تدخل الأسرة في اختيار شريك الحياة يفسد العلاقة الزوجية قبل أن تبدأ

شاب يتزوج من فتاة ثرية تلبية لرغبة والده.. والنتيجة: "حياة باردة"

رصدتْ التجربة - مدرين المكتوميَّة

يبلغ "ر.س" من العمر 45 سنة، ولديه طفلان، ويعيش حياة زوجية مستقرة ظاهريا، لكن الحال ليست كذلك تحت الرَّماد. وتبدأ حكايته حينما كان في فترة الدراسة بالخارج، حيث كان يدرس لفترة طويلة في بريطانيا وحصل على بكالوريوس إدارة الأعمال، وخلال 6 سنوات كانت أسرته لا تعرف شيئا عن تفاصيل حياته إلا في زيارة سنوية وحيدة بحكم طبيعة دراسته وبُعد المسافة.

وتعلق "ر.س" أثناء دراسته بفتاة ليست عُمانية تنتمي إلى أسرة ميسورة الحال كما هي حال أسرته، ولم تكن تسافر إلى أسرتها كثيرا، وإن كانت تؤكد دوما أنها على اتصال دائم بوالدها ووالدتها، لكنها تحرص على أن تعيش حياة مستقلة، وعنها يقول: كنت أحاول جاهدا أن أوفر لها كل ما تريد وأن أهتم بشؤونها، وكانت فتاة غير محجبة ومتفتحة فكريا، وكنا نعيش حياة هادئة بفضل أجواء الحياة في المجتمع البريطاني الذي تختلف كثيرا عن أجواء الحياة في مجتمعاتنا العربية، حيث كنت أتفهم خصوصيتها وأسمح لها بشيء من الاستقلالية حتى لا تشعر بالضيق من تلك العلاقة التي كنت أحلم بأن تنتهي إلى الزواج.

لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، فقد فوجئ "ر.س" باتصال هاتفي من والده يطلب منه السفر إلى السلطنة في أقرب فرصة، وبعد قليل من الحيرة والارتباك قرر زيارة أسرته. ويقول: وَعَدت الفتاة بأنني سأعود سريعا وأن عليها أن تهتم بنفسها في غيابي، ووعدتها بأن أتفق مع أسرتي على الزواج منها بمجرد انتهاء الدراسة لأنني أحبها وأرى أننا نتمتع بشخصيتين بينهما توافق فكري واجتماعي. وبعد ترحيب أسرتي بي عند الوصول أبلغني والدي بأنه قرر أن يخطب لي فلانة بنت فلان صاحب شركة كذا، موضحا أنها تنتمي إلى أسرة من نفس مستوانا المادي والاجتماعي وتليق بي، كما أن بين والدي ووالدها كثير من المشاريع التجارية المشتركة، ومن الصدمة لم أبدِ رأيًا وطلبت مهلة للتفكير في أمر تلك الفتاة التي حلمت بها وأرى أنها تناسبني أكثر من غيرها.

ويواصل "ر.س": كنت لا أقوى على الاتصال بالفتاة في بريطانيا لأنني شعرت برغبة في البكاء من كثرة ارتباكي في هذه المسألة، وكنت أتخوف أن يمنعني والدي من استكمال دراستي بالخارج بسبب ذلك الموضوع. وفي النهاية ما كان مني إلا أن خضعت لوالدي وأوامره وتقدمت لخطبة الفتاة التي اختارها هو، وعدت إلى بريطانيا، ولم أخبر الفتاة بأمر ما حدث خلال فترة الإجازة وخضت مرحلة من التوتر لا أنساها. وبعد الانتهاء من الدراسة حان وقت الرحيل، دون أن أبلغها بما تورطت فيه من حياة جديدة على غير رغبتي، وكنت أودعها وأنا أشعر أنني شخص بلا قلب ولا كرامة ولا قدرة على تحديد مصيره بيده.

ويضيف "ر.س": عدت إلى أسرتي، لأجد نفسي أمام مساومة مالية لا علاقة لي بها، اضطرتني للارتباط بفتاة لا تربطني بها أي عاطفة وليس بيننا أي توافق من أي نوع، خصوصا وأنني ما زلت أحب فتاة أخرى وأتواصل معها باستمرار، بينما أعيش مع زوجتي كالغرباء. وبعد مرور عام على الزواج قررت أن أسافر إلى بريطانيا وقد فوجئت الأسرة بذلك، ولم أتراجع وسافرت والتقيت بالحبيبة ووعدتها بأنني لن أتركها أبدا وأننى أنتظر فقط ترتيب أموري العائلية والمادية. وبمجرد أن عدت إلى المنزل، فوجئت بوالدي يبلغني بأنه على علم بتلك العلاقة لكنه كان يأمل أن زواجي في بلدي سيساعدني على نسيان تلك الفتاة، وحذرني من التواصل معها مجددا، وهو ما جعل زوجتى تشعر بأن أمرا وقع بيني وبين والدي. وأرسلت إلى فتاتي في بريطانيا تحت تأثير ضغوطي النفسية أبلغها بزواجي وأن من حقها أن تتزوج لأنني غير قادر على حل المشكلة، فما كان منها إلا أن بعثت لي رسالة تبلغني فيها بأنها تكرهني، مما زاد من أزمتي النفسية والعائلية التي ورطت نفسي فيها بقبولي الزواج على غير رغبتي مقابل إرضاء الوالد والحصول على راتب شهري يدخل حسابي في البنك دون مجهود عملي. وها أنا أعيش حياة باردة الآن، وزوجتي ليست أكثر من شريك في السكن لا يربطني بها سوى طفلين عاهدت نفسي أن أزوجهما برغبتهما حين يكبران تعويضا لما فعله والدي معي.

تعليق عبر الفيس بوك