"بأعمالهم لا بأعمارهم .. شخصيات .. مواقف .. أحداث" كتاب جديد للكاتب زاهر المحروقي

مسقط - الرؤية

صدر مؤخراً عن دار الانتشار العربي ببيروت كتاب جديد للكاتب زاهر بن حارث المحروقي بعنوان "بأعمالهم، لا بأعمارهم .. شخصيات .. مواقف .. أحداث"،هو كتابه الثالث بعد كتابيه اللذين صدرا مطلع هذا العام، وهما : "الطريق إلى القدس"عن دار بيت الغشام و"حان وقت التصحيح" عن الانتشار العربي ببيروت ..

يقع الكتاب في 235 صفحة من القطع المتوسط، وهو حصيلة المحروقي "عبر سنوات طويلة من العلاقات الإنسانية مع شخصيات كان لها - بشكل أو بآخر - حضور في حياته، سواء كان هذا الحضور عبر الحياة أو عبر الورق" كما يقول في مقدمة الكتاب الذي سيكون متوفراً في معرض الشارقة للكتاب الأسبوع المقبل .. ومن هذه الشخصيات التي شكلت حضوراً قوياً في حياة زاهر والده حارث المحروقي الذي خصه بأطول مقالات الكتاب المعنون "أصعب لحظات الحياة"، وسرد فيه اللحظات الصعبة التي عايشها أثناء وفاة والده التي تزامنتْ مع إعصار جونو الذي مرّ بالسلطنة سنة 2007 . كما تحدث عن الأديب أحمد الفلاحي الذي وصف حبه لعُمان بأنه " يفوق كلّ الوصف لدرجة أن يصل إلى "الشوفينية"، مضيفاً أن "جهده - وهو فرد - في التعريف بعُمان عند الأدباء والكتاب والمثقفين في الوطن العربي يفوق ما تقوم به بعض الوزارات" . أما الشيخ خلفان العيسري فقد توقف عنده طويلا في مقاله "وانطفأ نجم في سماء عُمان" متحدثاً عن جنازته المهيبة ودوره الدعوي الكبير الذي أسهم في دخول المئات للإسلام، وهو الدور نفسه الذي أشاد به في مقال آخر عن الداعية الكويتي الراحل عبدالرحمن السميط الذي وصفه بأنه "رجل بحجم أمة" . اضافة الىذلك قدم المحروقي صورة قلمية لعدد من الشخصيات العُمانية التي رحلت عن دنيانا في السنوات الأخيرةدون أن يتم تناول دورها، يقول المحروقي في هذا الصدد : "نحن - في عمان -، نعاني من مشكلة التوثيق؛ فالعمانيون هم من أكثر الشعوب في المنطقة تجارب في دروب الحياة الوعرة؛ إذ أنهم سافروا إلى العالم عبر سفنهم، وأقاموا دولاً وممالك، ولهم تجارب في البحر والبر.. إلّا أنّ الكثير من أصحاب تلك التجارب قد ذهبوا وذهبت معهم تجاربهم.. وذلك لقلة التوثيق " . ومن الشخصيات التي انفرد المؤلف بتوثيق تجربتها الحياتيةالهامةالشيخ خلفان بن ناصر الهدابي مؤسسنادي فنجا المحتفظ بروح الشباب في شيخوخته على حد تعبير الكاتب، كما كتب عن أم هود شيخة بنت سليمان المحروقية، التي نذرت حياتها للعمل الخيري أكثر من 20 عاماً واستحقت وصف "امرأة من ذهب"، وفي مقال آخر تحدث عن المفكر ذي الأصول العُمانية علي المزروعي الذي كان من أبرز المدافعين عن الإسلام، بعد هجمات 11 سبتمبر، و"طرح رؤى تجديدية مهمة في تفسيراته للإسلام، حيث رأى أنّ الشريعة لا تتعارض مع الديمقراطية.. وهو الأمر الذى قوبل بمعارضة شديدة من قبل معارضيه".

يؤكد المحروقي في كتابه أن "كثيرين من الذين تألموا وانكسرت قلوبهم من التجاهل حتى عند المرض وعند رحيلهم، تتشابه مآسيهم في كلِّ مكان.. سواء في عُمان أو مصر أو الجزائر أو فلسطين" ومن هؤلاء اختار زاهر الكتابة عن زميله المذيع الراحل سعيد بن محمد الزدجالي بمقاله "ما هكذا يكافأ المخلصون"، والمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد في مقاله "مجاهدة هزمها الجوع والتعب"، والكاتب والمفكر المصري مصطفى محمود .. كما سرد المؤلف رؤيته وتعالقه مع حياة وأفكار عدد من الزعماء السياسيين منهم جمال عبدالناصر وهوجو شافيز، و"أفقر رئيس في العالم" خوسيهموخيكا رئيس الأوروجواي.. ولأن المحروقي من المؤمنين بعبارة فولتير: "كلمة واحدة رقيقة أصغي إليها حياً خيرٌ عندي من صفحة كاملة، كلُّها تمجيد في جريدة كبرى، حينما أكون قد مِتُّ ودُفنت" فقد كتب عن عدد من زملائه وأصدقائه الأحياء، منهم المذيعة والبرلمانية السابقة طيبة المعولي، والرحالة المغامر أحمد بن حارب المحروقي، وصديقه الكاتب سليمان المعمري .

يشار الى أن زاهر بن حارث المحروقي كاتب وإعلامي عماني، يعمل في إذاعة سلطنة عمان مذيعا ومقدما للبرامج. سبق أن عمل مراسلاً لإذاعة الـ bbc في مسقط .. له عمود أسبوعي منتظم في جريدة "الرؤية" العمانية، كما نشر مقالات في مجلة "الفلق" الألكترونية وجريدة "الشبيبة" العمانيتين .. وله قيد النشر كتاب رابع بعنوان "لولا الكتب : قراءات في كتب مختارة" .

تعليق عبر الفيس بوك