وزير الصحة يوقع ويدشن العمل بوثيقة "ممارسات الوقاية ومكافحة العدوى"

مسقط - صالح البلوشي

تصوير/ خميس السعيدي

قام معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة صباح أمس الأحد بتوقيع وتدشين العمل بوثيقة "ممارسات الوقاية ومكافحة العدوى" لجميع مقدمي الرعاية الصحية في جميع المنشآت الصحية التابعة أو التي تشرف عليها وزارة الصحة وذلك بحضور سعادة الدكتور سلطان بن يعرب البوسعيدي مستشار وزارة الصحة للشؤون الصحية وسعادة الدكتور عبد الله الصاعدي ممثل منظمة الصحة العالمية بالسلطنة وعدد من المسؤولين ومديري العموم والمديرين التنفيذيين بالمؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة وذلك بفندق مسقط هوليدي بالخوير.

وأكد معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة على أنّ الوثيقة خطوة مهمة نحو وضع معايير تنظيم مكافحة ومراقبة العدوى في المؤسسات الصحية، وأضاف معاليه: أن هناك من التحديات التي تحتم تطوير وتقوية خدمات مكافحة العدوى منها الأمراض المعدية المستجدة (مثل كورونا والحمى النزفية) والوضع المقلق لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية والتأثيرات الخطيرة للكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى انتقال العدوى من خلال المؤسسات الصحية منها: فترة بقاء المرضى لمدة طويلة في المستشفى وكثرة الزيارات والاحتياج إلى رعاية طبية معقدة ومتخصصة ناهيك عن التكلفة المالية العالية. وتابع: أن وزارة الصحة قد أنشأت قسمًا جديدًا لمراقبة ومكافحة العدوى على المستوى المركزي وأقسام مشابهة في جميع المستشفيات، وحثّ الجميع على أن يضعوا نصب أعينهم مسألة مكافحة العدوى وأن تكون ضمن اهتماماتهم اليومية. وأشاد معاليه بالجهود التي بُذلت لإعداد هذه الوثيقة التي ستكون خطوة ممتازة في مجال تعزيز سلامة المرضى.

وكان حفل التوقيع والتدشين قد بدأ بكلمة ألقاها الدكتور سيف بن سالم العبري مدير عام المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض، أشار فيها إلى أنّ العدوى المكتسبة في المنشآت الصحية تشكل خطرًا صحيًّا وتحديًا كبيرًا لجودة الخدمات الصحية على مستوى العالم، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ هناك مئات الملايين من المرضى ومقدمي الرعاية الصحية وذويهم من الذين يصابون بعدوى المنشآت الصحية سنويًا؛ مما يؤدي إلى زيادة معدلات المراضة والوفيات بين هذه الفئات واستنزاف الموارد الصحية. وتزداد الصورة وضوحًا عندما قدرت العديد من الأبحاث والدراسات العلمية أنّ هناك من 7 إلى 10 مرضى يصابون بعدوى المنشآت الصحية من بين كل 100 مريض يتم ترقيدهم داخل المنشآت الصحية في بلدان العالم النامي سنويا.

من جانبها قالت الدكتورة أمل المعنية مديرة دائرة مكافحة العدوى بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض: إنّ وزارة الصحة قد أدركت أهمية وقاية ومكافحة العدوى بالمنشآت الصحية منذ ما يقرب من عشر سنوات، حيث تمّ تدشين البرنامج الوطني لمكافحة العدوى والذي عني بوضع بعض برامج الوقاية ومكافحة العدوى بالمنشآت الصحية، كما عني بتدريب الكوادر الصحية في المنشآت الصحية المختلفة على أنشطة الوقاية والمكافحة المختلفة مما أدى إلى وجود كوادر وفرق عمل مدربة خاصة بهذا المجال في كل المنشآت الصحية التابعة للوزارة مما كان له عميق الأثر في الحد من انتشار العدوى بها وإنقاذ حياة آلاف المرضى والعاملين الصحيين وذويهم.

وأوضحت المعنية أنّ دائرة وقاية ومكافحة العدوى بالوزارة بدأت - منذ إنشائها- في العديد من الأنشطة الهادفة إلى الارتقاء بتطبيق مبادئ وسياسات المنع والتحكم بالعدوى ضمن إطار المعايير القياسية والدراسات العلمية والأنظمة العالمية مثل: وضع نظام للتواصل الفعال مع العاملين المعنيين في مجال مكافحة العدوى بجميع المستشفيات التابعة للوزارة، وإعداد التوصيف الوظيفي لهؤلاء العاملين، وتشكيل وتفعيل بعض اللجان وفرق العمل الخاصة بوضع وتحديث السياسات العامة والدلائل الارشادية الخاصة بأنشطة وبرامج وقاية ومكافحة العدوى المختلفة، بالإضافة إلى الانخراط في وضع خطط الاستعداد الوبائي للجائحات والتفشيات الوبائية كانتشار فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والحمى النزفية بمسبباتها المختلفة متضمنة مرض فيروس الإيبولا الذي اجتاح منطقة وسط وغرب أفريقيا مؤخرًا. كما شاركت دائرة وقاية ومكافحة العدوى في وضع سياسات ودراسة وتحليل المستلزمات التي تحتاجها المنشآت الصحية لتحديد مدى توافقها مع معايير ومقاييس الوقاية ومكافحة العدوى الدولية المتعارف عليها. وتعكف الدائرة حالياً على وضع خطة للبرنامج المتكامل للترصد والإبلاغ والتحليل الإلكتروني لعدوى المنشآت الصحية مع العمل على ربط جميع المنشآت من خلال شبكة موحدة خاصة بالوقاية ومكافحة العدوى وإعداد هذه الشبكة كى يتم ربطها مستقبلا بالشبكة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي لتظل عمان دولة رائدة في هذا المجال.

وبعد التوقيع على الوثيقة تم افتتاح حلقة عمل تحت عنوان "الدور القيادي في الوقاية من العدوى" نظمتها المديرية العامة لمراقبة ومكافحة المرضى بمشاركة بعض من الخبراء والعاملين في مجال وقاية ومكافحة العدوى على المستوى الدولي والإقليمي والوطني منهم: البروفيسورالدكتور زياد مميش الخبير في طب الحشود والوقاية ومكافحة العدوى واستشاري الأمراض المعدية ورئيس مكتب البحث العلمي في مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز في الرياض الذي قدم بعض أوراق العمل خلال الندوة خاصة بالعدوى المكتسبة في المنشآت الصحية وكيفية ترصدها والوقاية منها ومكافحتها، بالإضافة إلى أهم ما تم استحداثه من أساليب وممارسات خاصة بمكافحة العدوى وكيفية الاستعداد والتأهب لتفشيات وجائحات الأمراض المعدية المستجدة.

كما استضافت الندوة السيدة باربرة سول الخبيرة الدولية في مجال وقاية ومكافحة العدوى بالمفوضية الدولية المشتركة التي تحدثت بدورها عن كيفية إنشاء برنامج وطني لوقاية ومكافحة العدوى ودور قيادات المؤسسات الصحية في تنفيذ مهامه بالإضافة إلى تقديم بعض نتائج التقييم الذي أجرته لممارسات وقاية ومكافحة العدوى بالمؤسسات الصحية خلال زيارتها لها الأسبوع الماضي وتوصياتها الخاصة بكيفية النهوض بها لتتوافق مع المعايير الدولية المتعارف عليها.

 

تعليق عبر الفيس بوك