريا إلى القامشلي أمس لإعلان بنود الهدنة وقال إن 17 مدنيًا وسبعة من أفراد أسايش وثلاثة من أفراد وحدات حماية الشعب الكردية قتلوا في الاشتباكات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ 22 من أفراد القوات الحكومية قتلوا وأسر 80 آخرون. وأضاف أن 23 مدنيا قتلوا إثر قصف شنته القوات الحكومية على مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد.

ونص الاتفاق على إعادة النظر في تشكيلة كتائب الدفاع الوطني الموجودة في القامشلي وإطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى لدى الطرفين ودفع تعويضات للمدنيين الذين فقدوا أقاربهم أو لحقت بهم أضرار مادية نتيجة القصف الحكومي بالإضافة إلى عدم تدخل الحكومة في شؤون السكان. كما نص الاتفاق على رفع حالة الطوارئ في القامشلي. وذكر المرصد السوري أن الحياة تعود إلى طبيعتها ببطء في المدينة لكن الأسواق الرئيسية لا تزال مغلقة.

وتسيطر قوات الأمن الكردية على معظم أنحاء المدينة لكن القوات السورية لا تزال تسيطر على عدد قليل من المناطق في وسط القامشلي ومطار المدينة. ويتسم هذا التعايش بالسلمية إلى حد بعيد.

وتسيطر القوات الكردية السورية الآن على مساحات واسعة من شمال سوريا وشكلت حكومة خاصة بها هناك. وأصبحت سوريا مقسمة إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة مجموعات مختلفة لمقاتلي المعارضة وأخرى يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وأخرى تحت هيمنة جماعات كردية مقاتلة.

ويواجه الوسطاء صعوبات لحمل أطراف متحاربة في سوريا على احترام اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير شباط حتى يمكن استئناف محادثات السلام. وتعهد مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستافان دي ميستورا يوم الجمعة بمواصلة المحادثات هذا الأسبوع رغم انسحاب المعارضة الرئيسية واستعداد الجانبين لتصعيد الحرب.

وقالت قوة العمليات المشتركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن مقاتلاتها نفذت 28 ضربة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا يوم السبت. وذكرت القوة في بيان أصدرته أمس أن المقاتلات نفذت أربع غارات على مقربة من مدينتين سوريتين وأصابت ثلاث وحدات تكتيكية ودمرت موقعين قتاليين ونظام مدفعية مضادة للطائرات ومركبة محملة بمتفجرات بدائية الصنع، وفي العراق نفذت 24 غارة على مقربة من 11 مدينة أصابت منشأة لتخزين الأسلحة ومقر ومنشأة إدارية كما دمرت أنظمة خنادق ومؤن ومناطق للاجتماع ومولد وغيرها من الأهداف.

تعليق عبر الفيس بوك