مواطنون:المجتمع بحاجة للتوعية بأهمية التبرع بالدم لمواجهة ضعف الإقبال على مساعدة المرضى

الرؤية- مزنة الرحبية

 

اتفق مواطنون على أهمية التبرع بالدم من قبل كافة أفراد المجتمع، لاسيما في ظل تزايد الأمراض والحوادث التي تستدعي التبرع العاجل والمستمر بهذه المادة الحمراء، مشيرين إلى أن المجتمع يحتاج إلى مزيد من التوعية بأهمية التبرع، مع ضعف الإقبال على هذه العملية الإنسانية.

وقالوا إن عددا من حملات التبرع بالدم تنتشر فيأماكن عديدة بالسلطنة، لاسيما تلك الحملات التي غالباً ماتقام بين الفترة والأخرى في المستشفيات والمجمعات التجارية وغيرها من أماكن التجمع،كما أنمعظم الفرق التطوعية دائماً ما تسعى لتنفيذ حملات للتبرع بالدم في مختلف الولايات، موضحين أن هناك في المقابل فئة من أفراد المجتمع ينتابها تخوف من التبرع وتنأى بنفسها عن هذا الأمر، ما يتسبب في كثير من الأحيان في نقص تعاني منه بنوك الدم في أوقات كثيرة.

تجربة التبرع

وقال سعود الرحبي (فني أسنان بمستشفى سمائل):"تبرعت بالدم حوالي 20 مرة،حيث أصبحت من محبي هذا العمل الخيرى،وأسعى بقدر المستطاع للتبرع لبنوك الدم والحملات المختلفة، وفي كل مرة أذهب للتبرع بالدم أجد الموظفين يستقبلوننا بابتسامة وأسلوب جميل وراقٍ، علاوة على تعاملهم بصورة إنسانية، وهو مايشجعني على التبرع بالدم في كل مرة".

وأضاف الرحبي: "أتبرع بالدم حتى أساعد المحتاجين في المستشفيات من المصابين في الحوادث ومرضى العمليات وغيرهم، وأنا على يقين تام بأنّ التبرع بالدم يجلب لي الكثير من الفوائد، كما أنّ له أهمية في نفس المتبرع، فعلى كل شخص يشعر بأن لديه القدرة على التبرع، أن يبادر بذلك حتى يساهم في علاج محتاجين يسعون للشفاء، إلى جانب ذلك فإنّ التبرع خدمة إنسانية نبيلة". ومضى قائلاً:"إن التبرع بالدم يساعد على تجديد الدم في جسم الإنسان، كماينشِّطالخلايا ويساعد على التقليل من الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، لأن التبرع يقلل نسبة الحديد في الدم وترسباته، لذلك دائماًأسعى للتبرع بالدم على فترات، لما له من آثار إيجابية على نفسيتي وصحتي". وشدد على أن التبرع بالدم يمنح المتبرع شعورا بالفخر، لأنه يساهم في إنقاذ حياة الآخرين، فضلاً عن الفوائد الصحية التي تعود على المتبرع. وأوضح أن المتبرع بعد التبرع تتجدد لديه الدورة الدموية ويشعر بالارتياح الشديد.

تكرار التبرع

وقال محمد السليمي إنّه سبق له التبرع بالدم ثلاث مرات، مشيرًا إلى أن أجمل ما في حملات التبرع بالدم هو تعامل الممرضين أثناء قيامهم بالعملية، وفرحتهم التي ترتستم على وجوههم أثناء التبرع، وهو ما يعطي الشخصالثقة بالنفس، ويزيحعنه الخوف ويبعث على الاطمئنان. ودعا السليمي جميع القادرين على التبرع بالدم للمساهمة في هذا العمل النبيل الذي يخدم شريحة كبيرة في المجتمع. وأضاف السليمي أن تبرعه بالدم يمنحه شعورا نفسيا بالارتياح نظير القيام بهذا العمل الإنساني النبيل، مؤكدا أنه يسعى لتكرار تجربة التبرع بالدم كلما سنحت الفرصة. ودعا السليمي الشباب إلى ضرورة أن يقدموا على مثل هذه الأعمال لما فيها من مروءة وأجر من الله، كما أن التبرع بالدم يعود بالنفع على البشرية جمعاء، ويساعد في شفاء المرضى وإنقاذ حياة الكثيرين.

وأوضح السليمي الفرق الصحي بعد عملية التبرع، وقال:"أشعر بارتياحشديد بعد التبرع بالدم وأشعر بنشاط وحيوية في جسدي".

فيما قالت سميرة المعمرية إنها تبرعت بالدم مرة واحدة، بتشجيع من بعض الأشخاص الذين يذهبون إلى التبرع بالدم، وعندما ذهبت في تلك المرة وجدت تعاملاً مريحاً من قبل المتطوعين في الحملة من الممرضين؛ حيث كان تعاملهم حافزا مشجعا بجانب الدور التوعوي الذي يقدمونه، ما يمنح المتبرع الدافع للقيام بهذه الخطوة حتى في المرات المقبلة. واعتبرت المعمرية أن طريقة التعامل أثناء التبرع تسهم بدور كبير في تهيئة نفسية المتبرع، كما تقع على الممرضين مسؤولية كبيرة في إرشاد المتبرع ومساعدته في معرفة فوائد التبرع بالدم والتأكيد على أنّه لا أضرار من التبرع بالدم، لإزالة المخاوف من نفوس المقبلين على التبرع.

وبينت المعمرية أن التبرع بالدم يساهم في إنقاذ حياة الشخص المتبرع، وهو ضرورة إنسانية قد يحتاج لها العديد من الناس، مشيرة إلى أنها عندما تتبرع بالدم تضع في الحسبان أنها قد تحتاج يوما ما إلى الدم، وهو ما يبرز عظم هذه الخدمة الإنسانية الجليلة. وأضافت أنها تلقت التحفيز والتشجيع من العديد من الأشخاص، الذين حثوها على التبرع بالدم، والجميع يتبرع وهو يضع في ذهنه أن "قطرة دم تساوي حياة".

دعوة الشباب

ودعا يعقوب بن محمد الرواحي جميع الشباب إلى ضرورة التبرع بالدم باعتباره عملا إنسانيا، ويعد من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان في حياته، مشيرا إلى أنه تبرع بالدم 12 مرة في عدة مستشفيات وحملات تطوعية ومعسكرات. وأبدى الرواحي رضاه إزاء تعامل الممرضين مع المتبرعين؛ حيث قال: "دائماً ما يكون التعامل جيدا مع المتبرعين، وهناك من يساهم في تشجيعهم على الاستمرار ومواصلة التبرع".وقال الرواحي إن هناك دوافع عدة تشجع المرء على التبرع بالدم؛ أولا أن ديننا الإسلامي الحنيف دائما مايحثنا على التعاون والتكاتف، ومن هذاالمنطلق يجب علينا أن نساهم في عمل الخير وبما يفيد الآخرين.

فيما أبدى يحيى الحارثي أسفه لعدم تمكنه من التبرع بالدم، لكنه أكد أنه سيسعى للقيام بهذا العمل الإنساني العظيم، لإيمانه بأن قطرة الدم تستطيع أن تنقذ المريض، في أي لحظة.

وقالت ماهرة المزروعية: "لا توجد أي موانع لعدم تبرعي بالدم، لكني لم أجد الفرصة حتى الآن، وعما قريب إن شاء الله سأتبرع". وأضافت:"دائما أجد التشجيع من الأهل والأصدقاء للتبرع، وأنا مقتنعة بشكل كبير بفكرة التبرع بالدم، فهي خدمة إنسانية ولها فوائد صحية كثيرة، كما أن التبرع بالدم متاح في مختلف المواقع، سواء كان في المستشفيات أو المجمعات التجارية أو مؤسسات التعليم، وغيرها من الأماكن.

وبينت أن عملية التبرع بالدم عملسامٍيوضح مدى إنسانية المجتمع وحبهم للخير، فضلاً عن دوره في إنقاذأرواح عديدة قد تكون بحاجة لقطرة دم، لذلك فإنّالوعي بأهمية هذه العملية والتشجيع لها يأتي في مقدمة الأمور الواجب توافرها لدى المجتمع. ودعت المزروعية إلى زيادة الحملات الخاصة بالتبرع بالدم، بهدف تعويض النقص في بنوك الدم بمختلف الولايات.

وقالت بشاير السليمية: "لدي رغبة في التبرع بالدم، لكن ما سمعته من حديث بما يخص شعور المتبرع بالدوار والتعب وحالات عدم الاهتمام بنقل الدم بصورة مستعجلة زاد من مخاوفي في التبرع بالدم"، لكنها أشارت إلى أنها ستعمل على الاستفسار أكثر عن طبيعة التبرع بالدم وستقوم بذلك قريبًا.

تعليق عبر الفيس بوك