تربويون وأولياء أمور: غياب المشرف عن الحافلات السبب وراء عدم التزام السائقين بقواعد السلامة المرورية

أكدوا أنّ غياب الرقابة الصارمة و"الاستهتار" وراء وقوع الحوادث المؤلمة

 

الزعابي: أطراف عدة تتحمل مسؤولية حوادث الحافلات المدرسية

السالمي: أغلب الحوادث ناجمة عن عدم التزام السائق بقواعد السلامة المرورية

الغافري: سلوكيات الطلاب غير المنضبطة تشتت انتباه السائق

العلوي: المدرسة تتحمل مسؤولية متابعة السائق والتأكد من سلامة الحافلة

الرحبية: معظم الحافلات تفتقر لمواصفات السلامة ولا تتقيد بالحمولة القانونية

 

الرؤية- محمد قنات

 

أكد تربويون وأولياء أمور أنّ غياب المشرف في حافلات المدارس يعد السبب الرئيس لعدم التزام السائقين بقواعد السلامة المرورية، مشيرين إلى أنّ غياب الرقابة الصارمة واستهتار السائق، من عوامل وقوع الحوادث المرورية.

وقالوا إنّ هناك أدوارا يجب أن تقوم بها الأسرة والمدرسة والجهات المسؤولة لتأمين الحافلات، علاوة على اختيار سائقين على قدر كبير من المسؤولية بما يضمن سلامة الطلاب، خاصة وأنّ هناك سائقين أعمارهم صغيرة، وليسوا على قدر كبير من الوعي فى التصرف فى بعض الحالات. وأضافوا أنّ هناك سلوكيات غير منضبطة يقوم بها الطلاب داخل الحافلة تتسبب فى وقوع بعض الحوادث، ذكروا من بينها اللعب والمزاح والشجار داخل الحافلة، الأمر الذي يتطلب وجود مشرفين ومشرفات، لتوعية الطلاب وحثهم على التصرف بطريقة منضبطة.

 

وقال سامى الزعابي إن حوادث طلاب المدارس فى الحافلات المدرسية تتحمل مسؤوليتها عدة أطرف منها الطالب نفسه؛ إذ أنه في مرات كثيرة يكون غير ملتزم باشتراطات السلامة المرورية، إضافة إلى السائق غير الملتزم بقوانين المرور، ولا ننسى دور المدرسة في توعية الطلاب والسائقين بأسس السلامة ومتابعتها.

وأضاف أنه يجب على شرطة عمان السلطانية تكثيف الزيارات الميدانية للمدارس، بهدف توعية الطلاب وتشجيعهم على استخدام الحافلات المدرسية والركوب بصورة آمنة، وتوزيع كتيبات توضح شروط السلامة داخل الحافلات ومميزات التنقل بها من وإلى المدرسة، وتنفيذ حملات تفتيشية على الحافلات بالمدارس للتأكد من التزامها بالقانون، إضافة إلى إجراء ورش عمل للمدارس للرد على استفساراتهم وتلقي المقترحات.

وتابع أنّه من المؤسف القول إنّ العديد من المدارس الحكومية لا تخصص مشرفين أو مشرفات توكل لهم مهمة الإشراف على نقل الطلاب، حيث يقولون إنّ السبب وراء ذلك عدم وجود مخصصات مالية، لكن هناك حلول يمكن أن تساعد في تقليل مثل هذه الحوادث، مثل تعيين طلاب قياديين كمشرفين على الطلاب ودعمهم من خلال إدخال هؤلاء الطلاب القياديين في دورات توعوية بأسس السلامة في الحافلات. وشدد الزعابي على أهميّة وجود وسيلة نقل آمنة لنقل الطلاب من وإلى المدارس، وأن تتحلى الحافلة بالاشتراطات الفنية اللازمة، علاوة على أن للأسرة والمدرسة دور كبير فى تعليم الطالب أساسيات السلامة المرورية، وكيفية التعامل فى المواقف الصعبة أو في حال وقوع الحوادث المرورية. ومضى قائلا: "يُفضل تعيين مشرفة في كل حافلة بالحلقة الأولى، أو مشرف من بين الطلاب أنفسهم، كما في مدارس الحلقة الثانية، ومن المهم ألا تكون النوافذ معتمة بدرجة تزيد على 30%، أو أن تكون خلفيّة الحافلة مغطاة بستائر تحجب الرؤية، وأن تكون النوافذ قابلة للفتح بما لا يزيد على 10 سنتيمترات، سواء من الأعلى أو على الجوانب، ويمنع أن تكون قابلة للفتح أكثر من 20 سنتيمتراً، أفقياً أو عمودياً بهدف الحفاظ على سلامة الطلبة.

وقال مطلوب بن حافظ بن خميس السالمي معلم أول فيزياء بمدرسة أبو اﻷسود الدؤلي بوﻻية نزوى إنّ حوادث حافلات نقل الطلاب لا يمكن أن يلقى اللوم فيها على طرف معين، فكل الجهات تعتبر مسؤولة بداية من الأسرة والمدرسة والوزارة والشرطة وانتهاءً بالسائق، على اعتبار أنّ لكل جهة من هذه الجهات دور في التوعية والمتابعة، فالأسرة يتعيّن عليها تنمية المهارات اللازمة للطالب في التعامل مع الحافلة، والمدرسة والوزارة يتمثل دورهما في عملية انتقاء سائقي الحافلات، حيث إنّه في أحيان كثيرة يكون سائق الحافلة صغير السن ولا يمتلك حس المسؤولية، كما إنه لا يمتلك المهارات الكافية للتعامل مع الطلاب في الحالات الطارئة وربما يكون متهورًا في قيادته. وأضاف أنّ للأهالي دورا كبيرا في تنمية المهارات اللازمة للطالب في التعامل مع الحافلة، خاصة وأنّ غالبية أولياء الأمور لا يرغبون في تحمل المسؤولية، وكل همهم أن يذهب أبناؤهم إلى المدرسة ويعودون عقب نهاية اليوم الدراسي.

ويرى سليمان بن سعيد بن خلفان الغافري أنّ هناك سلوكيات لابد من العمل على الحد منها، مثل المزاح العنيف بين الطلاب داخل الحافلات مما ينتج عنه حوادث دهس وغيرها، وهو ما يفرض توعية الطلاب بضرورة الجلوس على المقاعد المخصصة بشكل صحيح والابتعاد عن اللعب والمزاح في الحافلات أثناء السير، والالتزام بالهدوء عند النزول من الحافلة. وقال إن هناك بعض السائقين يقومون بحمل عدد كبير من الطلبة بما يتجاوز العدد المسموح به، إلى جانب عدم التزامهم بتخفيف السرعة أثناء المنعطفات، وأماكن سكن الطلبة، مما يعرض حياة الطلاب والمارة في الشوارع للخطر. وأضاف أنّه ثمة دور كبير على عاتق الأسرة ومشرفي المدارس، فى توجيه الطلاب وتنبيههم بضرورة الجلوس في مقاعدهم وإرشادهم الى عدم التصرف بطرق تهدد سلامتهم.

الحيطة والحذر

وقال سنان بن محمد بن سليمان العلوي معلم لغة عربية بمدرسة اﻹبداع بوﻻية صحم إنّ حياة الطلاب والطالبات ثمينة ويجب المحافظة عليها وأخذ الحيطة والحذر والتخطيط المسبق لحماية الطلاب الذين يمثلون عماد المستقبل. وأضاف أنّه لا بد من إشراك المدرسة والبيت والجهات المسؤولة فى هذه العملية لرفع درجة الوعي، وتوظيف وسائل الإعلام، حتى تصل التوعية إلى جميع أفراد المجتمع. وتابع أنّ من واجبات ولي الأمر أن يجلس مع أبنائه ويرشدهم بأن يأخذوا حذرهم أثناء عبورهم الشارع، والانتباه في سيرهم إلى جانب عدم تجاهل دور الأسرة فى المتابعة بين الفينة واﻷخرى حتى موعد حضور الطلاب إلى المنزل، كما يقع على المدرسة دور المتابعة الصارمة ووضع الضوابط والأنظمة لمنع حدوث أي خلل قد يقع أثناء خروح الطالب من المدرسة بعد نهاية دوامه وأن يتجه مباشرة إلى الحافلة ﻻ إلى خارج سور المدرسة. وشدد العلوي على أهميّة أن يتفرغ لهذه المهمة الكبيرة التي تتعلق بأرواح الطلاب أفراد مختصون يكونون فى وظيفة مستقلة، لمتابعة الوضع قبل بداية الدوام وأثناء نزولهم من الحافلات والتأكد من عدم حدوث أي مخالفة وكذلك متابعتهم عند نهاية الدوام.

فيما قالت ميعاد سالم سلام الرحبية إنّ توفير وسيلة نقل آمنة للطلاب من وإلى المدارس أمر بالغ الأهمية، ويتعلق بمصير أجيال من الأبناء والشباب، الأمر الذي يفرض على جهات الدولة المختلفة وكذلك المجتمع التعاون والعمل على إيجاد حلول آمنة في الحافلات المدرسية. وأوضحت أنّ الكثير من الحافلات لا تستوفي الشروط، فأغلبها هياكل دون أن يكون فيها أدنى مواصفات السلامة، كما أنّ معظمها لا يتقيد بالحمولة المطلوبة، فالحافلة ذات الـ25 راكبا تحمل 50 طالبًا، نظرا للكثافة السكانية في مناطق عدة.

وأضاف أن وجود مشرفين أو مشرفات في هذه الحافلات أمر لا بد منه؛ حيث يكون المشرفون مسؤولين عن الحفاظ على سلامة الطلاب، وخاصة أولئك الذين يدرسون فى مرحلة التعليم الأساسي، حيث إنّ معظم الكوارث تقع نتيجة نسيان طفل في الحافلة طوال النهار، والتدافع الطلابي في الحافلة، والقيادة غير المسؤولة وغير الآمنة لسائق الحافلة، ما قد يتسبب في حوادث كبيرة. وأشارت إلى أهميّة وجود مسمى وظيفي من قبل وزارة التربية والتعليم، وأن يكون اختيارهم وفق معايير معينة لهولاء المشرفين أو من يقومون بعملية ترحيل الطلاب حتى يتم تحديد الجهة المسؤولة بصورة مباشرة.

وشدد على أن الأسرة هي التي يتلقى فيها الطفل دروسه الأولى في كل المجالات، لذلك الواجب على كل أسرة أن تعلم أطفالها آداب السلوك ومنها السلوك أثناء ركوب الحافلات وكيفية التصرف أثناء الجلوس في الحافلة أو السيّارة وذلك من خلال التوجيهات للأطفال.

وقال سامي بن مكتوم الغافري إنّ الأبناء أمانة يجب حمايتهم من كل مكروه سواء كان بالمدرسة أو في أي مكان آخر، لكن في المدارس ربما يتعرّضون لبعض الحوادث من ضمنها حوادث حافلات المدارس، والتي يكون للسائق دور كبير في تحمل المسؤولية في مرات كثيرة، وذلك لأنه يتعيّن عليه أن يكون حريصًا على سلامة أجهزة الأمان والسلامة والمتانة بحافلة المدرسة، فيجب عليه التأكد من إقفال وأمان جميع الطلاب قبل تحرك الحافلة، لكن للأسف فإن الكثيرين من سائقي الحافلات يجهلون أو ليس بمقدورهم تحمل هذه الأمانة، فنجدهم لا يبالون بجلوس الطلاب على مقاعدهم، ولا يكترثون لذلك؛ مما قد ينجم عنه وقوع حوادث.

وأبرز الغافري أهمية دور المشرف في الحافلة؛ إذ يسهم في الحد من هذه الحوادث، علاوة على تنظيم الطلاب عند النزول أو الصعود إلى الحافلة، والتأكد من التزام سائق الحافلة بالضوابط المرورية وقواعد السلامة والأمان.

تعليق عبر الفيس بوك