المستشفى السلطاني ينجح في علاج مريض ارتجاف أذيني بتقنية علاجية جديدة

مسقط - الوليد الهنائي

حقَّق المستشفى السلطاني إنجازا طبيا نوعيا في مجال علاج أمراض القلب والشرايين؛ حيث تمكن فريق طبي من استخدام تقنية علاجية حديثةمتمثلة في زراعة سدادة في طرف الأذين الأيسر للمريض كان يعاني من الارتجاف الأذيني للقلب، وتضييق في مجرى شرايين التاجية للقلب، ممايُحتم تناوله أدوية مسيلة للدم، وأدوية أخرى مثبطة لصفائح الدم، وهو ما عزز من نسبة حدوث نزيف في جسم المريض، واقترح الكادر الطبي إجراء التدخل العلاجي للمريض من أجل الاستغناء عنالأدوية المسيلة للدم، والحيلولة من احتمالية حدوث النزيف له.

وأجرى القسطرة فريق طبي من المستشفى السلطاني برئاسة الدكتور محمد بن خميس المخيني استشاري أول لأمراض القلب والشرايينورئيس قسم أمراض القلب في المركز الوطني لطب وجراحة القلب، والدكتور نجيب بن زهران الرواحي استشاري أول أمراض كهربائية القلب، بالتعاون مع أطباء التخدير والطاقم التمريضي، وفنيي القلب.

وتمثلت في إجراء قسطرة علاجية للمريض عن طريق إدخال أنبوب دقيق مرن عبر الوريد في الفخذ الأيمن،ويأخذ الأنبوب مساره حتى يصل إلى موقع القلب،ومن ثم يمرمن خلال فجوة مستحدثة بين الأذينين الأيمن والأيسر للقلب،ويقوم الكادر الطبي بزراعة سدادة في طرف الأذين الأيسر للقلب،وتتم القسطرة تحت ملاحظة دقيقة بواسطة جهاز يدعى "صدى القلب" من أجل إجراء القياسات اللازمة، وتحديد مدى ثبات السدادة في طرف الأذين الأيسر للقلب، واستغرقت هذه القسطرة العلاجية للمريض ساعة واحدة فقط.

وحول القسطرة العلاجية، أوضح الدكتور محمد المخيني أن هذا النوع من القسطرة العلاجية تجرى غالباً في الدول المتقدمة طبياً، ومراكز متخصصة، نظراً للحاجة الماسة إلى وجود كادر طبي متكامل يمتلك المهارة والدقة العالية من أجل إجراء هذا النوع من التقنيات العلاجية، كما يتطلب أن يكون هنالك تعاون متواصل بين كل من الطاقم المسؤول عن مراقبة "صدى القلب"، والطاقم المسؤول عن زراعة السدادة في الأذين الأيسر للقلب".

وأشار الدكتور نجيب الرواحي إلى العديد منالمزايا لهذا الأسلوب العلاجي؛ منها: تجنيب المريض من إجراء جراحة القلب المفتوح له، واستغناء المريض عن تناول الأدوية المسيلة للدم وذلك بعد مرور ستة أسابيع من إجراء القسطرة العلاجية، وقلة المضاعفات الجانبية مقارنة بالعمليات الجراحية، إضافة إلى عودته لمزاولة الأنشطة الحياتية الطبيعية بعد يومين من إجراء القسطرة.

وحول أعراض الارتجاف الأذيني للقلب، أكد الرواحي تباين أعراض مرض الارتجاف الأذيني للقلب لدى المرضى،حيث إنَّبعض الأشخاص قد لا يشتكون من أي أعراض،ولكن قد يكتشف الكادر الطبي إصابته بهذا المرض عرضياً عند قياس مؤشرات نبضات القلب، وفي المقابل، فإنَّ الأعراض الرئيسية لهذا المرض هي الإحساس بالخفقان في القلب،وفقدان القدرة على التوازن، والشعور بالدوخة. أما بالنسبة للأساليب العلاجية للارتجاف الأذيني للقلب فيتمثل في معالجة الأعراض المصاحبة عن طريق وصف أدوية للمريض تساعد على تنظيم نبضات القلب، إضافة إلى أدوية منع تخثر الدم في الأذين الأيسر للقلب، ولكن في حال ارتفاع خطر حدوث نزيف في الجسم، يلجأ الكادر الطبي إلى زراعة سدادة في طرف الأذين الأيسر للقلب.

ويُشار إلى أنَّالتقنية العلاجية الحديثةتفتح آفاقًا علاجية جديدة للمرضى الذين يعانون من الارتجاف الأذيني للقلب، إلى جانب إصابتهم بارتفاع ضغط الدم في الجسم، وداء السكري؛ مما يجعل هؤلاء المرضى أكثر عرضة لحدوث جلطة دماغية لهم، ولكن مع هذا الإجراء العلاجي ستنخفض نسبة إحتمال حدوث جلطة دماغية للمريض، ونزيف في الجسم.

وأكد الدكتور محمد بن خميس المخينيرئيس قسم أمراض القلب في المركز الوطني لطب وجراحة القلب، أنَّ هذا الأسلوب العلاجي حظي بموافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)في هذا العام،ويعد المستشفى السلطاني من السباقين في مواكبة أحدث التقنيات العلاجية في مجال أمراض القلب والشرايين، وذلك للارتقاء بجودة الرعاية الصحية في السلطنة، وتعزيز صحة المواطن والمجتمع، إضافة إلى تلبية طموحات وتطلعات مرتادي المستشفى السلطاني في الحصول على خدمات صحية متميزة.

تعليق عبر الفيس بوك