14 عملا تثري أيام الشارقة المسرحيّة في دورتها الـ26.. والقاسمي يؤكد دور "أبو الفنون" في الارتقاء بالمجتمعات

فعاليات متعددة وعروض متنوّعة وتكريم لأبرز رموز الفن

الشارقة - مدرين المكتومية

انطلقت هذا الأسبوع فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية في قصر الثقافة بالشارقة بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة.

وأكّد صاحب السمو الشيخ حاكم الشارقة أنّ الرقي بالمجتمعات والنفس يأتي من خلال الأدب والثقافة اللذين يغذيان العقل والمجتمعات ويواجهان الظواهر السلبية. ورحّب حاكم الشارقة في بداية كلمة له بالحضور قائلًا: "إنّها أيام تجمع الأحبّة من الوطن العربي في هذا المكان، وتأتي تقديرًا بالمكانة الخاصة التي يُحظى بها الفنانون والمثقفون". وأشار سموه إلى أنّ المسرح يرتكز على ثلاث ركائز، هي النص والمخرج والممثل، مشيرا إلى أنّ هناك محاولة لإيجاد نصوص مميّزة وقيّمة من خلال الجوائز التي تطلقها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، لكي تساهم هذه النصوص في علاج النفوس والرقي بالمجتمعات وتنوير المجتمع". وتابع أنّ صاحب السمو حاكم الشارقة كلف دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، بالسعي لإيجاد النصوص المتميزة والصالحة للمجتمعات لإنتاجها وإظهارها للمجتمع من خلال مسارح دول الخليج والوطن العربي لخدمة المجتمعات والرقي بها. وأشار سمو الشيخ حاكم الشارقة إلى مسألة انتشار الملل في بعض المسرحيّات، مبينًا أنّ هذا الملل قد يشتت المتلقي ويحول دون إيصال الرسالة الرئيسية إليه، موضحا أنه خلال كتابته لمؤلفاته المسرحية سعى إلى تفادي الملل حتى عند إسدال الستار خلال المسرحية. وناشد سموه جميع الكتاب والمخرجين بإبعاد أي ملل قد يحجب عن المتلقي الفكرة أو الرسالة. وأشاد حاكم الشارقة بالشخصيات المكرمة في المهرجان لهذا العام، وهما الفنان الإماراتي عمر غباش، والفنان القطري غانم السليطي، اللذان بذلا جهودًا كبيرة للرقي بالمسرح ولتقديم ما يخدم هذا المجتمع والحراك المسرحي بشكل عام.

افتتاح الفعاليات

وكانت فعاليات حفل الافتتاح قد انطلقت بكلمة لدائرة الثقافة والإعلام، ألقاها عبد الله محمد العويس رئيس الدائرة؛ رحب فيها بجميع المشاركين والفنانين والحضور. وأكّد العويس ترحيب الشارقة عبر نهارات ربيعها النضر ولياليها المتلألئة بضيوفها الكرام، معبّرة عن فرحتها باستقبالهم بحفاوتها الحانية النابعة عن محبة لأبناء العروبة والدم الواحد، تجمعهم على الدوام من خلال فضاءاتها الرحبة، التي تتسع بما تعدّه لمبدعيها ومثقفيها وفنّانيها من مناسبات الفعل الثقافي المتعدّد، هدفها الأساسي هو استنهاض الهمة العربية المبدعة لتأخذ مكانتها التي تليق بها. وأضاف العويس: "ها هي الروح المسرحيّة المبدعة تجتمع في كنف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تقديرا لرعايته السامية للحركة المسرحية العربية، تلك الرعاية التي تجسّدت عبر فعل مسرحي شامل يتنقل بين أقطار الوطن العربي متكاملًا مع الحركة المسرحيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كان مشعلها الأول، مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي يضمنا حاليا في دورته السادسة والعشرين والذي انطلقت أولى دوراته في العام 1984.

وسلط رئيس دائرة الثقافة والإعلام الضوء على شمولية وتنوع فعاليات المهرجان، الذي أرسى قواعد فنية ثقافية قيمة، قائلًا: "لقد ولّدت أيام الشارقة المسرحية مناشط مسرحية متعدّدة، منها ما اتخذ من عروض الأيام مرتكزًا لتفعيل مسارح الدولة كعروض الموسم المسرحي الذي يُنَظم بالتعاون مع جمعية المسرحيين، بما يعيد عروض الأيام المميزة، ومنها ما اتخذ أُفُقًا جديدًا لاستحداث أنشطة مسرحية جديدة؛ كمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، ومهرجان خورفكان المسرحي، ومهرجان المسرح الصحراوي، ومهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي.

وبيّن العويس في كلمته أن المهرجان تبنى- وبمتابعة كريمة من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة - تكريم المسرحيين العرب من خلال جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، التي تكمل عقدها الأول في هذه الدورة، كما يكرم المهرجان العرض المسرحي العربي الحائز على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، من خلال افتتاحه لعروض أيام الشارقة المسرحية.

واشار إلى أنّه بذلك تتضح شمولية مهرجان "أيام الشارقة المسرحية" بأبعادها المحلية والعربية بل والعالمية؛ حيث شهدت المسارح الدولية- والأوروبية على وجه الخصوص- عروضًا مسرحية كان أولها خلال أيام الشارقة المسرحية، كمسرحية "النمرود" ومسرحية "الحجر الأسود".

إلى ذلك، تم عرض فيلم وثائقي يحكي مسيرة وإنجازات الشخصيات المكرمة المحتفى بها في الدورة الحالية للمهرجان وجهود هذه الشخصيات في المسرح والثقافة بشكل عام.

الأعمال المسرحية

وتشهد الدورة الحالية من المهرجان مشاركة 14 عملًا مسرحيًا مشوقًا يترقبها الكثير من المشاركين والمهتمين، وهي "مرثية الوتر الخامس" من تأليف مفلح العدوان وإخراج فراس المصري لجمعية دبا الفجيرة للثقافة والتراث والمسرح، ومسرحية "ليلة" من تأليف وإخراج علي جمال لفرقة مسرح خورفكان، ومسرحية "وعاشوا عيشة سعيدة" من تأليف علي الزيدي وإخراج كاظم نصار لجمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، ومسرحية "حافة الاقتراب" من تأليف وإخراج محمود أبو العباس لمسرح أم القيوين، ومسرحية "صوت السهارى" من تأليف عبد الله صالح وإخراج حسن يوسف لمسرح دبي الشعبي، ومسرحية "أيام اللولو" من تأليف وإخراج ناجي الحاي لمسرح دبي الأهلي، ومسرحية "شيطان البحر" من تأليف مرعي الحليان وإخراج أحمد الأنصاري لمسرح الشارقة الحديث، ومسرحية "بازار" من تأليف وإخراج محمد صالح لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، ومسرحية "كن صديقي" من تأليف أحمد ماجد وإخراج مرتضى جمعة لمسرح عيال زايد، ومسرحية "سجل كلثوم اليومي" تأليف محمود أبو العباس وإخراج حسن رجب لمسرح الفجيرة، ومسرحية "تحولات حالات الأحياء والأشياء" من تأليف قاسم محمد وإخراج محمد العامري لمسرح الشارقة الوطني.

ووقعَ الاختيارُ على عرْضينِ من عروضِ مهرجانِ الشارقةِ للمسرحياتِ القصيرة هما مسرحية "شكسبير منتقمًا" من إعداد وإخراج مهند كريم، ومسرحية "قضيّة ظل الحمار" من تأليف فريدرش دورينمات، وإخراج أنس عبد الله. كما يحتفي المهرجان بمسرحية "صدى الصمت" الحائزة لجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضلِ عرضٍ مسرحيٍ عربيٍ في الدورةِ الأخيرةِ من مهرجان المسرح العربي الذي نظمتهُ الهيئةُ العربية للمسرحِ في دولةِ الكويت يناير الماضي.

فيما يتضمّن البرنامج المصاحب للفعاليات، إضافة إلى العروض، نحو 20 فعالية إلى جانب العروض والندوات التطبيقية والتكريمات السنوية، ومن بين هذه الفعاليات ثمة نشاطان يعقدان في إطار تظاهرة (2016 عام القراءة) التي تحتفي عبرها دولة الإمارات بالكلمة المقروءة. ويأتي النشاط الأول تحت عنوان "مسرح القراءة: نصوص وأصوات"، وهو عبارة عن حلقة قراءة تمزج البعد الأدبي في النص المسرحي بجماليات الصوت والإيقاع والأداء، ويشارك فيها الممثل الإماراتي إبراهيم سالم، والممثل السوري رائد الدالاتي، إضافة للممثلة المغربية سلمى مختاري.

تعليق عبر الفيس بوك