مساع دبلوماسيَّة يائسة

 

لا يتوقع أكثر الناس تفاؤلاً أن تنجح زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحالية إلى المنطقة، في رَدْع إسرائيل، وإلجام الممارسات القمعية التي تُمارسها بحقِّ الفلسطينيين المدافعين عن حُرمة المسجد.

ستُواصل إسرائيل -كما العهد بها- سياستها التي تستخفُّ بالمجتمع الدولي، ولا تلقي بالاً لمنظماته وهيئاته الأممية. وستسعى إلى نَسْف أي جَهْد سلمي يسعى إلى نزع فتيل التوتر بالمنطقة، وسيكون هذا مصير مسعى الأمين العام للامم المتحدة.

لقد مهَّد بان كي مون لزيارته إلى المنطقة برسالة مُناشدة للإسرائيليين والفلسطينيين؛ دعا فيها إلى عدم السماح للمتطرفين في أي جانب باستغلال الدين لإشعال الصراع أكثر، والوقوف بحَزْم ضد الإرهاب والعنف والتحريض، واحترام الوضع التاريخي القائم للمواقع المقدَّسة في القدس، كان الأولى أن يقصر الأمين العام للأمم المتحدة مناشدته على الإسرائيليين باعتبار أنَّهم هم من يمارسون إرهاب الدولة بحقِّ الفلسطينيين، ولا مجال هنا للمساواة بين الضحية والجلاد؛ فالاحتلال هو من يَسْعى حثيثا لتغيير الوضع التاريخي القائم في القدس، وهو من يقوم سرًّا وعلانية بمحاولات تهويد المدينة والحرم القدسي، وأنَّ التطرف يتمثَّل في أفعال المستوطنين الذين يقتنصون الفرص للاعتداء على الفلسطينيين.

... إنَّ حصيلة الشهداء الفلسطينيين خلال شهر أكتوبر الجاري -والتي تجاوزتْ أكثر من أربعين شهيدا بينهم عشرة أطفال- لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنَّ الاحتلال لن يرعوي، ولن يمتثل إلى أيَّة بادرة لوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يحاول التصدي للمخططات الإسرائيلية لتهويد المسجد الأقصى والقدس الشريف.

والشاهد أنَّ سجل الاحتلال في الممارسات القمعية، وحقيقة الوضع الماثل، ينسفان أيَّة بادرة في أن تحقق جولة الأمين العام للأمم المتحدة نتيجة تُذكر على صعيد إلزام إسرائيل بوقف القمع الذي تمارسه بحق الفلسطينيين.

تعليق عبر الفيس بوك