أسئلةٌ مفتوحةٌ على (الآخر)؟!

مسعود الحمداني

ما يحدث في العالم العربي من صراع أيديولوجي وفكري وعقائدي، وذبحٍ وتقتيلٍ على الهويّة، هو نتيجة طبيعية لسلسلة طويلة من التمهيدات التي تخلّقت عبر قرون عديدة من التضييع، والتسييس، وتغييب حقوق المواطن العربي، وهو إلى جانب ذلك جاء نتيجة تاريخية لتكريس بغيض للطائفية والمذهبية ودعوات مجلجلة من على منابر المساجد بقتل وتدمير كل من لا يعتقد بعقيدة (المذاهب) التي تحتكر الحق والحقيقة بين (العمائم واللحى).

ولأننا لا نملك الإجابات المنطقية الجازمة التي تشرح ما يحدث في الوطن العربي، وقريبا منا، ولأن ما يطرحه المحللون السياسيون والعقائديون ـ كلٌ من وجهة نظره ـ لا يعدو كونه تحليلا قاصرا، لا يطرح الإجابة، بقدر ما يفتح قنوات أخرى أوسع على أسئلة أكبر..لذا سأطرح تاليا مجموعة من الأسئلة الواضحة والمكررة، والتي تدور في أذهان الناس، ثم سأضعُ مجموعة من الخيارات التي بإمكان أي قارئ أن يختار منها ما شاء وما يعتقد أنّها الإجابة الأقرب للحقيقة في نظره، أو إضافة ما شاء مما لا يخطر على بال، وله أن يفتح أبواب الخيال كما شاء..وتاليًا إليكم الأسئلة:

ـ من المسؤول عن كل هذه الفوضى في الوطن العربي؟!!

ـ ما الذي أوصل هذه التنظيمات المتطرفة إلى هذه الحال؟ّ!!

ـ من المسؤول عن غسيل الدماغ الفكري والعقائدي الذي يتعرض له الشباب العربي والمسلم؟

ـ من المسؤول عن ذهاب الشباب العربي للالتحاق بمنظمات لا هَمّ لها سوى محوِ الآخر؟

ـ ما الذي شّوه صورة الاسلام حتى غدى لصيقا بالإرهاب؟!!.

ـ من الذي أنتج (القاعدة) و(داعش) و(بوكو حرام) وغيرها من التنظيمات التي تقتل المسلمين باسم الإسلام؟

ـ هل لما يحدث حاليا من سبي وبيع للنساء، وقتل المخالفين في الدين مرجعية تاريخية، أعني هل لذلك علاقة بالتاريخ الإسلامي في زمن الفتوحات منذ ما بعد العصر النبويّ؟!!

والآن..أضع مجموعة من الإجابات الاختيارية (بإمكانكم اختيار أكثر من إجابة أو إضافة ما شئتم):

ـ هل المسؤول عن هذا الوضع هي تلك الأنظمة العربية المتخلفة والتي احتكرت الوطن، واختصرته في (حكم الفرد)؟!!

ـ هل هم (شيوخ) المذاهب الذين وقفوا على المنابر يكفّرون، وينذرون، ويتوعدون الطوائف الأخرى ممن يعتبرونهم (كفرة بالفطرة)؟!!

ـ هل هي المناهج الدراسية المسطّحة التي تطرح الأسئلة والإجابات الجاهزة؟

ـ هل هي المساجد التي (تقاعست) عن أداء دورها التنويري المجتمعي، واكتفت في خطب الجمعة بأوراقٍ مكتوبةٍ صيغت لطلبة الصفوف الدنيا في المدارس؟

ـ هل هو النظام الاجتماعي والسياسي الذي أوجد الطبقية والفقر والتخلّف؟

ـ هل هو ضياع حقوق الناس الذي كرّسته دولٌ تكتب القوانين ولا تطبّقها؟

ـ هل هي (نظرية المؤامرة) التي زرعت بذور الفتن، والانقسامات في الوطن العربي؟

ـ هل هو غياب الوعي العام، وعدم وجود مشروع إصلاحي اجتماعي وسياسي وديني وفكري يؤسس لمجتمعات متحضرة وفاعلة؟

ـ هل هي الولايات المتحدة والدول الغربية التي تريد الثأر لضحايا (11 سبتمبر) والتمهيد لمشروع إسرائيل الكبرى؟!!

ـ هل هو كل ما سبق..أم ليس كل ما سبق؟

قد تكون هناك إجابات أخرى، وأسئلة كبرى، ولكنها ضائعة في مهب رياح الفوضى العارمة من حولنا والتي لم تعد الرؤية فيها ممكنة لأبعد من أصابع اليد.

أترك لكم الإجابات..

Samawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك