مواطنون: زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي تحمي الأسر المستحقة من ارتفاع تكلفة المعيشة

طالبَ مُواطنون بزيادة مُخصَّصات الضمان الاجتماعي للأسر المحتاجة، لاسيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، وزيادة تكلفة التعليم؛ بما يضمن لهم توفير حياة مستقرة، تحول دون تحولهم إلى طرق أخرى غير مشروعة لتوفير النفقات.

وتشير الإحصائيات للفترة من 1-10-2015 إلى 11-10-2015، إلى أنَّعدد المستفيدين من الضمان الاجتماعي بلغ 85040 حالة بإجمالي مبالغ 9313420 ريالا؛ حيث تقاضت فئة الأيتام 2963 منحة بإجمالي مبلغ 317492 ريالا عمانيا، في حين تقاضت 6744 حالة من الأرامل 809587 ريالا، كما تقاضت 12327 مطلقة ما مجمله 993425 ريالا، وتلقت249 من حالات الهجر32063 ريالا، فيما حصل 274 من أسر السجناء 41227 ريالا، وحصلت 2275 من حالات البنت غير المتزوجة على 188540 ريالا، في حين تلقى 26931 عاجزا 3173689 ريالا، وتلقى 33233 من حالات الشيخوخة 3751132 ريالا، كما استحقت 44 من الفئة الخاصه 6265 ريالا.

الرُّؤية- مدرين المكتوميَّة

وقال أسعد الغزالي إن حالات الضمان الاجتماعي متعددة، خاصة وأنَّهناك الكثير من الأسر التي تعيش على ما يقدمه الناس لهم،وأغلب مشكلاتهمتتلخص في وفاة الأب وهم أطفال صغار لاحول لهم ولا قوة.. مشيرا إلى أنَّالكثيرَ من الحالات تشتكي من عدم كفاية الراتب في ظل ارتفاع أسعار تكلفة المعيشة. وأضاف بأنهناك الكثير من الأسر لا يكفيهم الراتب حتى نهاية الشهر، خاصة مصاريف الدراسة؛ فمتطلبات الدراسة أصبحت أيضا تُثقل كاهل هذه الأسر؛ لذلك يجب النظر في إعادةالمبالغ المخصصة لهذه الأسر؛ لأن أغلبهم يخجل من السؤال والبعض الآخر ينتظر أن يذكره أحدهم ولو بالنذر اليسير، وهناك الكثير من الأبناء يخجلون من أنفسهم، حتى إنهم يخجلون من التواجد في أي مكان اجتماعي خوفا من الشعور بأنهم أقل من الآخرين، أو أن يوجه لهم سؤال فيما يخص احتياجهم،أو أن يقدم لهم أحد مساعدة بشكل علني. وتابع بأنَّ هذه الأسر تحاولجاهدة أن تعيش فيالمجتمع وتندمج، لكنالكثيرمنها يفضل البقاءبعيدا عن أعينالناس التي ترمقهم بنظرات الشفقة. وطالب الغزالي الجهات المعنية بزيادة مخصصات أسر الضمان الاجتماعي، وتحسين الظروف المعيشية لهم وحمايتهم من غلاء الأسعار.

طرقخاطئة

وقال مُحمَّد الشعيبي: إنَّ متطلبات الحياة تغيَّرت عما كان سائدا في الماضي، فما كان يعيش عليهالجيل السابق لا يستطيع أن يعيش عليهالجيل الحالي؛ لذلك فإنَّأي شكوى تقدم ضد عدم كفاية المصروف الشهري فإنها واقعيه خاصة على رب أسرةلديه أطفال في مرحلة الدراسة، كما أن بعض الأسر تعاني من ارتفاع تكلفة المعيشة، وأن ما يمتلكونه غير كافٍ، ومنهم من تقودهم الحياة إلى شق طرق خاطئة وخطيرة؛ فمنهم من يتحوَّل إلى لص، ومنهم من يلجأ لتجارة المخدرات؛ فكل تلك السلوكيات التي يقومون بها يكون سببها الحاجة والنقص، والأمنيات التي يودون تحقيقها بأن يكونوا مثل من الناس، وعدم رضاهم عن الواقع الحالي. وتابع الشعيبي بأنَّالمسؤول عن عائلته يسعى لخدمتهم وتوفير النفقات لهم، وعليه أن يسد حاجتهم لأن كبرياءه لا يسمح له بأن ينتظر من يقدم له الخدمةأو يساعد عائلته؛ فيبدأ بالبحث عن أي عمل يوفر له الدخل اللازم، وإن كان الطريق الذي يسلكه خاطئا، وهناك من يجد أن الناس تقترب منهم وتخدمهم لأغراض داخلية يفسرونها كما يرون، وهذا من تجارب هذه الفئة التي فعلا تشعر بأنهاتودأن تكونمثل غيرها، لكنها لا تعرف الطريق لذلك.

إمكانيات بسيطة

وقالت مريم الرحبية إنَّ صديقاتها من أسر الضمان الاجتماعييعانون أشد المعاناة، نظرا لضيق حالهم، وعدم قدرتها على المساعدة، خاصة وأن اغلبهن يحاولن خدمتي وضيافتي في منازلهم على الرغم من الإمكانيات البسيطة التي يعيشون عليها. وأوضحت أن أسر الضمان الاجتماعي تعاني بالفعل من عدم كفاية المخصصات الشهرية لهم؛ فالبعض من هؤلاء الفتيات تُخبرنني بأنها بالبيت في كثير من الأحيان لا تتناول وجبة الغداء أو العشاءلعدم كفاية الموارد أو ندرتها. ومضت تقول: إنَّهذه الفئة تعيش باجتهاد وتحدٍّ ذاتي لتغير حياتها إلى الأفضل عن طريق الجد والاجتهاد في العمل، كما أنَّ الفقر يتسبَّب في مشكلات اجتماعية كبيرة، لا تقف عند حدود التفكك الأسري نتيجة لغياب الراعي وولي الأمر، وإنما تصل بالتأثير السلبي على المجتمع، حيث يضطر هؤلاء إلى التسول في الشوارع، دون عمل، بعدما يصيبهم الإحباط.

وقال مسلم الهنائي إنَّأسر الضمان الاجتماعي تعيش حياة بسيطة وهادئة،ومن الملاحظ أن أغلب أبناء هذه الأسر مجتهدون وهم الأفضل في التحصيل الدراسي، على الرغم من الوضع الاجتماعي البسيط، ويشعرون بالفرق الكبير عندما يحصل أحد أبنائهم على وظيفة. ويرى الهنائي أنَّالمجتمع متعاطف جدا مع هذه الفئة، حيث إنَّ القرية دائما ما تمد يد العون لأبنائها المحتاجين إلى المساعدة.. مشيرا إلى التكاتف الاجتماعي الذي يتميز به المجتمع العماني، والتكافل والتضامن الحاصل في كثير من القرى، دون فوارق اجتماعية.

قيم نبيلة

وقال علي البلوشي: إن المجتمع العماني يعيش حياة يسودها العدل والتساوي،فمن لم يكن يملك شيئا مد له جاره العون والمساعدة، وأعانه على استكمال حياته بما يستطيع،ولا تزال روح التعاون والبذل والعطاء من أبرز سمات المجتمع، فيما تخلت عنها الكثير من المجتمعات وتسبَّبت في فجوات كبيرة بين الناس. وأضاف بأنَّالجهات المعنية تبذل جهودا ملموسة لتغيير مسار حياة اسر الضمان الاجتماعي والمنتفعين من المنح الشهرية، إلى جانب القيم النبيلة التي عزَّزها الدين في نفوس المسلمين؛ حيث إنَّ المسلم لا يترك أخاه المسلم وإنما يقف بجانبه في محنته. وتابع بأنَّهذه الأسر تعمل على العيش بكل ما تملك وترضى بالقليل، لكنهم في أمس الحاجة إلى زيادة المخصصات الممنوحة لهم من قبل وزارة التنمية الاجتماعية، حتى يتمكنوا من مواصلة الحياة والتأقلم على الظروف المختلفة.

فيما قال مصعب البلوشي إنَّ الجهات المعنية تبذل جهودا كبيرة للاهتمام بمختلف شرائح المجتمع، ومنهم أسر الضمان الاجتماعي.. مشيرا إلى أنَّحالات الضمان الاجتماعي تنقسم لفئات مختلفة، وكل فئة بحاجة إلى أدوات تختلف عن الفئة الأخرى. ويرى البلوشي أنَّ السلطنة تنعم بتكافل اجتماعي مميز، والمجتمع بطبيعته يتقبل كل الفئات ويساعد الفقير منهم،فتجد أنَّ الأصدقاء ينتمون لفئات مختلفة وأوضاعاجتماعيةمختلفة، إلا أنهم لا يشعرون بذلك الفرق؛ وذلك لطبيعة المجتمع العماني المترابط. وتابع بأنَّه لا يوجد محتاج لا يتلقى الدعم والمساندة من الأصدقاء والجيران؛ فالجميع يتكاتف، ويمد يد العون له.. مشيرا إلى أنَّ هذا التضامن والتكافل المجتمعي لا يتحقق إلا في القرى، ويغيب ذلك في المدن الرئيسية.وناشد البلوشي الجهات المعنية زيادة المخصصات الممنوحة لأسر الضمان الاجتماعي.

تعليق عبر الفيس بوك