مواطنون: المجتمع صار أكثر إدراكا لقيمة مهنة التمريض وأهميتها لضمان نجاح الخدمات الطبية

القاسمى: البعض كانوا يرفضون تشغيل الفتيات في المهنة قديما لجهلهم بضوابطها الأخلاقية

الناصري: الممرضون يوفرون وسائل الراحة للمرضى أكثر من ذويهم على مدار الساعة

الشرياني: الدراسات الطبية تؤكد أهمية دور الممرضين في تسريع تعافي المرضى

أجمع عدد من المواطنين على أهمية مهنة التمريض في خدمة المجتمع وأكدوا أنّ الفرق الطبية لا يمكنها أن تضمن شفاء أي مريض دون مساعدة ومتابعة العاملين في قطاع التمريض، وأضافوا أن التمريض من أنبل وأشرف المهن نظرًا لما يقدمه الممرضون من جهود مقدرة في خدمة المرضى ويعملون لساعات طوال بعيدا عن أسرهم من أجل راحة المرضى. وانتقد عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم في هذا الشأن ما كان يتعرض له الممرضون في الماضي من ضغوط مجتمعية في ظل عدم تقدير جهودهم ورفض تشغيل أبنائهم في مهنة التمريض بدعوى أنها لا تليق بالفتيات وغير ذلك من المفاهيم التي استوعب المجتمع عبر سنوات تطوره أنّها كانت خاطئة وصدرت عن جهل بطبيعة عمل الممرض وأهميته في استكمال عمل الفرق الطبية.

الرؤية - محمد قنات

بداية، قال عبد الله القاسمي إن الإقبال على مهنة التمريض في السنوات الماضية كان أقل حيث كان البعض ينظرون إليها باعتبارها مهنة معيبة ومخلة خاصة للفتيات بدعوى اختلاطهن بباقي فريق العمل، وهو ما كان يدفع بعض العاملين في هذا المجال إلى التهرب من الإجابة على سؤال : أين تعمل؟ بما يعني التعرض لضغوط نفسية في غير محلها في ظل قسوة نظرة بعض فئات المجتمع للعاملين بتلك المهنة وكأنهم يمارسون عملا غير لائق اجتماعيا وأخلاقيا، لكن مع الوقت وتنامي الوعي المجتمعي بات المجتمع أكثر إدراكا لأهمية تلك المهنة وتثمين الجهود والتضحيات التي يبذلها العاملون في تلك المهنة التي من دونها لا يكتمل عمل الفريق الطبي.

وأضاف القاسمي أن التمريض يعد خدمة إنسانية يقدمها الممرض لخدمة المجتمع، ويشير إلى أنه في السابق كانت مهام الممرض بسيطة جدًا لذلك كان يمكن أن يعمل بتلك المهنة من يحصلون على الشهادة الإبتدائية لكن مع تطور الأجهزة الطبية وزيادة المهام المكلف بها الممرض بات العاملون في ذلك المجال أكثر خبرة فضلا عن تحسن المستوى التعليمي وهو ما ساهم في زيادة درجات الالتزام بأخلاقيات المهنة والحرص على عدم ارتكاب الأخطاء أو الكشف عما يتعلق بالشؤون الخاصة للمريض في إطار حماية كرامة الإنسان وحقوقه، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى ضرورة الاهتمام بتطوير مهنة التمريض والعناية بالعاملين في هذا القطاع من أجل الرقي بهم من الناحية العلمية والعملية والسلوكية حتى يؤدوا دورهم بالصورة المطلوبة في خدمة المرضى .

ومن جانبه، قال عبد الله علي الكلباني إن التمريض مهنة إنسانية بالدرجة الأولى ويجب على مختلف فئات المجتمع تقدير جهود العاملين بتلك المهنة، وعلى المستوى الشخصي أفضل التعامل مع الممرضين العمانيين بحكم درايتهم أكثر بطبيعة أفراد المجتمع العماني، لكن أرى في الوقت نفسه ضرورة تأهيل بعض العاملين العمانيين والوافدين من خلال دورات وورش تدريبية تثقيفية عن كيفية مراعاة المريض والمراجعين من الناحية النفسية والحرص على اختيار الكلمات والعبارات الأكثر تناسبا مع وضع المريض وحالته الصحية والنفسية وتدريب النفس على تحمل ضغوط المرضى والمراجعين في كثير من المواقف، وعلى الجانب الآخر لابد من تقدير طبيعة عملهم وخاصة في الفترات المسائية حيث يقضون الليل بعيداً عن عائلاتهم من أجل راحة المرضى وسلامتهم.

وأشار الكلباني إلى أن الممرض يقدم أغلب وقته في خدمة المرضى دون كلل وملل ويسهر الليالي من أجل راحة المريض وهنالك كثير من الممرضين يحرضون على إدخال البهجة والطمأنينة على نفوس مرضاهم ويقدمون لهم الإرشادات التي تساعدهم في المحافظة على صحتهم وإعانتهم على تناول الدواء من أجل الاستشفاء وهنالك بعض المرضى تستمر علاقتهم بالممرض عقب خروجهم من المستشفى تقديرا لدوره في الشفاء وحرصه على التعامل الجيد خلال فترة المرض.

وقال محمد الناصري إن التمريض مهنة عظيمة وينال صاحبها الأجر والثواب من عند الله تعالى كما أن للممرضين أدوار مقدرة من جانب الجميع حيث يتجلى دورهم في خدمة المرضى وهو دور إنساني عظيم له قيمته، خصوصا وأن عمل الممرض ليس سهلاً كما يتصور البعض حيث إنّ من عمل بالقرب من هؤلاء الموظفين والعاملين في مهنة التمريض يدرك جيدًا أنّهم يقومون بدور كبير في مساعدة المرضى أكثر من ذويهم حيث إنّ الممرضين عليهم ملاحظة المريض 24 ساعة في حال تنويم المريض بالمستشفى، كما أنّ مكان وطبيعة عمل الممرضين ليس من السهل التأقلم معها خصوصا في ظل احتمال الإصابة بعدوى الأمراض لذلك يجب علينا تقدير هؤلاء الممرضين والدور الإنساني الجليل الذي يقومون به.

وأوضح الناصري أنّ مهنة التمريض باتت تجذب العديد من الشباب من الجنسين خاصة وأنّها أصبحت علم يدرس وتمثل ركيزة أساسية في الحقل الصحي تقدم كل خبراتها في هذا المجال خدمة للمرضى.

وأكد نوف علي الناصري‎ أن مهنة التمريض من أشرف المهام وأجلها وتجد تقديرًا واسعًا من قبل المجتمع، حيث إنّ الممرض يضحي بوقته ليساعد المرضى وقد يفقد صحته من أجل إنقاذ مريض أو مساعدة امرأة حانت ساعة ولادتها وتابع أن التمريض مهنة أجرها عظيم إذا أخلص الممرض في عمله والتزم بما تمليه عليه وظيفته من قوانين ومبادئ والتزم بما حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف من تعاليم وكان في أخلاقه وتعاملاته ملتزماً بالمنهج الذي سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام "رضوان الله عليهم"، كما أن هذه المهنة عمل إنساني يقوم به الممرض لخدمة أفراد المجتمع وهي واجب إنساني في المقام الأول قد يقوم به من لا يحمل شهادة لأن مبدأه الأساسي هو مساعدة المصاب في التخلص من إصابته والعلاج منها وبداية التمريض كانت بسيطة جداً حيث في السابق كان يوظف في هذا المجال من يحمل الشهادة الإبتدائية ودوراتها فقط ولم تكن إلا بضعة أشهر فقط وكان التعليم بدائياً نوعاً ما حيث يتعلمون طرق وأساليب قياس حالة التمريض أما الآن فقد تطور الأمر حتى أصبحت المهنة لا يمكن أن يتخلى عنها في خدمة المجتمع، وأصبح الممرض عنصرا أساسيا في المستشفيات، ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال لما لها من دور إنساني خدمي كبير.

وقال علي الشرياني إنّ التمريض من أعظم المهن التي عرفها التاريخ خصوصاً في حال قلة الإمكانيات وعدم توفر الأدوية حيث كان الممرضون في الماضي يعانون أكثر من مرضاهم. وأضاف أن للممرض دور إنساني نابع من أعماق النفس البشرية يؤدي دوره بكل إخلاص وتفانٍ للحفاظ على أرواح المرضى. وأشار إلى أنّ الدراسات التي جرت خلال السنوات الأخيرة أثبتت أنّ المرضى الذين يعتنى بهم ممرضات وممرضون ذوي كفاءة عالية، يتعافون، بشكل سريع، ويتعرّضون بمعدلات أقل للالتهابات، خصوصًا وأنّ الممرّضين صاروا أكثر تعاوناً مع الطبيب والفريق الصحّي المتخصّص.

تعليق عبر الفيس بوك