الشراكة مع اتحاد الكرة مشروطة

أحمد السلماني

مِنَ الصَّعب بمكان على الإنسان أن يُتقن عملًا ما وقلبه مُعلَّق وفكره مشغول ومشتت؛ حيث إنَّالتزامي بالعمود الأسبوعي بالجريدة يُحتَّم علي الكتابة في الشأن الرياضي، ولكن اليوم لا صوت يعلو فوق الحديث عن الحالة المدارية "تشابالا" التي من المرجح أن تتأثر بها سواحل المنطقة الجنوبية على شكل توابع، في حين أن التأثير الكبير سيكون على الجمهورية اليمنية الشقيقة، ولا نملك كبشر إلا أن نرفع أكف الضراعة للمولى سبحانه وتعالى أن يلطف بالبلاد والعباد، وأن يخفف على الشعب اليمني الشقيق وطأة غضب الطبيعة؛ فيكفيهم ما هم فيه، عسى الله أن يذهب عنهم كل البأس. ولن أتحدث عن الحالة لأنني لا أفقه فيها إلا النزر اليسير مما تجود به وسائل الإعلام المحلية التي تقوم بواجبها على أكمل وجه، فضلا عن الجهات ذات الصلة، وكل حسب اختصاصه، ولكن المؤسف له أن يتحول كل الشعب بين ليلة وضحاها إلى خبراء للطقس وأبواق إعلامية تنقل كل غث ورث، رغم أننا -وبفضل من الله- نمتلك مؤسسات متخصصة في التعاطي مع هكذا حالات، وتمتلك من الخبرات والمؤهلات ما يجعلها مصدرًا للمعلومات تستعين به دول شقيقة وصديقة؛ وبالتالي فليس هناك من داعٍ أن يتحول الجميع ويتقمَّص شخصية الرائع "حمد البراشدي"وزملائه المجتهدين.

وسأجتهد قليلا، وأحاول تجميع بعض شتات الأفكار للحديث عن الشأن الرياضي للتخفيف من وطأة سيل المعلومات عن "تشابالا"، خاصة في الموضوع الذي بات يشغل الشارع الكروي، وهو التحركات الكثيرة والمتسارعة للاتحاد العماني لكرة القدم، وفي كل الاتجاهات للتسويق لرؤيته المستقبلية "نحو صناعة كروية مزدهرة" والتي تصب وحسب الطرح في خانة "تطوير منظومة كرة القدم العمانية". وللعلم، فإنَّ هذه الطرح كان موجودا قبل 9 سنوات، ولكنه اصطدم بواقع مر أتمنى أنْ لا يتكرر، هذا تحديدا ما جادت به زيارة وفد اتحاد الكرة برئاسة السيد خالد بن حمد رئيس الاتحاد، لجريدة "الرُّؤية"، والتي تسمَّت بهذا الاسم لرؤاها ونظرتها الدائمة نحو المستقبل؛ وذلك بهدف خلق شراكة إعلامية تدفع برؤية اتحاد الكرة نحو النجاح وما يتبع ذلك من تطور لكرة القدم العمانية.

وللحق.. فإنَّ المستمع لطرح اتحاد الكرة وهو حرٌّ فيما يطرحه وما ينتظر كرة القدم العمانية في رؤيته الحالية، سيخالجه شعور بأنَّ التأهل لكأس العالم بات قريبا، وأنها وإن سارت وفق هذه المنهجية فإن الانتصارات والتفوق العماني على المستوى الإقليمي والقاري قادم لا محالة، ولكنه سرعان ما ينتبه إلى أن هذا الطرح في مجمله إنما يصب في خانة "التنظير"، وأن الواقع أمر مختلف تماما، ربما وحده اتحاد الكرة من يستوعب هذا الواقع بحكم التجربة الكبيرة التي اختزلها طوال فترة تواجد السيد رئيس اتحاد الكرة على رأس المؤسسة منذ ما يقارب الـ9 سنوات شهدت الكثير من الشد والجذب والاستقطابات وأفراح وأحزان ما بين انتصار وانكسار.

والمستمع لرؤية اتحاد الكرة الجديدة/القديمة، يُدرك تماما أنَّ هذه المؤسسة على إدراك تام بالصعوبات والمعظلات التي ستعترضها؛ وهي: تنظم دورة عملها ليخرج بقناعة تامة بأنه من الأهمية بمكان أن تكتمل وأن تعمل "المنظومة الكروية" كآلة واحدة إذا اختلَّ أو تعطلت قطعة منها توقفت وتعثرت وربما تكسرت، وهي وزارة الشؤون الرياضية ومؤسسة اتحاد الكرة والأندية والحكام واللاعبين والإعلام الرياضي المعني في المقام الأول بتسويق هذه الآلة.

عمل كبير ينتظر اتحاد الكرة، فإن صدقت النوايا فنحن في جريدة "الرُّؤية" أول من يبادر في دعم هذه الرُّؤية طالما أنها ستخدم الكرة العمانية وتعيد لها بريقها وتدفع بالمنتخبات الوطنية واللاعب العماني نحو النجومية والألق والتواجد الكبير ضمن كبار القارة؛ حيث وخلاصة أهداف مؤسسة اتحاد الكرة كانت التواجد بين أفضل 4 منتخبات بآسيا والصعود لكأس العالم 2022م، خاصة وأنها ستنظم في المنطقة وبدولة قطر الشقيقة.

ونقول لاتحاد الكرة إننا جاهزون وآلتنا الإعلامية بتصرف اتحاد الكرة، شريطة أن نلمس تطورا على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بمنتخباتنا الوطنية، وعلى رأسها المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، وهو يخوض غمار التصفيات المزدوجة للنهائيات الآسيوية وكأس العالم؛ وذلك بالتواجد ضمن كبار آسيا، والمنافسة بقوة نحو التأهل لكأس العالم 2018 بروسيا، وهذا يتطلب تركيزا كبيرا من مؤسسة الاتحاد وإدارة المنتخب الفنية، وليست بمستحيلة مع الإرادة التي تتولد من جميع أعضاء المنتخب، خاصة مدربه وتحليه بالشجاعة ولاعبيه بالروح القتالية العالية، حينها ستجدون الإعلام والجماهير وكل شيء خلفكم، عدا ذلك فلن تبارح رؤية ونظرة اتحاد الكرة استاد السيب حيث مقر المؤسسة.

تعليق عبر الفيس بوك