مهرجان صلالة.. أصالة تمتزج بالمعاصرة

يسدل الستار اليوم على مهرجان صلالة السياحي، والذي جاء متفردًا هذا العام؛ فقد تزامن مع احتفالات البلاد بيوم النهضة المباركة والعيد الوطني الـ 45، ومن ناحية أخرى تميّز بالتعدد والتجديد والتنوّع في الفعاليات الثقافية والفنيّة والترفيهية. وحملت نسخته هذه المرة شعار"عمان المحبة والسلام" انطلاقاً من مضامين النهج السامي المستنير لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- والذي أرسى دعائم المحبّة والسلام في ربوع عمان ومد جسور الصداقة والوئام مع كافة شعوب العالم.

وحرص المهرجان على عكس الهويّة العمانية في جميع فعالياته؛ الأمر الذي شكّل مرجعيّة تاريخية نابضة لكل الزوار، وتعرّفوا من خلاله على الإنسان العماني وسماته الثقافية التي استمدها من وحي الأصالة والمعاصرة، والتواصل بوعي مع معطيات العصر الحديث.

وكان للمبدع والمثقف العماني نصيب وافر في الفعاليات فقد حفل المهرجان بالأمسيات الثقافية والفنية واستضافة عدد من المفكرين والنقاد العرب والعمانيين في شتى مجالات الشؤون الفكرية والثقافية والأدبية والفنية بشكل عام. بجانب ذلك شكلت المرأة العمانية حضورا زاهيًا عبر جمعيّاتها وقطاعاتها المختلفة، كما أكسبت الحرفيات العمانية المهرجان رونقا خاصا يدل على عراقة عمان وحضارتها الضاربة بجذورها بعيدًا في الأرض.

واستطاع المهرجان كما العهد به دومًا جذب ملايين الزوار والسياح الذين توافدوا من كل صوب للاستمتاع بالأجواء المناخية الرائعة والفعاليات المقامة والتعرّف مكتسبات عمان الثقافية والحضارية.

إن مهرجان صلالة يعد الآن من أهم المهرجانات السياحية بدول الخليج العربي خلال فترة الصيف، ويشكل أحد أهم مرتكزات استراتيجيّة عمان السياحيّة، والتي يعول عليها كثيرًا في تحقيق رؤية السلطنة لتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل للمواطنين، والترويج للسلطنة بمنتجات تنافس بها في السوق العالميّة السياحية، علاوة على أنّه يساهم في تنمية قدرات الكوادر الوطنيّة في مجالات التسويق والسياحة والإدارة.

وأخيرا لابد من وضع فعاليات مهرجان صلالة لهذا العام تحت مجهر التقييم والتدارس، وأن نحاول استدراك مواقع الخلل والقصور حتى لا تتكرر في الأعوام المقبلة، وأن نعمل على تطويره وفق أسس علمية تكفل تحقيق الفائدة المرجوة منه.. حتى يصبح أحد أهم وجهات السياحة العالميّة في المستقبل القريب بإذن الله.

تعليق عبر الفيس بوك