اكتشافات أثرية في موقع شرق جبل المضمار بولاية أدم ترجع إلى أكثر من 2600 عام

مُجمَّع من أربعة مبانٍ معزولة في الصحراء شيدت على حافة الجبل

< المحروقي : المقتنيات الأثرية التي تم العثور عليها تعتبر استثنائية

مسقط - العُمانيَّة

أعلنتْ وزارة التراث والثقافة عن اكتشافات أثرية في موقع أثري شرق جبل المضمار بولاية أدم، وهو عبارة عن مجمع من أربعة مبانٍ معزولة في الصحراء شيدت على حافة جبل المضمار، ويطل على الصحراء على طريق وادي حلفين. وقد بدأ التنقيب في هذا المجمع عام 2015م في أكبر مباني المجمع وتصل أبعاده إلى (8x15) متر وبمساحة إجمالية تصل إلى 120 متراً.

وقال سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل الوزارة لشؤون التراث -في تصريح خاص لوكالة الأنباء العمانيةـ أمس، إنَّ برنامج الوزارة للمسوحات والتنقيبات الأثرية في محافظات السلطنة مستمر في تقديم المزيد من الأدلة والشواهد التي تؤكد على انتشار تجمعات بشرية متطورة في نظام اجتماعي مترابط متماسك تدعمه أساليب انتاجية متقدمة تماثل الحضارات الأخرى المعروفة تقليديا.

جاء ذلك في تعقيب سعادته على المؤتمر الصحفي الذي نظَّمته الخارجية الفرنسية في باريس، وأعلن فيه اكتشاف أسلحة نحاسية عبارة خمسة أقواس وجعبتي سهام مصاحبة لخناجر وفؤوس وجميعها سليمة على الرغم من مضي أكثر من 2600 عام عليها، وهي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على أقواس وجعب نحاسية؛ حيث جرت العادة على العثور على السهام منفردة أو على شكل كومة ملتصقة مع بعضها وبدون جعب أو أقواس للمجتمعات القديمة التي عاشت في عمان.

وأضاف سعادة وكيل التراث بأنَّ المقتنيات الأثرية التي تم العثور عليها استثنائية كتلك التي تم العثور عليها في مواقع أخرى؛ حيث تتضمن كنانتين تحتويان على مجموعة أسهم متوسطة الحجم، والتي يُعتقد أنها كانت تستخدم في مناسبات طقوسية واجتماعية وللزينة تم ترميمها مؤخرا، وهي من المقتنيات التي ستعرض في المتحف الوطني من بين المقتنيات النادرة.

وأوْضَح سعادته أنَّ هذه المكتشفات تماثل المكتشفات في مواقع أخرى في المضيبي وسناو وسمد الشأن وإزكي وبسيا وسلوت ودبا، وهو ما يشير إلى أن شبه جزيرة عُمان منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد كانت مأهولة بسكان وبحضارات، ولم تكن مجتمعات بدائية كما كان يعتقد بدلالة المقتنيات التي تشير إلى أنشطة متجانسة تقوم على التواصل مع الحضارات المجاورة عبر البحار والطرق التجارية، وهو ما يُتطلب دراسته من خلال البناء المعرفي الذي يجري تأسيسه بما تقدمه نتائج المسوحات والتنقيبات الأثرية التي تقوم بها الوزارة مع 24 بعثة أثرية من مختلف دول العالم.

وأشار سعادته إلى وجود بعثتين فرنسيتين تعملان في موقعي قلهات الاثري وسلوت بعقود عمل طويلة الاجل لتنفيذ أعمال التوثيق والترميم والتنقيبات لتعزيز ملفي الترشيح للتسجيل في قائمة التراث العالمي، إلى جانب بعثة أخرى تقوم بأعمال المسوحات على امتداد السواحل العمانية، وهو ما يضع وزارة التراث والثقافة في مقدمة المؤسسات الرائدة على مستوى المنطقة في مجال المسوحات والبحوث الأثرية وإدارة الموارد الثقافية، وبأن الوزارة من خلال سلسلة الإصدارات العلمية الصادرة مؤخرا، والتي ستأتي تباعا، تقدم نتائج كمية للإنجازات التي تحققت على مدى العقود الماضية، إلى جانب إبراز خطط الوزارة الراهنة والمستقبلية باعتبارها الجهة المرجعية الأساسية في إدارة التراث الوطني.

وأكَّد سعادته أنَّ أعمال المسوحات في ولاية أدم ستستمر مع التركيز على تأسيس المعرفة العلمية مع بقية المواقع المرتبطة بها في محافظات الداخلية والشرقية والظاهرة لفهم الأسس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كانت تجمع المستوطنات خلال الحقب التاريخية الغنية بتحولات مهمة، وسوف تكشف التنقيبات الأثرية المستقبلية في المبنى والمباني المجاورة المزيد من المعلومات عن طبيعة هذا الموقع واستخداماته ونمط الحياه لدى السكان في هذا الموقع.

تعليق عبر الفيس بوك