الخابورة بلا شائعات

خالد الخوالدي

كتبتُ، الأسبوع الماضي، مقالي بعنوان "التصدي للشائعات بسلاح الشفافية"، تحدَّثتُ فيه عن ضرورة أن تسود المصداقية والشفافية المؤسسات جميعها في التعاطي مع الجمهور ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن هذا يُمكن أن يحد من انتشار الشائعات ويقضي عليها في مهدها دون أن تكون لها آثار اجتماعية ونفسية واقتصادية وسياسية على الدولة والأفراد.

واليوم.. سأتحدَّث عن تجربة ثرية وواقعية أثرت الساحة في ولاية الخابورة بالثقة والاطمئنان وزادت من وعي المجتمع بضرورة التكاتف والتعاون والتصدي للشائعة مهما كانت صغيرة وغير مؤثرة في نظر البعض، حتى لا تكبر وتستفحل بالسكوت عنها وكأنها حقيقة، إلى جانب رد الأخبار الكاذبة وتوضيح الحقيقة من مصدرها الحقيقي حتى لا تكثر الأقاويل وتتهامس الشفاه.

وقد استطاع مجموعة من الشباب المخلصين والأوفياء لوطنهم وولايتهم ومجتمعهم، أن يقدموا جهودًا كبيرة ومشكورة في تقصي كل ما يدور في الولاية وكوَّنوا فيما بينهم "مجموعة أخبار الخابورة"، وفتحوا لهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة حتى تصل المعلومة بسهولة ويسر إلى أكبر عدد من أبناء الولاية، كما عملوا على إنشاء أكثر من خمسة آلاف رسالة جماعية عن طريق "الواتساب" توصل لهم كل الأخبار الخاصة بالولاية وتوضح لهم الأخبار الصحيحة من الكاذبة وترد على الشائعات من قلب الحدث بالصوت والصورة والكتابة حتى أصبحت الولاية نموذجا لابد أن يُحتذى به وأصبحت "الخابورة بلا شائعات" قولا وفعلا وليس شعارًا يُرفع أو كلامًا للاستهلاك بل حقيقة واقعية، وهذا لا يعني أنهم معصومون عن الخطأ بل الخطأ وارد لأنهم يعملون وكل من يعمل يُخطئ، هو وحده الذي يجلس على فراشه لا يخطئ لأنه لا يعمل.

وتأسَّستْ "مجموعة أخبار الخابورة" حسب المسؤول عنها بعد أن كان حاضرا أثناء وقوع حادث مروري في الولاية، وبعد دقائق وهو لا يزال في موقع الحادث تصله رسائل عن حالات الوفاة والإصابات للحادث وكلها أخبار كاذبة وشائعات انتشرت بسرعة لتصل إليه وهو لا يزال في موقع الحادث؛ مما جعله يفكر في توضيح الحقيقة ونفي كل الشائعات التي تداولت عن الحادث وتوضيح الحقيقة ليعمل بعدها في هذا الأمر بمعاونة ومساعدة عدد من الشباب في الولاية ونجحوا إلى حد كبير في رد الشائعات التي تنتشر في الولاية بين فترة وأخرى.

وأصبحتْ "مجموعة أخبار الخابورة" ذات ثقة ومصداقية عند الكثير من أبناء الولاية، ولا يكاد ينتشر أي خبر في الولاية حتى تتجه الأنظار إلى هذه المجموعة لمعرفة الخبر الحقيقي من مصدره، وهو ما يعطي الاطمئنان للمجتمع، كما أنَّ المجموعة استطاعت -وخلال فترة وجيزة- عقد لقاءات مع أعضاء المجلس البلدي والمؤثرين في المجتمع للمطالبة بتوفير عدد من الخدمات لأبناء الولاية، وتوضيح القصور الذي ربما تقع فيه المؤسسات الحكومية والخاصة، ومحاولة معالجته بالطرق المناسبة، ونجحوا -ولله الحمد- إلى درجة كبيرة في هذا العمل التطوعي الخالص للولاية وأبنائها.

وقد أكَّدتُ أثناء حضوري لمؤتمر عمان للعلاقات العامة الثاني الذي عُقد الأسبوع الماضي حول "الإشاعة والإعلام"، أنَّ ولاية الخابورة في الفترة الحالية بدون شائعات وطالبت أن يتبنى هذه الفكرة والتجربة بقية الشباب المتحمس والمتفاني لخدمة مجتمعه في باقي ولايات السلطنة؛ بحيث يتفق خمسة من الشباب على العمل والبحث والتحري وتكوين مصادر قوية في مختلف المؤسسات بالولاية، ويعملوا على دحر أي شائعة والرد عليها من مصدرها في الوقت المناسب وبالسرعة الممكنة؛ لأنَّ الشائعة سريعة الانتشار، وبهذا نكون قد حصنَّا جميع ولايات السلطنة من خطر الشائعة وآثارها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية... ودمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك