بن علوي يدعو إلى ترسيخ ثقافة الشراكة لتمكين العرب من امتلاك التكنولوجيا

 

انطلاق أعمال مؤتمر هارفارد للعالم العربي في مسقط بمشاركة 400 من المفكرين وصناع القرار وقادة الرأي

مسقط - الرؤية - العمانية

بدأت بمنتجع شانغريلا بر الجصة أعمال النسخة الحادية عشرة من مؤتمر هارفارد السنوي للعالم العربي الذي ينظمه المركز التجاري العماني الأمريكي بالتعاون مع جمعيّة خريجي هارفارد العرب تحت شعار "الابتكار.. نحو إلهام عربي جديد".

ويناقش المؤتمر هذا العام سبل الاستفادة من الفرص التعليميّة والتقنية والاقتصادية الوفيرة التي تزخر بها المنطقة بمشاركة 400 من المفكرين وصناع القرار وقادة الرأي من الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط وأوروبا.

وقال معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية إنّ السلطنة تربطها علاقة إيجابيّة مع جامعة هارفارد وهي تنظر لها كإحدى الجامعات التي تخدم السلام، مشيرًا معاليه إلى كرسي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- في العلاقات الدولية بجامعة هارفارد الأمريكية، والذي أنشئ في عام 2003م بهدف إبراز نهج القيادة الحكيمة لجلالته في إشاعة الاستقرار والأمن والسلام الإقليمي والدولي. وأوضح معاليه في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أنّ العرب خدموا الحضارة الإنسانيّة في فترة من الزمن ونشروا الإسلام وثقافته عبر الحقب التاريخية المختلفة. منوّها إلى ضرورة ترسيخ ودعم ثقافة الشراكة لتمكين العرب من امتلاك التكنولوجيا، وإلهام المجتمعات العربية للتحوّل من مجتمعات مستهلكة للتقنية إلى مجتمعات منتجة لها.

وأكّد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية على أهمية نشر كل النتائج والتوصيات التي ستتمخض عن المؤتمر في كافة وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي لتصل للناس جميعا.

ومن جانبه أشاد سعادة مارك سيفرز سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد لدى السلطنة بالخطوات ذات الفوائد الكبيرة على المدى البعيد والتي تتخذها حكومة السلطنة بقيادة جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- من أجل التعامل مع الظروف الاقتصادية التي تشهدها دول المنطقة في ظل الانخفاض الحاد لأسعار النفط. مؤكدا معاليه أنّ الاقتصاد العماني يتطور بشكل كبير وملحوظ بفضل الجهود المبذولة من أجل تنويع مصادر الدخل.

وأشار سعادته في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح المؤتمر إلى اتفاقية التجارة الحرة بين السلطنة والولايات المتحدة واتفاقية التعاون في مجال نقل العلوم والتكنولوجيا بين البلدين الصديقين موضحًا معاليه أنّ هذه الاتفاقيات سوف تسهم في تعزيزالعلاقات الثنائية بين الجانبين في المجالات الاقتصادية والتكنولوجيا.

وألقى أحمد الجيلي رئيس جمعيّة خريجي هارفارد العرب كلمة في بداية المؤتمر أكّد فيها أنّ تنظيم هذا الحدث السنوي يأتي في نطاق سعي الجمعيّة لتقريب الطلبة العرب من هارفارد والعكس ونقل المعرفة والتكنولوجيا للعالم العربي من أجل الوصول لعالم عربي متقدم ومتطور في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وقال الجيلي إنّ مثل هذه المؤتمرات لا تهدف إلى تقديم خطابات رنانة بقدر ما تصبو إلى الألهام والأمل للشباب العربي نحو التفكير الخلاق وأن يكون التعليم والمعرفة سلاحهم الأول والأخير.

وبدأت بعدها أولى الحلقات النقاشية في المؤتمر حول السياسة الخارجية، وإيجاد أرضية مشتركة للصراعات الإقليمية حيث كان المتحدثون في الجلسة كل من معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية وحيدر أبوبكر العطاس رئيس الوزراء اليمني الأسبق وهادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق.

ناقشت الجلسة الثانية سبل بناء اقتصاد إبداعي في العالم العربي، في حين ناقشت الجلسة الثالثة والرابعة الابتكار في المدارس في الوطن العربي والابتكار في الفنون والثقافة. وتناقش باقي الجلسات مواضيع الابتكار الفكري والابتكار في ريادة الأعمال.

ويجمع المؤتمر عددًا من خريجي جامعة هارفارد والأساتذة والمفكرين ورواد الأعمال، وصانعي السياسات الذين يتشاركون في الاهتمام والالتزام نحو التجديد والتطوير في العالم العربي.

وسيتخلل المؤتمر مسابقة بعنوان "المبادرة الريادية" تهدف إلى تحفيز الإبداع والمبدعين في الوطن العربي. ومن المتوقع أن تعلن إحدى المؤسسات العمانيّة عن إنشاء صندوق منح مالية لدعم تكاليف الدراسة في هارفارد للطلاب من السلطنة.

وتستضيف السلطنة هذا الحدث للمرة الأولى حيث تمّ تنظيم النسخ الماضية من المؤتمر في كل من أبوظبي وعمان والقاهرة ودمشق والدوحة ودبي والرباط وتونس.

تعليق عبر الفيس بوك