دراسة عمانية توصي بالعمل على تعزيز دور القيم في تنمية ثقافة الطفل

مسقط - العمانية

أوصت دراسة عمانية بأهميّة تعزيز القيملدى الطفل عبر عمل ممنهج وواع وبعيد الأمد يتضمن وجود مؤسسة عليا تهتمبشؤونه وتضعالاستراتيجيات التربوية والتعليمية والنفسية والاجتماعية والرياضيةوغيرها كأولويات لبناء شخصية متوازنة.

وتضمنت الدراسة التي أعدها الباحث الدكتور صالح بن محمد الفهدي رئيسمركز قيم بعنوان دور القيم في تعزيز ثقافة الطفل ثلاثة محاور تتصل بضرورات تعزيز القيم في ثقافة الطفل في الوقت الراهنوالمؤثرات العصرية فيثقافة الطفل وطرق تعزيز القيم في ثقافة الطفل، موضحة أن تعدد الوسائلالمؤثرة على الشخصية الإنسانية وتفاقم الأفكار والرؤى والتوجهات في زمن العولمةوتعقّد التربية يشكل خطراً داهماً ومؤثرا سلبياً على التنشئة الحسنة وبناء الشخصيةالسليمة .

وتطرقت الدراسة إلى مدى أهمية تعزيز القيم لدى الأطفال في العصر الراهنوالمصادر المؤثرة في ثقافتهم لكون شخصياتهم تتأثر بما تتلقاه من مختلف المصادرفتؤثر في صياغة فكرهم وتوجيه سلوكهم إيجابا أو سلباً بحسب طبيعة ومحتوىالرسالة.. كما تهدف إلى بيان طرق تعزيز القيم لدى هؤلاء الأطفال.

ورأت الدراسة ضرورة تعزيز هذه القيم في هذا الزمن أكثر من ذي قبل نظراً لتغيّرطبيعة العصر من المجتمع القروي المنغلق إلى المديني المفتوح ومن الأسرة الممتدةحيث يظل جميع أفراد الأسرة سقفا واحدا إلى الأسرة النووية التي يسكن أفرادها فيبيوت منفردة إضافة إلى ما أحدثته ثورة الاتصالات من تغير اجتماعي واسع علىمختلف الأصعدة.

وأشارت الدراسة إلى أنّ هناك أسبابًا أخرى أهمّها ما يمر به العالم والتطوراتالمتسارعة على المستويات الإقليمية والداخلية وظهور الحركات المتطرفة والذييوجب أهميّة تغيير منظومة التربية والتعليم وإعادة النظر في الكثير من المفاهيمبحسب نواتجها والتركيز على تعزيز قيم الحق والعدالة والمساواة والقيم مواطنةوالتي من شأنها تقوية الأواصر مشيرة الى دور وتأثير الإعلام على ثقافة الطفل منحيث وقوعه في دائرة الاستهداف التجاري للشركات الكبرى التي حوّلته إلى مستهلكلا تقل أهميته عن الكبير وصناعة المواد لإعلامية الموجهّة اليه والتي قد تتماشى معفكره ورغباته الطفولية أو بناء شخصيته ليكون مستهلكا مستقبليا شرها .

وأكدت الدراسة أنّ الإعلام المشاهد والمقروء والمسموع يعد مؤثراً هائلاً في تكوينالأبناء لما يتمتع به من حضور وجاذبية واتقان وأن القنوات الفضائية والألعابالإلكترونية والشبكة العالمية للإنترنت باتت تحصر الطفل فتزيده تشويشاً وإرباكاًبسبب التنازع في الرسائل المختلفة .

وأوضحت أنّ هذا النزوع اللاواعي نحو وسائل الترفيه حول الطفل إلى مدمن للألعابالإلكترونية فجعلته مستهلكا بارعا على حساب أخلاقياته وبناء شخصيته المتزنةمؤكدة تأثير المجتمع الكبير على شخصية الطفل وثقافته لكونه يشكل أقرب ما يكونالى الأسرة الكبيرة التي تضم الأقارب والمعارف والقرناء من زملاء الدراسة

والأصحاب خارج المدرسة .

ورأت الدراسة أن المدرسة تمثل إحدى المؤسسات الفاعلة في تعزيز القيم لدى الطفلبحكم الزمن الطويل الذي يقضيه بين جنباتها وما يتلقاه فيها من مناهج وأخلاقياتوقيم وهي قادرة في جميع مراحلها على تعزيز القيم الأخلاقية الأساسية في نفسيةالطالب كالإيثار والإحسان وبر الوالدين والصدق والاحترام والأمانة وإفشاء السلاموالعفو والحلم والعطاء وقيم المواطنة والصداقة والشجاعة والكرم والنبل والمروءةومساعدة الآخرين والتطوع وغير ذلك من القيم التي تشكل البنية السويّة للإنسان .

ونبهت الدراسة إلى أهمية أن يسلك المربي الطرق الصحيحة في التربية ليكتسبالطفل الشمائل الرفيعة التي تجعل والديه محل قدوة له مشددة على أثر القرآن الكريمفي تعزيز القيم السامية للطفل لكونه منهج الأمّة الإسلامية الذي قوّم سلوكها وأرشدهاإلى فلاحها وحماها من الفرقة والتمزق والتخلف .

ورأت أنه في طرق التربية تفضل مشاركة الأبناء اهتماماتهم الطفولية من أجلالتقرب إليهم ورفدهم لأخلاقيات بطريقة غير مباشرة أو إبعادهم عن السلوكياتغير السويّة اضافة الى وضع المسؤولية على الفرد منذ صغره والاعتماد عليه لأنهيربّي فيه قيمة تقدير الذات واحترامها ويعزز لديه قيمة الشعور بالمسؤولية فينشأ قويمالشخصية .

وأوصت دراسة دور القيم في تعزيز ثقافة الطفل بأهمية انتهاج الرفق في تعزيزالقيم والابتعاد عن أسلوب التخويف والتقريع واللوم والزجر وإساءة الظن في الأطفاللأنها تخلف في نفسياتهم العدوانية والكراهية والاحتقان مشيرة إلى أن الإذاعةالمدرسية والغناء والألعاب التربوية والمسرح هي من الوسائل المؤثرة والمعززة لقيمالطفل.

تعليق عبر الفيس بوك