وفد شبابي يزور معالم مسندم في إطار برنامج "اعرف بلدك" الذي تنظمه اللجنة الوطنية للشباب

خصب - الرؤية

انطلق وفد شبابي إلى ولاية خصب في زيارة استمرّت ثلاثة أيام، بدءا من الأحد الماضي، ضمن زيارات برنامج "اعرف بلدك" الذي تنظّمه وتنفّذه اللجنة الوطنية للشباب. وفور وصول الشباب إلى مكان إقامتهم رحّب بهم د. راشد الحجري نائب رئيس اللجنة الوطنية للشباب، داعيًا إيّاهم إلى الاستفادة من الزيارة التي تهدف إلى تعريف الشباب العماني بالمؤسسات الرسمية بالسلطنة بشكل عام، والمؤسسات الاقتصادية بشكل خاص، وتوضيح أدوار هذه المؤسسات الرسمية بالدولة وآلية عملها من خلال تسليط الضوء على هذه النماذج وبيان مدى أهميتها في دولة المؤسسات والعائد المتوقع منها. وترمي زيارة الشباب إلى خصب إشراكهم في الخطط التنموية من خلال طرحهم أفكارهم ومقترحاتهم على مسؤولي الجهات ومناقشتها معهم، وتعريفهم بأهم المناطق التي تشكّل بمقوماتها الطبيعية فرصة للتمنية السياحيّة ودعم الاقتصاد الوطني.

واجتمعت مكيّة الكمزاريّة عضو اللجنة الوطنية للشباب ود. راشد الحجري نائب رئيس اللجنة بالشباب المشاركين في الزيارة، والذين بلغ عددهم 19 شابًا وشابّة من مختلف محافظات السلطنة، في مساء اليوم الأول، في لقاء تعريفي ودّي بين اللجنة والشباب، حيث تعرّف الشباب على البرامج التي تنفّذها اللجنة وكيفية الاستفادة منها، كما تناول الشباب عددًا من المواضيع التي تمثّل اهتماماتهم وقضاياهم، في سعيٍ إلى توثيق العلاقة بين اللجنة الوطنيّة للشباب والشّباب.

وفي صباح اليوم الثاني بدأ جدول زيارات برنامج "اعرف بلدك" بخور نجد بخصب، الذي يقع خلف سلسلة من الجبال المنتشرة على سواحل الولاية، وتعرّفوا على الإمكانات الطبيعيّة والمقومات البيئيّة للخور، والذي يمكن أن يشكّل منطقة لاستقطاب السيّاح، كما ناقشوا أهم التحديات التي تواجه المنطقة من صعوبة الوصول إليها وطبيعتها الصخريّة.

وتوجّه الشباب لمشاهدة أحد "بيوت القفل" المنتشرة على سفوح جبال الولاية، والتي تتميز بفرادتها المعمارية، حيث تبنى على عمق لا يقل عن متر عن سطح الأرض، كما تمتاز بسمك جدرها ونوعية الأحجار المستخدمة في تشييدها، إذ نشأ هذا النوع من البيوت لحفظ المؤن الغذائية كالماء والتمر والحبوب، والاحتفاظ بالممتلكات والأدوات المنزلية عند ارتحال السكّان خلال فصول معيّنة من السنة عن المنطقة. وقد سمّيت بيوت القفل بهذا الاسم كون الأبواب الخشبية للبيوت تقفل بواسطة أقفال تتكون من قطعتين، وبها من السرّية حيث لم يكن لأحد أن يتمكن من فتحها إلا صاحب البيت نفسه.

وذهب الشباب في زيارة إلى حصن خصب، تعرّفوا فيه على نماذج حيّة من أنماط العيش القديم في شبه جزيرة مسندم، حيث شاهدوا طريقة جلب الماء من الآبار، ونماذج لبيوت القفل، والأواني والأدوات التي استخدمها الإنسان القديم في مسندم للطبخ، وعدد من الحجرات المبنية من الحجر السميك وعذوق النخيل. كما زاروا متحف الحصن الذي ضمّ الكثير من الآثار الحجريّة والمعدنية وأدوات الصيد البحري.

وتوجّه الشباب إلى مكتب محافظ مسندم، حيث استقبلهم سعادة السيد خليفة بن المرداس البوسعيدي محافظ محافطة مسندم، وقدّم لهم عرضًا موجزًا عن محافظة مسندم وولاياتها الأربع، وهي خصب وليما ودبا وبخا، كما استعرض مهامّ مكتب المحافظ، والتي تتضمن الإشراف على برامج التنمية بالمحافظة بمختلف أشكالها، وتقديم الدراسات والبرامج للجهات الحكومية بعد دراسة احتياجات كلّ ولاية على حدة من خدمات لرفعها إلى جهات الاختصاص، والنظر في مطالب المواطنين ودراستها وتقييمها وتقدير إمكانيّة تنفيذها بعد التأكد من جدواها وعودتها بالنفع على المواطنين، فضلاً عن رئاسة المجلس البلدي للمحافظة. وتناول سعادة السيد محافظ مسندم في عرضه المشاريع الحيوية القائمة في المحافظة، كميناء خصب الذي تم اعتماد مخططه العام من المجلس الأعلى للتخطيط، وتم إنهاء المشاريع الخاصة بالبنية والمرافق الأساسية بالميناء؛ وطريق خصب - ليما - دبا الذي تمّ اعتماد تخطيته والذي سيتضمن ولأول مرة في مشاريع الطرق في السلطنة عددًا من الأنفاق تجنبًا للقطعيات العالية في الجبال؛ ومشروع الكليّة الجامعية، وعدد من المشاريع الحيويّة الأخرى.

وتناول سعادته كذلك الحديث عن الاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية لمحافظة مسندم، والتي تنفّذها السلطنة في 25 عامًا بدءً من 2016 وحتى 2040، واضعة في الاعتبار 3 جوانب أساسية هي الجانب السياحي، والجانب التجاري، والجانب السمكي. ثم فتح باب الحوار بين سعادة محافظ مسندم وشباب برنامج "اعرف بلدك"، حيث قدّم الشباب تعليقاتهم ومقترحاتهم وأسئلتهم حول تطوير المنطقة، ليجيب سعادته عن كافة أسئلتهم ويردّ على مقترحاتهم في ضوء الخطة التنموية للمحافظة، ومدى جدوى وقابلية تنفيذ تلك المقترحات خلال الوقت الراهن.

وذهب الشباب في رحلة بحرية امتدت إلى 20 كيلومترًا من ساحل خصب، حيث تعرفوا على مقومات البيئة البحرية للمنطقة وأنواع الكائنات البحرية التي تعيش فيها، كالدلافين، وأنواع من الأسماك الملونة الصغيرة، والتي تشكل مع القرى النائية التي تنتشر بيوتها جنبًا إلى جنب مع بيوت الإنسان القديم عوامل لاستقطاب السيّاح من داخل السلطنة وخارجها.

واجتمع الشباب مجددًا مع د. راشد الحجري نائب رئيس اللجنة لمناقشة مقترحاتهم حول تطوير برنامج "اعرف بلدك" ومدى استفادتهم من البرنامج. وفي نهاية الاجتماع تم توزيع شهادات المشاركة على الشباب المشاركين في الزيارة.

 

وقالت ابتهال الفارسيّة إحدى المشاركات في رحلة "اعرف بلدك" إلى مسندم أنّ البرنامج من البرامج المميزة التي تتمازج فيها روح الألفة والمغامرة والاستكشاف والتعارف، والتي تضع المشارك في موقع الحدث وملامسة الواقع والتعرف على مناطق جديدة ومثيرة في السلطنة، تتلامس فيه روح الانتماء للهوية العمانية مع عبق التراث الأصيل، والعادات والتقاليد التي ما زال يحتفظ بها الأجداد وموجودة حتى يومنا هذا. البرنامج متنوع ويتيح للشاب العماني المشاركة وطرح وجهات نظره والتعبير عن آرائه لبناء الوطن. كما يعّرف البرنامج على حياة العماني القديم ومدى اختلاف اللغات في محافظة مسندم والعادات والتقاليد، وحتى في الممارسات اليومية التي يمارسها الناس في حياتهم.

وأرجع سالم بن محمد المعولي أحد المشاركين أهمية البرنامج إلى مشاركة الشباب العماني في الارتقاء بالوطن من خلال إيصال أفكارهم الشبابية إلى مسؤولي الجهات المعنيّة بالزيارة، والتعرف على المقومات السياحية والاقتصادية في المحافظة التي يزورونها، كما تخدم هذه الزيارات في التعرف على الخطط التنموية والرؤى المستقبلية للسلطنة.

وقال عمر بن محمود المنذري: أعجبني في البرنامج أنه يضمّ مجموعة من الشباب من مختلف المحافظات، وكانت مناقشة محافظ مسندم حول الإستراتيجيات لتنمية مسندم هي أكثر ما استفدت منه. تعرفت على المواقع التي تزخر بها مسندم والتي تعد مقومات سياحية فيها وحاجتها للاهتمام، كما تعرفت على الجهود التي تقوم بها الحكومة من أجل النهوض بالمحافظة".

وقالت أفراح بنت زايد السيابيّة إن برنامج اعرف بلدك يفتح الحدود الجغرافية لكل مواطن عماني يعيش ويخطط في حدود محافظته فقط، يعزز المواطنة وروح الانتماء لهذا الوطن الغالي، ويساهم في تبادل الخطط المستقبلية والأفكار وأيضا تبادل التجارب ونقلها ما بين المحافظات. الشباب يبحثون عن الفرص التي تمكنهم من إبداء الآراء ومن تطوير الإمكانات المتاحة لدى كل محافظة واستثمارها لصالح الوطن والمواطن وبرنامج اعرف بلدك يوفر كل هذه للشباب العماني. لا ريب أن البرنامج كذلك فرصة للسياحة والتعرف على المناطق".

ويعدّ برنامج "اعرف بلدك" إحدى البرامج التي تهدف إلى إطلاع الشباب على أدوار هذه المؤسسات وآليات عملها والعائد المتوقع منها، وإبراز الجهود الحثيثة الرامية إلى تنويع مصادر الدخل المحلي، وتعزيز وعيهم بدور المؤسسات الرسمية في تنمية الاقتصاد الوطني، مما يعود عليهم بالنفع في التخطيط للبلاد مستقبلاً. ويستمر البرنامج لمدّة 9 أشهر بمعدّل زيارة واحدة في الشّهر، ويسجّل الشباب فيه عبر رابط البرنامج بموقع اللجنة الوطنية للشباب www.nyc.om، حيث يفتح باب التسجيل بحسب الأماكن التي يودّ الشباب زيارتها في بداية كل شهر، ويتمّ قبولهم وفق أولويّة التسجيل، على أن يكون شابًا عماني الجنسية في الفئة العمرية من 15 إلى 29 عامًا.

تعليق عبر الفيس بوك