مواطنون: وسائل الترفيه التكنولوجية تساهم في تراجع شعبية الألعاب العمانية التراثية

ناشدوا الجهات المعنية توثيق الألعاب التي مارسها الأجداد وتعريف الأجيال الجديدة بها

عبري - ناصر العبري

قال عدد من المواطنين إنّ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الأجهزة التكنولوجية الحديثة بين مختلف الفئات والشرائح العمرية يساهم في تراجع شعبية بعض الألعاب التراثية التي اشتهرت بها السلطنة قديمًا قبل انتشار وسائل التواصل الحديثة بداية من الإذاعة والتليفزيون وصولاً إلى الإنترنت، وهي الألعاب التي يعدها البعض أحد ملامح التراث الشعبي العماني الأصيل، فضلا عن تراجع الاهتمام بالرماية وركوب الخيل بين الأجيال الجديدة.

وقال الشيخ حمد بن حمدان البلوشي إنّ الألعاب الشعبية موروث حضاري وهي إحدى وسائل الترفيه والتسلية في الأزمنة القديمة وقد تلاشت واندثرت نسبيا بتطور وسائل الترفيه بأنواعها المختلفة بتطور التكنولوجيا وتنوع الألعاب الإلكترونية الأمر الذي جعل العزوف عن الألعاب القديمة ظاهرة طبيعية ومتوقعة. وهذه الألعاب الشعبية كانت غالباً ما تمارس في بعض الاحتفالات التراثية الوطنية التي باتت قليلة مقارنة بالأزمان الماضية. أما فيما يتعلق بالرماية وركوب الخيل فيمكن القول إنّ هناك تطورًا كبيراً في مستوى بعض فرق الرماية بمحافظات السلطنة بفضل تعدد المسابقات في هذا المجال. وأضاف البلوشي: نُطالب الجهات الحكومية بدعم مثل هذه الرياضات فهي موروث عريق أوصى به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بتعليم الأبناء الرماية وركوب الخيل.

وقال حمود بن سيف الشندودي: للأسف الشديد لم يعد هناك اهتمام بالألعاب الشعبية ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها عدم اهتمام الجهات المعنية بهذا الموروث وتنميته وتعريف الشباب به إلى جانب عدم إقامة مسابقات لتنشيط هذه الألعاب وعدم ممارستها من قبل الأجيال الجديدة بسبب تغير ظروف الحياة والطفرة الكبيرة في عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وانتشار ألعاب الهواتف الذكية وغيرها من الألعاب الإلكترونية الأخرى.

وقال سالم بن عبد الله المنظري إن السلطنة كانت تزخر بالعديد من الألعاب الشعبية وهي موروث من الواجب المحافظة عليه، إلا أن الجهات المعنية رأت عدم الاهتمام بهذا الإرث اعتقاداً منها في عدم أهميته باعتبار أن حقبته الزمنية انتهت على الرغم من تمسك بعض المناطق الريفية بذلك الموروث. وقد تكون الطفرة الإلكترونية أحد أهم أسباب اندثار هذه الألعاب، حيث ظهرت ألعاب إلكترونية أغنت الأطفال والشباب عن ممارسة تلك الألعاب الشعبية. وكان من الواجب علينا في السلطنة مواكبة التطور وعدم إهمال ذلك الإرث من خلال تسليط الضوء عليه إعلاميا وإحياء فعاليات ومسابقات تعيد هذه الألعاب لحاضرنا. وما يزال بعض كبار السن وهم فئة قليلة يمارسون بعض الألعاب الشعبية في أوقات معينة مع أحفادهم ونلاحظ اهتمام الشباب بالمراقبة والاستمتاع بهذه الألعاب مما يعني أنّ هذه الألعاب لا تزال تستهويهم. وإذا ما تطرقنا إلى الرماية وركض الخيل لا ننسى أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أوصانا بتعليم أولادنا حيث قال "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل". كما أنّ مولانا السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- يولي اهتماماً كبيرًا للفروسية ويقيم أعزه الله مهرجاناً سنويا لذلك. ونتابع بين الحين والآخر إقامة فعاليات للفروسية خجولة في بعض المحافظات وبمبادرات شبابية، لذلك نطالب الجهات المعنية بالمحافظة على ما تبقى من تلك المهارات والألعاب بأن تقام أندية لهذه الموروثات تختص بتدريب الشباب على ركوب الخيل والرماية وغيرها وتنظيم المزيد من المهرجانات بالمحافظات وتأهيل الميادين الحالية بدعم من القطاعين العام والخاص.

وقال عبد الله بن حمد بن سيف العبري إن السبب في اختفاء بعض الألعاب الشعبية هو الحراك الاجتماعي وتغير تركيبة القرية السكانية وتأثرها بالحياة العصرية فلم يعد هناك متسع من الوقت للتجمع والتعاون في إنجاز أمور الزراعة والعمل في الحقل وهذه الألعاب كانت بمثابة الفسحة والترويح للشباب والصغار بعد عناء العمل في الحقل، لذا يندر تجمع الشباب مع كبار السن إلا في المناسبات المحدودة، حتى تجد المواطن يكاد لا يجتمع مع أبنائه سوى سويعات يومياً بسبب ظروف العمل، لذلك لم يعد هناك اتصال كافٍ لنقل هذه الألعاب عبر الأجيال إلا ما ندر، كما تتأثر بهذه الظروف بعض المهن وليس فقط الألعاب فهناك مهن كان يُمارسها الإباء وأصبحت هي الأخرى مُهددة بالاندثار ولا نراها إلا في المهرجانات والقرى التراثية في ظل وجود البديل السهل الذي لا يحتاج سوى شاشة ليختار الشخص ألعاباً متنوعة وهو مستلقي بغرفته في المنزل.
وعن رياضة ركوب الخيل قال العبري إنّها تحتاج إلى وقفة لزيادة انتشارها لأنّ من يملكون الخيل فئة ليست كبيرة إذا ما قورنت بتربية الإبل، ويجب تنظيم مزيد من المسابقات التي تساهم في تنمية هذا الجانب بفضل عوائدها المُجزية المشجعة.

وقال محمود بن سعيد بن خلفان الغافري إنّ المجتمع العُماني قديمًا عرف العديد من اﻷلعاب الشعبية التي كان يمارسها اﻷجداد منذ قديم الأزل بشتى أنواعها (السقح،الحلة،الحواليس، المسيجد) وغيرها من اﻷلعاب، إلا أنّ بعضها اندثر، ويعُزى سبب اندثارها إلى التوسع العمراني، التقدم العلمي، والتطور التكنولوجي كظهور الهواتف الذكية، والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. أما في الجانب الآخر فهناك رياضات لا زالت تمارس حتى يومنا هذا كالرماية والركض بالخيل وهي رياضات متوارثة جيلاً بعد جيل.

تعليق عبر الفيس بوك