إنجاز طبي لأول مرة في السلطنة.. نجاح زراعة صمام اصطناعي في موضع "الثلاثي" بالقلب عبر القسطرة

تميز جديد للمركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني

إجراء أكثر من 2800 قسطرة قلب منذ إنشاء المركز منتصف 2015

مسقط - الرؤية

حقق المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني إنجازا طبيا يعد الأول من نوعه في السلطنة في مجال أمراض القلب والشرايين؛ حيث نجح طاقم طبي في استخدام تقنية علاجية حديثة وهي زراعة صمام اصطناعي من نوع "EDWARDS" عن طريق القسطرة، لمريض كان يعاني من اعتلال في أداء الصمام الثلاثي بالقلب الناتج عن الالتهاب البكتيري، وهو ما سبب مضاعفات صحية للمريض، منها توسع عضلة الأذين الأيمن بالقلب، وضعف في أداء الوظائف الحيوية للقلب، وصعوبة في التنفس، فضلا عن الشعور بالإرهاق عند بذل أدنى مجهود.

وارتأى الكادر الطبي زراعة صمام اصطناعي فوق صمام صناعي سابق تم زراعته عن طريق الجراحة منذ خمسة سنوات مضت، نظراً للضيق التي طرأ على الصمام السابق. وأجرى هذه القسطرة العلاجية طاقم طبي من المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني، برئاسة الدكتور سالم المسكري مدير مركز الوطني لطب وجراحة القلب واستشاري أول أمراض قلب أطفال، والدكتور عبد الله الفرقاني رئيس قسم أمراض قلب أطفال واستشاري أول أمراض قلب أطفال، والدكتور خلفان السنيدي استشاري أول أمراض قلب أطفال، بالتعاون مع أطباء التخدير وفنيي القلب والكادر التمريضي.

وتمت العملية من خلال إجراء قسطرة قلب تداخلية للمريض، عن طريق إدخال أنبوب مرن عبر وريد الفخذ الأيمن، وقد أخذ هذا الأنبوب مساره حتى وصل إلى موقع القلب، ومن ثم قام الطاقم الطبي بزراعة الصمام الاصطناعي من نوع "EDWARDS"، في موضع الصمام الثلاثي لقلب المريض، علماً بأن القسطرة تتم تحت ملاحظة دقيقة بواسطة جهاز أشعة القلب التلفزيونية، وجهاز أشعة القسطرة العلاجية، وقد استغرقت مدة هذه القسطرة حوالي ساعتين فقط.

وأوضح الدكتور عبد الله الفرقاني استشاري أول أمراض قلب أطفال أن هذا النوع من القسطرة العلاجية يجرى في كثير من الأحيان بالدول المتقدمة ومراكز متخصصة، نظراً للحاجة الماسة إلى وجود طاقم طبي متكامل يمتلك المهارة والدقة المتناهية لإجراء هذا النوع من التقنيات العلاجية، فضلاً عن وجود صمام اصطناعي سابق مزروع في موضع الصمام الثلاثي للقلب، وهذا سبب تحديات جمة للكادر الطبي المتمثل في زراعة صمام اصطناعي فوق الصمام الاصطناعي السابق. وأضاف الفرقاني أن هناك العديد من المزايا لهذه القسطرة العلاجية؛ أبرزها: تفادى إجراء عملية قلب مفتوح، وقلة المضاعفات الجانبية مقارنة بالعمليات الجراحية، وقصر مدة مكوث المريض بالمستشفى، إلى جانب عودته لمزاولة الأنشطة الحياتية الطبيعية بعد يومين من إجراء القسطرة.

ومن جانبه، أوضح الدكتور سالم المسكري مدير المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني أن هذه التقنية العلاجية النوعية سوف تفتح آفاق علاجية للمرضى الذين يعانون من اعتلال في أداء الصمام الثلاثي بالقلب. وأشاد المسكري بالكفاءة المهنية للطاقم الطبي في هذا المجال، وتمكنه من تحقيق نقلة نوعية في أساليب العلاجية لأمراض القلب والشرايين، مما يسهم في الارتقاء بجودة الخدمات الطبية في السلطنة، علماً بأن المستشفى السلطاني بدأ في استخدام تقنية زراعة صمام الاصطناعي منذ عام 2012 من نوع"MELODY"، ومؤخراً تم إدخال صمام من نوع "EDWARDS" إلى قسم القسطرة القلب بالمركز من أجل تغطية الحالات المرضية التي تتعذر عن استخدام صمام من نوع MELODY"". وأضاف المسكري أنه منذ تدشين المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني في يونيو 2015، تم إجراء أكثر من 2800 قسطرة قلب منها 1000 قسطرة علاجية، كما تم إدخال أنواع حديثة من الإجراءات العلاجية التداخلية عن طريق القسطرة، وذلك تماشياً مع التطور العلمي المتسارع ومواكبة لآخر ما توصل إليه العلم الحديث في مجال الأساليب العلاجية لأمراض القلب والشرايين، وهذا ما يعزز بمستوى القطاع الصحي بالسلطنة، في ظل النهضة المباركة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-.

تعليق عبر الفيس بوك