مختصون: "التعلم البنائي" إصدار مميز يسبر أغوار النظرية البنائية وآلية تطبيقها في الحقل التربوي

أكدوا أنّ الكتاب يسلط الضوء على عملية الابتكار في اكتساب المهارات الحديثة

المؤلف: الكتاب يركز على توجيه المعلم نحو توظيف التعلم البنائي داخل الفصل

المعمري: الإصدار حصيلة 5 سنوات من البحث العميق ويتجاوز فكرة الماجستير

الندابية: الكتاب ثروة فكرية يترجم إحدى استراتيجيات التعلم الحديثة

المخيني: حاجة ماسة لإكساب طلابنا مهارات التعلم البنائي

المزروعي: الكتاب" تجسيد للرؤية الحديثة للتعلم في القرن الحادي والعشرين

مسقط - الرؤية

أكّد مختصون وخبراء تربية أنّ كتاب "التعلم البنائي.. النظرية التطبيق" للمؤلف حميد بن مسلم السعيدي، وخلال 7 فصول، يسبر أغوار النظرية البنائية بهدف التعرف على مبادئها ومضامينها، وتقديمها للقارئ بصورة مبسطة يستطيع الاستفادة من أفكارها في التطبيقات المتعلقة بالعمل التربوي، وتضمن مشاركة نخبة من المعلمين العُمانيين في تصميم نماذج بنائية وتوظيفيها في القاعة الصفية العُمانية.

ولاقى صدور الطبعة الأولى للكتاب من دار الوراق للنشر والتوزيع، أصداء لدى فئة كبيرة من المختصين في المجال التربوي، وأكدوا أنّ التعلم في العصر الحديث يجب أن ينطلق من خلال الرؤية الحديثة للتعلم، والتي تركز على بناء المتعلم للمعرفة بذاته، من خلال منظومة النظرية البنائية. وأوضح المختصون أنّ عصر اليوم قائم على الابتكار والتنافسية العالميّة حول بناء الاقتصاد المرتكز على الابتكارات العلميّة، مشيرين إلى أنّ هذا الأمر لن يتم إلا من خلال العمل على تبني منهجية تعليميّة تركز على التعلم العميق الذي يجسّد كل منطلقات مهارات التفكير العليا.

وأصدرت دار الوراق للنشر الطبعة الأول لكتاب "التعلم البنائي.. النظرية والتطبيق" للكاتب حميد بن مسلم السعيدي، ويركّز الكتاب على النظريّة البنائية وهي من النظريات التربويّة الحديثة التي ظهرت في الربع الأخير من القرن العشرين، إلا أنّ جذورها الفكرية تعود لكبار الفلاسفة أمثال أفلاطون وأرسطو، والتربويين المؤثرين ومنهم جان بياجيه وجون ديوي وأوزوبل وليف فيجوتسكي الذين نادوا بتوظيف العقل والتفكير في الظواهر والمواقف التي تواجه الفرد، وهي اليوم نظرية على شفاه جميع العاملين في الحقل التربوي.

وفي ظل تركيز العالم بدرجة كبيرة على أهميّة الابتكار والإبداع اللذان يسهمان في تحقيق الثورة الإنتاجية في مختلف المجالات، جاء الكتاب ليجيب عن العديد من التساؤلات التي تتبادر إلى ذهن كثير من المختصين والمعلمين عن النظرية البنائية وتطبيقاتها في عملية التعلم.

التنظير التربوي

وقال حميد السعيدي مؤلف الكتاب إنّ المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع العمل على تطوير التعليم في ضوء أحدث ما توصل إليه التنظير التربوي في هذا المضمار، مشيرًا إلى أنّ مرحلة "حشو" عقول الطلبة بالمعلومات وكأنّه وعاء فارغ باتت مرحلة تقليدية لا جدوى منها، إذ أنّها تركز على التعلم السطحي، في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى بناء قدرات عقلية قادرة على الابتكار والإبداع. وأضاف أن الوصول إلى ذلك يتطلب إكساب الطلبة لهذه المهارات من خلال ممارستها في الموقف التعليمي، ولتحقيق ذلك فإنّهم بحاجة إلى ذلك المعلم الذي يستطيع أن يمنحهم الطريق الذي يؤهلهم لامتلاك مهارات التفكير العقلية العليا، والخبرات التي تساعدهم على الابتكار والإبداع، وتغرس فيهم الروح الوطنية، ومهارات القرن الحادي والعشرين مما يتيح لهم المجال للبحث والتفكير فيما يجري حولهم بعقول مفكرة غير تقليدية ولا تستند إلى منهجية الحفظ. وأوضح أنّ الأمر يتطلب العمل لتوظيف التعلم البنائي في المدارس، مشيرًا إلى أنّ الكتاب يركز على توجيه المعلم نحو كيفية توظيف إجراءات التعلم البنائي في الموقف الصفي، فقد تم تأليفه بحيث يصبح منهجية تدريبية للمعلم، تساعده على تطوير ذاته من خلال توظيف مضامين ومبادئ التعلم البنائي بكل عناصره بالموقف التعليمي.

بحث عميق

وقال الدكتور سيف بن ناصر المعمري، أستاذ مشارك بكليّة التربية بجامعة السلطان قابوس والخبير الإقليمي بالمواطنة إنّ هذا الكتاب القيم "التعلم البنائي.. النظرية والتطبيق" يجمع فيه المؤلف حميد السعيدي خبرة خمس سنوات من البحث العميق في هذه النظرية. وأضاف: "كنت قريبا من هذا البحث الدؤوب وشهدت مراحل ولادته في عام 2011 في جامعة السلطان قابوس حين كنت أقدم للمؤلف وزملائه مقررًا بعنوان (نظريات المناهج)، ويبدو أنّ هذه النظرية أثارت فضول المؤلف واستولت على لبه، فكانت طريقا أراد المؤلف أن يمضي فيه ليس من أجل إنجاز رسالة ماجستير فقط، ولا من أجل نشر مجموعة من الدراسات العلمية؛ ولكن من أجل وضع هذا الكتاب القيم الذي أرى أنّه إضافة نوعية للمكتبة التربوية العربية، ومرجعا مهما للباحثين والمعلمين والتربويين بشكل عام من أجل الخروج بعملية التعلم من جلباب التقليد والتلقين، إلى جلباب الاكتشاف والتحقيق، فلا يمكن أن يتحقق التعلم بدون اكتشاف وحوار في الفصول الدراسية". وأوضح أنّ الكتاب تميز بالجمع بين الأسس النظرية والتطبيقات العملية، التي وضعها المؤلف لوضع الأفكار جنبا إلى جنب مع تطبيقاتها؛ كما تميز الكتاب بمنهجية تقديم فصوله التي وضع لها المؤلف أهداف ومقدمات وخلاصات وأنشطة تقويمية مما يسهل على القراء الإفادة منه، أتمنى للمؤلف التوفيق وأتمنى أن يكون الكتاب متاحا لجميع الطلبة والباحثين والمعلمين نظرا لحداثة المراجع التي يستند إليها.

إستراتيجيات التعلم

من جانبها قالت الدكتورة بدرية الندابية، الخبيرة التربوية بالمركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، إنّ الكتاب يمثل ثروة فكرية حديثة في مجال التعلم القرن الحادي والعشرين، خاصة ونحن اليوم نسعى إلى تطوير التعليم بالسلطنة من خلال تبني استراتيجيات التعلم الحديثة التي تركز على اكتساب الطلبة لمهارات التفكير العليا ومهارات القرن الحادي والعشرين، فلقد أصبحت المعرفة في عصر العولمة والانفجار المعرفي والتقني من السهل الحصول عليها، في ظل ما يشهده العالم من تقدم تقني أسهم في تطور الجانب المعرفة بصورة كبيرة. وأضافت: "طلابنا اليوم بحاجة للمهارات التي تمكنهم من البحث عن المعرفة وقراءتها، وليس الحصول عليها من خلال التلقين والحفظ، إلى جانب أهمية اكتسابهم لمهارات التفكير العليا والذي يقودهم للابتكار والإبداع، وهذا بحاجة إلى توظيف المعلم لمبادئ التعلم البنائي، وجاء كتاب التعلم البنائي النظرية والتطبيق ليضفي رؤية حديثة على التعلم، ويقدم منهجية تساعد المعلم على توظيف كل هذه المهارات، خاصة أنّ المؤلف استفاد من الخبراء الدوليين الملتحقين بالمركز من تجاربهم في تطبيقات التعلم الحديثة، فأتمنى أن يكون الكتاب متاحا لجميع الباحثين التربويين والمدربين والمعلمين والطلبة نظرا لتضمنه الفكر الحديث في التعلم".

أمّا الدكتور جلال بن يوسف المخيني المدرب بالمركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين فقال إنّ الكتاب يمثل النظرة الحديثة للتعلم القائم على المتعلم، وهو يتطرق إلى أحدث استراتيجيات للتعلم في القرن الحادي والعشرين، والنظرية البنائية من النظريات الحديثة التي جاءت لتركز على ربط التعلم بمصادر متنوعة من المعرفة، وتكسب المتعلم مهارات البحث عن المعرفة مما يساعد على ترسيخها في ذهنه، إلى جانب أنها تركز على الضغوطات المعرفية للمتعلم والتي تجعله في مستوى عالي من التفكير للبحث عن حلول للمواقف المحيرة التي تواجهها من خلال تطبيقات النظرية. وأضاف: "نحن اليوم بحاجة إلى إكساب طلابنا هذه المهارة من خلال توظيفها بالموقف التعليمي بطريقة صحيحة، إلى جانب أن البنائية ترتبط بالتعلم التجريبي النشط الذي يعتبر الطريق الأنسب لتحقيق الأهداف التعليمية، ومثل هذه المنتجات الفكرية تسهم في أثراء المعرفة، خاصة أنّ الكتاب تضمن العديد من الخطوات الإجرائية التي تساعد المعلم على توظيف التعلم البنائي، والكتاب يمثل إثراء للمكتبة العُمانية".

مفاهيم وأصول

من جهتها، قالت زينب بنت محمد الغريبية الكاتبة والباحثة في مجالات التربية والطفل والمرأة، والمدير العام لدار الورَاق للنشر، إن كتاب النظرية البنائية لمؤلفه حميد السعيدي، يمثل إضافة نوعية في مجال الكتب التربوية التخصصية، إذ يسلط الضوء على نظرية مهمة تساعد النظام التربوي كأحد المدخلات لبناء النظام التربوي وتطويره. وأوضحت أنّ ما يميّز الكتاب أنّه استعرض النظرية بمفاهيمها وأصولها وكيفية تطورها، والأسس النظرية التي تقوم عليها، وأوضح أهميتها وعناصرها، حتى تكون واضحة جلية للقارئ العادي والمتخصص على السواء، ثم انتقل لتحليل المنظومة التي تتكون منها النظرية البنائية من مبادئ والمفاهيم الأساسية في التعلم المعرفي المرتبط بها، مستعرضا خصائها لينتهي بدور كل من المعلم والمتعلم في العملية التعليمية وفق هذه النظرية. وتابعت أنّ المؤلف قدّم تطبيقات كنماذج للتعلم البنائي لتوضيح كيفية البناء على أساس هذه النظرية، مستعرضا البيئة المطلوبة حتى يتحقق التعلم البنائي بشكل صحيح وما يجب أن يتوافر لها لتنمو وتزهر وتأتي أكلها، مشيرة إلى أنّ الكتاب لم يغفل التقويم المطلوب لتقييم التعليم البنائي بما يتناسب مع ماهية هذه النظرية وخصائصها، وكيفية التخطيط الجيد من أجل التعلم وفق هذه النظرية. وأكّدت أنّه بدون معرفة الأبعاد النظرية والتخطيط الجيد لتطبيقها، فلن يتم التطبيق بشكل سليم، وهذا ما راعاه حميد السعيدي في طرحه لموضوع النظرية في هذا الكتاب، خاتما الكتاب بالتجربة العمانية في مجال التدريب على التعلم الحديث بأشكاله المباشر والإلكتروني، مبينا أهمية كل منهما ودوره في تطوير العلمية التعليميّة.

وأشارت الغريبية إلى أنّه بهذا الطرح يكون السعيدي قد ألم بالجانب النظري والتطبيقي في عرضه للنظرية البنائية ليقدم صورة واضحة متكاملة، تساعد التربويين والمتخصصين على تنفيذ النظرية والبناء عليها بأسلوب واضح وسلس ومنظم.

وقال راشد بن مسلم السعيدي، أخصائي قواعد البيانات إن العالم ينبض بالمعرفة التي أصبحت جزءا من شبكة الانترنت والتي من السهل التوغل فيها والحصول على أحدث المعارف منها وبصورة أكثر تشويقاً. وأضاف أنّ طلابنا بحاجة لاكتساب مهارة البحث عن المعرفة من مصادرها وعدم الاعتماد على الكتاب المدرسي فقط كمصدر الوحيد، مشيرا إلى أنّ التعلم البنائي يسهم في إكسابهم هذه المهارات، خاصة أنّه يركز على بناء المتعلم للمعرفة بذاته بتوجيه وإرشاد من المعلم. واعتبر أنّ الوصول إلى هذه الغاية يتطلب التغيير في منهجية التعلم وفقا للنظرية البنائية، لذلك جاء الكتاب ليضع تصورا واضحا للمعلم في كيفية إكساب الطلبة للعديد من مهارات القرن الحادي والعشرين، لذا فالكتاب يمثل إثراء معرفياً وتطبيقيا في مجال التعلم.

بناء المعارف

وأكد المدرب خالد بن محمد القاسمي بالمركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين أنّ المتعلم في القرن الواحد والعشرين يشكل لبنه أساسية وركيزة هامة للمهتمين بالشأن التعليمي من خلال تسليط الضوء على الجوانب التعليمية التي تناسب هذه المرحلة. وأضاف أنّ الكاتب سلط الضوء في هذا الكتاب على نظريه التعلم البنائي؛ والتي تتمحور حول جعل الطالب يتفاعل بصورة كبيرة مع المعرفة السابقة ويجتهد لبناء المعرفة الجديدة والتي يكتسبها من خلال عمليات التعلم في المواقف الصفي ونتيجة لتفاعلهم مع المواقف المحيرة بصورة تعاونية. وتابع أن ذلك يسهم في تعرف الطلاب على معلومات جديدة ومهارات التفكير العليا، نتيجة البحث الذاتي عن المعرفة؛ حيث يجعل المتعلم محور العملية التعليمية بتفعيل دوره، فالمتعلم يكتشف ويبحث وينفذ الأنشطة، ويجعلهم يفكرون بطريقة علمية؛ وهذا يساعد على تنمية التفكير العلمي لديهم. وبيّن أنّ هذه النظرية تتيح للمتعلمين الفرصة في التفكير في أكبر عدد ممكن من الحلول للمشكلة الواحدة؛ مما يشجع على استخدام التفكير الإبداعي والابتكاري.

وأشار إلى إنّ نظرية التعلم البنائي تتمركز على العمل في إطار التعلم التعاوني؛ وهذا يساعد على تنمية روح التعاون لدى المتعلمين، موضحا أنّ مؤلف الكتاب سعى إلى برمجة فكر النظرية البنائية في تطبيقات تربوية تسهّل على المعلم توظيفها في الموقف الصفي، إلى جانب تركيزه على كيفية توظيف جميع عناصر العملية التعليمية بناء على النظرية البنائية؛ كالتقويم من أجل التعلم، والتخطيط من أجل التعلم، والتغذية الراجعة، والمعايير التربوية، وهو يمثل منهج أكاديمي تدريبي يساعد على تطوير التعلم وفقًا لأحدث ما وصل إليها العالم في المجال التربوي.

وقال المدرب محمد بن عبدالله المزروعي من المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين إنّ هذا الكتاب مرجع حديث ومنبع سهل وبسيط لأي معلم، ويمثل الرؤية الحديثة للتعلم التي تضع اللبنات الأولى لبناء منظومة تعليمية حديثة تتوافق مع ما يشهده العالم من اهتمام بالابتكار والإبداع. وأضاف: "نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتغيير منهجية التعليم، فلم تعُد تلك النظرة التقليدية التي نرغب لها في بناء الفكر الحديث لطلابنا، فنحن بحاجة إلى إعطاء الطالب الفرصة الحقيقية للتعلم بالاعتماد على ذاته، مما يمنحه الخبرة من خلال الممارسة في الموقف الصفي". وأوضح أنّ كتاب التعلم البنائي يمثل منهجا تدريبيا يعكس فكر البنائية؛ حيث يتضمن معظم الأفكار العملية التي تمنح المعلم الفرصة لتطبيق الأساليب التدريسية الحديثة التي تعتمد على النظرية البنائية. وبيّن أنّ مؤلف اﻹصدار اجتهد في جمع المعلومات المفيدة، بالاعتماد على فكر المنظرين الذي اشتغلوا بالنظرية، إلى جانب تركيز المؤلف على التطبيقات التربوية لمهارات القرن الحادي والعشرين، ومهارات التفكير العليا، التي تسهل على المعلم الاستفادة منها في عملية التوظيف، وقد ركّز على نماذج أعدها معلمون عُمانيون أكفاء كنماذج مميزة، إلى جانب أن الكتاب يمثل ثروة فكرية للمكتبة العُمانية، ولكل من يعمل بالحقل التربوي بحاجة إلى اقتنائه.

وترى خديجة الحوسنية معلمة بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي أنّ الكتاب يمثل نقلة نوعيّة حديثة في مجال التعلم البنائي، إذ يمثل منهجًا تدريبيًا يمكن المعلم من خلاله التدرب على توظيف كل ما يتعلق بالتعلم البنائي من استراتيجيات التعلم البنائي، وأدوات التقويم البنائي، والتخطيط من أجل الفهم، والذي يستهدف تحقيق نتائج التعلم لدى الطلبة. وأوضحت أنّ الكتاب يعد ثروة معرفية يحتاج اليها كل معلم في كل مدرسة وكل بيت، بفضل ما يتضمنه من فكر تربوي حديث يسعى إلى تحقيق رؤية تطويرية لأبناء هذا الوطن، مشيرة إلى أنّ الرسالة الوطنية تتطلب العمل أكثر من أجل أن نصل بهذا الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة. وأكدت أنّ التقم لن يتحقق إلا من خلال التعليم الذي يعد أداة التغيير وبناء المجتمعات المتقدمة والمتحضرة، لافتة إلى أنّ الوصول إلى هذه الغاية لن يتأتى من اكتساب مهارات القراءة والكتابة فقط، وإنما أيضا عبر ممارسة مهارات التفكير العليا والتي يحتاج إليها طلابنا في الموقف التعليمي.

حول الكتاب

ويتضمّن كتاب "التعلم البنائي: النظرية والتطبيق" سبعة فصول تم إعدادها بحيث توضح فكرة التعلم البنائي، وكيفية توظيفه في العملية التعليمية التعليمة حيث أن الفصل الأول تخصص في "ماهية النظرية البنائية" ليصف المرحلة التي بدا فيها ظهور النظرية البنائية لدى منظري البنائية، في الربع الأخير من القرن الحادي والعشرين، وقدم وصفا دقيقا لمبادئ النظرية وأهميتها في عملية التعلم، في حين تخصص الفصل الثاني في الحديث عن مبادئ النظرية البنائية وخصائص التعلم البنائي، وجاء الفصل الثالث ليتضمن التطبيقات التربوية لنماذج التعلم البنائي، وكيفية توظيفها من قبل المعلمين لها في الموقف الصفي، كما تضمن الفصل الرابع توصيف لبيئة التعلم البنائية وأدوار المعلمين والمتعلمين في ضوء فكر النظرية، وتخصص الفصل الخامس لربط التعلم بالتقويم البنائي والذي يسعى إلى تضمين الفكر الحديث الذي يركز على التقويم من أجل التعلم بما يساعد المتعلم على تطوير تعلمه بصورة مستمرة، في حين جاء الفصل السادس ليدرب المعلم على كيفية التخطيط وفقا لمبادئ النظرية البنائية، وتقديم له خطوات إجرائية لكل العناصر الرئيسية للتخطيط بما يؤدي إلى تحقيق الفهم للمتعلمين، وكان لابد من تضمين التجربة العُمانية في مجال التدريب على التعلم الحديث في القرن الحادي والعشرين في الفصل السابع، لأنها تعكس الفكر التربوي الحديث الذي ينطلق من مضامين البنائية.

تعليق عبر الفيس بوك